حجر عثرة: لنملأ الطاسة للجارين المسلمين .. والسلام !

المقاله تحت باب  في السياسة
في 
27/06/2009 06:00 AM
GMT



لنا جاران متنافسان، ايران وتركيا، حاربا قديما على ارضنا للاستيلاء عليها باسم الدفاع عن "المقدسات"، وزرعا العداوة بيننا مقرونة بالتعصب، وعمقا انقساما خاصا بثقافتنا أخذاه على محمل الجد وعبئاه برموز معدة للابتزاز واشعال الفتن، وهاهما ممثلاهما المعاصران، رفسنجاني وغول، يزوران بلدنا وبأيدهما مشاريع وافكار معدة للضغط مع تعهدات و(طاسة)!
الأخيرة أهم. في ما مضى كانت مغرافا للنهب بصحبة سيف للقتل، وهي الآن ماركة لتجارة سلمية لا تبور، وعلى بركتها استقبل الضيفان بحفاوة وجرى التبرك بخدودهما المتوردة، وسؤلا بورع عن طلباتهما. فقدمت الطاسة مع وعود لا أحد في حكومتنا المتضايقة من يتابعها.  غريب أمرهما، الإثنان يقصفان أراضينا، ويغيرا مجرى الانهر ويبنيان السدود عليها لابقائنا عطشى. الاثنان مشهوران بالتعصب القومي وعدم الاعتراف بحقوق الشعوب في اراضيهما ويخفيان ماضيهما الامبراطوري بالتحديث تارة وبالاسلام تارة. ايران تخفي حجر حدودها معنا وتسأل عنه. ربما جرفه سيل. وحتى تجده في ساعة رحمانية، وفي عمق الاراضي العراقية، تكون قد استغلت حقل النفط في تلك المنطقة واصفة اياه بأنه مشترك وعلينا التفاوض بشأنه. اسألوا وزير نفطنا إذا لم تصدقوا. اسألوا وزير خارجيتنا عن خط التالوك والطائرات والمياه والحدود ومزاعم التعويضات وعشرات المشاكل التي لا يريد الجار لها حلا، واسألوا اهل البصرة عن شحنات "الورود" التي تأتي من جارنا المحب للعطور. إن كل مشاكلنا مع جارنا الشرقي باقية على حالها كتهديد دائم . الحل هو الصمت على الحقوق. أما ممثل جارنا الشمالي فجاء الينا بعد وصول مجاعتنا المائية مرحلة الخطر، عبأنا له الطاسة ووعد يزيادة حصتنا المائية بصرف النظر عن حقوقنا التي كفلها القانون الدولي الذي ينظم شؤون المياه. كأن ما بيننا علاقات كرم يتحكم بها التقييم والمزاج . نفتح الحدود لكل البضائع التي كنا ننتجها فتتكرم علينا ايران المسلمة وتركيا التي وصلها الاسلام حديثا، بالسلام الاقليمي والبضائع غير الامبريالية والمياه. (والهواء؟ انه يأتي هو الآخر معبئا بالعجلات – هواء اسلامي له رائحة شركة مشلن)  أغرب ما في قصة الطاسة ان كلا من ايران وتركيا وصلا الى رقم متقارب في التجارة مع العراق : يزيد قليلا عن 5 مليارات دولار، حصة العراق منها صفر. هذا هو  التوازن الاقليمي، وحسن الجوار، وحسن الضيافة. طبعا هذا افضل من المفخخات والمليشيات والزعل الاقليمي وتخريب النفط أو تهريبه. السخونة افضل من الموت. أحضان اقليمية دافئة مع فاتورة ساخنة بأرقام وحروف مضيئة: شيء يقترب من الشعر الصوفي الذي تجيده أممنا القديمة!
لنملأ الطاسة صاغرين بدموع ابنائنا وشقائهم وخيراتهم إذن. في ما عدا ذلك اعترف بوجود سؤالين مهمين على لساني وهما: هل لوزير الصحة العراقي رأي آخر؟ هل لك رأي آخر يا وزير العلوم والتكنولوجيا؟