امهال القابضين على نقابة الصحفيين العراقيين اسبوعا لحل سلطتهم والغاء نتائج الانتخاب

المقاله تحت باب  في السياسة
في 
21/07/2008 06:00 AM
GMT



 على قاعة نادي العلوية اجتمع مجموعة من الصحفيين والاعلاميين بينهم رؤوساء ومدير وتحرير عدد من المؤسسات الإعلامية ناقشوا تداعيات انتخابات نقابة الصحفيين التي جرت يوم الجمعة الماضي الموافق 18 / تموز / 2008 وما رافقها من فوضى ، وماشابها من حالات التزوير والتضليل . وفي بداية الاجتماع تحدث رئيس تحرير صحيفة (المدى) فخري داعيا الى الارتقاء بصحافتنا واعلامنا وادائهما ودورهما، والتعبير عن انفسنا باعتبارنا نمثل "سلطة رابعة" ونسعى لتأسيس جسر اعلامي معافى وسليم، من خلال نقابة حرة تعبر حقاً عن تطلعات الصحفيين وان تكون بمستوى خاماتهم ولكن للاسف الشديد حدث ما كنا لانتمناه، ربما قد يكون سبباً من الاسباب هو تلكؤنا وعدم اهتمامنا كوسط صحفي،موضحاً بان هناك جهات تتعامل مع هذا الوسط بعدم تشخيص الاهمية ودور هذا القطاع الذي يؤدي الدور الاهم في ما يسمى اعادة بناء عراق ديمقراطي.
ثم تلا رئيس تحرير جريدة "الصباح" فلاح المشعل مسودة بيان اعده المجتمعون والذي جاء فيه: ان نقابة الصحفيين العراقيين اضحت ، وفجأة بعد سقوط الديكتاتورية ، هدفاً لاصطراع حاد بين مجموعات متناحرة لم تتورع اطراف فيها باستخدام المسدسات ورسائل التهديد بالتصفية الجسدية، ما اضطر العدد المحدود من الزملاء المخلصين في نياتهم واهدافهم الى الانسحاب من هذا الصراع غير المتكافئ ، تاركين الاستقتال الى نفر من الهامشيين والطارئين على العمل الصحفي للاستحواذ على النقابة والاستمرار بتكريس الصورة التي باتت عليها النقابة منذ سنوات في ظل استشراس الديكتاتورية وهيمنتها على كل مناحي الحياة وتشويهها وعسكرتها لصالح خدمة الآلة الإعلامية الديكتاتورية ونظامها المقبور.
بعد ذلك فتح باب النقاش ، فكان اول المتحدثين رئيس تحرير جريدة "طريق الشعب" ابراهيم الحريري الذي قال: يتطلب الامر وقتاً اطول لتحقيق ما جاء في البيان الذي نعتبره اليوم هو الاساس لاجتماع آخر، لانها قضية معركة قانونية ومهنية واخلاقية ، وطلب الحريري تقديم مذكرة للجهات المختصة للطعن في نزاهة الانتخابات ، وفي مداخلة لفخري كريم قال فيها: لابد من العمل بسرعة لأننا لسنا بصدد اعداد برنامج لحزب، لأن الواقع يشهد الاستيلاء على نقابة الصحفيين من قبل مجموعة لا علاقة لها بالصحافة ولا بالمؤسسات الإعلامية ، ووصف الحاضرين بأنهم يمثلون اهم المؤسسات الصحفية في البلد وبالتالي فإنها تشكل الجسد الاساسي للصحافة ، والمهمة لا تحتمل التأجيل ولا الكثير من الاجتماعات ، بل ان الامر بحاجة الى موقف سريع.
بعد ذلك تحدث رئيس تحرير جريدة البينة الجديدة ستار جبار فقال متسائلاً: هل نحن نعترف بهذه النقابة ام لا؟ فاذا كنا معترفين بها فلا حاجة لنا في عقد اجتماعات محددة . واضاف : نحن اساساً رافضون لهذه النقابة ، حتى زملاؤنا الذين رشحوا لها، لذا يتوجب علينا ان نعمل بحسم وسرعة ، فالقضية لا تحتمل التأجيل، ثم تحدثت الصحفية "بيان العريض" فقالت: كنت اتوقع ان يكون هذا الاجتماع هو جلسة مواساة لكنني فوجئت بجدية الاجتماع ولدي جملة من الاقتراحات منها جمع التواقيع وادانة النقابة من خلال الاحتكام الى القانون والهيئة العامة، والسبعة ايام التي حددها  فخري كريم كلنا نتفق عليها ، لان تمييع المسألة وارجاءها الى اسبوعين او اكثر هو يمثل عدم الاهتمام الجاد بها، وبالتالي سيتم تجاهلها من قبل الهيئة العامة والتي هي في حقيقتها مغلوبة على امرها والمؤلفة من صحفيين وصحفيات يلهثون وراء لقمة العيش، فاذا حققت لهم النقابة المكتسبات التي يريدونها فسوف يصفقون لها ، واذاحدث العكس فسيلزمون بيوتهم،وينقطعون عن العمل، وتساءلت : ما الذي يوجع النقابة الجديدة؟ تجيب: ان مجلس النقابة الحالي سيوجعه عدم اعتراف الحكومة وهذا يتطلب لفت انتبه الحكومة الى هذا الموضوع ، من خلال ايصال البيان الى جميع الاطراف المعنية في الداخل والخارج والى مراكز القرار مثل اتحاد الصحفيين العرب، واتحاد الصحفيين العالمي وكذلك الى لجنة الثقافة والاعلام في مجلس النواب والى رئاسة مجلس الوزراء، واقترحت تشكيل لجنة خاصة في كل مؤسسة اعلامية تأخذ على عاتقها جمع التواقيع ونشرها في صفحة خاصة وعلى مدى شهر كامل تحت عنوان معركة استدرداد نقابة الصحفيين العراقيين.
وفي الاقل اشعار الهيئة العامة بان هناك من يدافع عنها. واشارت الى ضرورة العمل على كشف الهويات المزورة ، من خلال تشكيل لجنة من عدد من الاعلاميين المعروفين برغم النقابة على ان تكشف عن سجل الهويات ، شاء المجلس الجديد او لم يشأ واذا لم نسع الى انجاز هذه المهمة سنظل تحت غطاء هذا التزوير لدورة او اكثر . اعقبها استاذ كلية الاعلام الدكتور هاشم حسن الذي تحدث قائلاً: في البدء لابد ان ندرك مهمتنا برغم كل ماحصل وماجرى وسيجري النقطة المهمة هو حدوث عملية تضليل للرأى العام الصحفي على ان من يطالبون بالحريات والمهنيات وكأنهم ضد مكاسب الصحفيين ، ضد اسكانهم، وضد المكرمات ، وهذه تمثل دعاية سوداء مغرضة ، ودعاية انتخابية ويواصل: يجب ان تعرف الهيئة العامة بجميع اعضائها بان المكسب اولاً بعد الحصول على الحريات والحقوق المهنية الحقيقية والنقطة الثانية: من دون مبالغات ولاول مرة وبعد ما يسمى بالمؤتمر الانتخابي " تتحول القضية الصحفية الى رأي عام" فالكثير من المواطنين ومن مختلف الشرائح والفئات يتحدثون عن انتخابات يشوبها التزوير والفوضى تديرها عناصر غير كفوءة. ويضيف: انني اثني على هذا الاجتماع الذي اتسم بالجرأة والسرعة والذي لايقبل النقاش او التأويل بغية اضافة افكار جديدة تتمثل اولاً: نتحرك واعتباراً من يوم الاثنين الموافق 21 / 7 / 2008 ، ونقف امام القضاء لنسجل جميع الطعونات القانونية كخطوة اولى، وثانياً: التحرك على الرأي العام الصحفي الذي ينضوي تحت اسم "الهيئة العامة" لنحشد التواقيع انسجاماً مع القانون الذي حاكمونا فيه. اعقبه بالحديث عضو البرلمان العراقي ورئيس جريدة الاتحاد فرياد راوندوزي قائلاً: اتمنى ألاَ يكون اجتماعنا هذا هو ردة فعل لما حصل بالامس تتناسى بسرعة ولا اتشرف بالانتساب الى نقابة صحفية عراقية فقدت روحها ولم يبق منها سوى الجسد المتهرئ والكهل، ويتساءل : لماذ لايفكر الصحفيون العراقيون بتأسيس نقابة جديدة وفرز العناصر الجيدة من غير الجيدة ، واعتقد ان النقابة الحالية هي شرعية، ولايمكن لا حد ان يطعن بشرعيتها بسبب القوانين السائدة حالياً ولكن الناس الذين تبوأوا المناصب فيها سواءً في هذه الانتخابات او تلك التي سبقتها هم غير شرعيين ولذلك اشدد على موضوع واسأل: هل انتم قادرون فعلاً على ازاحة هؤلاء؟ وكيف؟ هذا هو الموضوع المهم والذي ينبغي العمل باتجاهه ، وبتقديري لم يعد هناك مجال لوجود نقابة واحدة تسمى "النقابة الام أو الظلم او الفوضى" ويشدد قائلاً:
ينبغي على الصحفيين العراقيين ان يشكلوا تجمعاً اكثر رفاهة وقوة وكقاعدة واكثر اتساعاً ومساحة من اجل استعادة صحفيين حقيقيين ليمارسوا عملهم المهني تحت ظل هذه النقابة الجديدة والا فان هذه النقابة سوف تبقى رغم كل شيء.. وفي ختام الاجتماع اقر المجتمعون تشكيل لجنة من بين الحاضرين لمتابعة الخطوات التي تضمنها البيان ، وتم الاتفاق على ان يراسها رئيس "مؤسسة المدى للاعلام والثقافة والفنون" ورئيس تحرير جريدة "المدى" الاستاذ فخري كريم وضمت في عضويتها كل من الاساتذة "فريد راوندوزي" رئيس تحرير جريدة الاتحاد وفلاح المشعل رئيس تحرير جريدة الصباح وستار جبار رئيس تحرير جريدة البينة الجديدة ، وحسام الصفار وسيف الخياط وعامر القيسي من جريدة المدى، وعلي عويد عضو مجلس النقابة السابقة والدكتور علي خليف وحسن كامل وسكرتير تحرير جريدة المواطن محمود الهاشمي ، وعلى هامش هذا الاجتماع التقت "المدى" عددا من رؤساء تحرير الصحف
وكان اللقاء الاول مع رئيس تحرير مجلة الشبكة، العراقية الاستاذ حميد المختار وسألناه: الانتخابات انتهت، واحدثت ضجة اعلامية في الشارع العراقي فكيف تقيم هذه الانتخابات ؟ فقال: هي خيبة كبيرة ووصمة عار في تاريخ الصحافة العراقية ان تكون بهذه الصورة التي تجلت عبر شاشات الفضائيات ووسائل الاعلام الاخرى، وبالنتائج المؤسفة ، ويبدو لي ان الصوت الوطني في الاعلام العراقي ما زال ضعيفاً ومهزوزاً وغير قادر على ان يمثل الاصوات الحرة التي عملت بعد سقوط الديكتاتورية ولذلك كان ينبغي على الجميع ان يستعدوا استعداداً حقيقياً للمشاركة في الانتخابات وخوض غمارها، لا ان يتركوا الحبل على الغارب، وان يتركوا الفرصة سانحة للبعثيين لأن يستعدوا تماماً لهذه المعركة ، وهي حقاً تمثل معركة ، وانا اعد النقابة بمثابة الحصن لهؤلاء وقد استنفروا استنفاراً كاملاً.