المقاله تحت باب في السياسة في
08/04/2009 06:00 AM GMT
عملية انتخاب رئيس جديد للبرلمان العراقي طالت وسخفت الى حد لم يعد ينتظرها ويتابعها احد. هل هذا مقصود ؟ لا ادري . لو كان مقصودا فلا أحب لي من هذا القصد غير انتصار الملل. لديّ فلسفتي الخاصة التي الخصها بالجمل الآتية: كلما كثر الملل قلّ الاهتمام بالسياسة وكثر الأمل، وربما العمل. كلما زاد معيار الملل انهمك الساسة بأنفسهم فارتحنا منهم ومن حذلقاتهم. الملل هو رأسمال الاختراعات المجدية. الملل مداوي جروح الغاضبين ، ومقلل سرعة أصحاب المشاريع الكبيرة وطلاب النجاح المستهترين. لكن هل يظن السادة انهم انما يصنعون الملل من اجل تمرير سياسة ما..اعني أن يجعلنا السياسيون في هذه المسألة نملّ من اجل انتخاب واحد اقل فصاحة من السيد الرئيس السابق للمجلس الانتخابي؟ ولكن من قال انهم يمتلكون المقدرة على تمرير لعبة ذكية كهذه؟ انا شخصيا اشك. ارى انهم وصلوا الى ضرب من الاقتناع بانهم عاجزون، وهذا صنو الملل الجميل، ملل العطلات، ملل الديمقراطيات العريقة التي تنام تحت الظل مطمئنة. على فكرة : المشهداني الذي يفكر اليوم بانشاء حزب سياسي شخص غير محبوب ، فلم يحبه الجادون بسبب هزليته، ولم يحبه الهزليون لأنه بالغ جدا بالادارة والضبط. من هنا ضغط عليه الجميع، وها هم الان لا يجدون واحدا مثله، لأنهم انما يريدون مثله بالطائفة ولا يريدون مثله بالطائفة، يريدون مثله بالبلاغة ولا يريدون مثله بالبلاغة، يريدون ولا يريدون، يريدون بالاحرى ولا يجدون، يريدون ولا يعرفوا ما يريدون. يريدن سنيا عملا بالتوزيعة المحاصصية، بيد انهم يخشون من أن يصبح رئيسا لمجلس نيابي على الطريقة اللبنانية يمتلك فصاحة السيد نبيه بري وحذلقاته وغضباته ويخفي مثله مفتاح المجلس في "عبه" كلما أراد تأكيد حياديته ولا طائفيته. هل يخجلون من تقليد اللبنانيين؟ لكنهم يتقاسمون على الطريقة اللبنانية، بل ثمة حالة ميليشية لبنانية ترقد بالظل. هل يخجلون حقا؟ انني احييهم إذا ما خجلوا، وأحييهم أكثر اذا ما ملّوا وجعلونا نملّ. الملل أرحم من جنون جمع المال والتأثير على الآخرين وليّ ارادتهم وتأجيل القرارات العاجلة واطلاق التصريحات والخطب الخطرة. ملوا وارحمونا ! (سهيل..)
|