المقاله تحت باب أخبار و متابعات في
31/03/2008 06:00 AM GMT
بعد صدورها بالانكليزية اولا ثم بالعربية صدرت رواية أخيرا "عراقي في باريس" للكاتب العراقي المقيم في لندن صموئيل شمعون في ترجمتها الفرنسية ضمن سلسلة "عوالم عربية" التي تصدرها دار نشر "آكت سود" ويشرف عليها فاروق مردم بك. وكانت الرواية صدرت بالعربية عام 2005 عن "دار الجمل" في كولونيا بالمانيا وقارنتها الصحافة البريطانية عند صدورها بالانكليزية قبل ذلك بكتاب "مدار السرطان" للروائي الاميركي هنري ميللر. اما العنوان الذي اختاره الكاتب لروايته فيذكّر بالقصيدة السمفونية الاميركية "اميركي في باريس" التي وضعها جورج غيرشوين عام 1928 وتحولت لاحقا الى فيلم مع النجم جين كيلي. ويشكل ملصق هذا الفيلم الذي انجز عام 1951 جزءا من غلاف الرواية العراقية في ترجمتها الفرنسية التي أنجزتها ستيفاني ديغول والتي ستنزل الى المكتبات الفرنسية يوم الجمعة 4 نيسان المقبل. وتهيمن العوالم السينمائية على هذه الرواية الخصبة الصريحة والمكتوبة بلغة بسيطة لا تخلو من شاعرية، وبمرح وسخرية تصبغ ادب الكتّاب الكبار، كما ان الرواية تستغل ملامح من السيرة الذاتية وتعيد تشكيلها في فصول مختلفة تروي الراهن وتعود الى الطفولة والشباب وتعكس التزاما انسانيا شاملا، بعيدا عن الايديولوجيات. وتحتل حكاية تسكّع الكاتب الباريسي جزءا مهما من الرواية، وكذلك عيشه في الاحياء الاكثر تواضعا في المدينة، وصداقاته مع عمال المقاهي والعاهرات، ويومياته كمتشرد سعيد يعيش كما في شريط سينمائي يؤدي فيه دوره الخاص. وتعيد ريشة صموئيل شمعون كتابة التفاصيل بدقة كاميرا وبروح دائبة السخرية تبتعد بالنص عن اي جنوح ميلودرامي حتى في المواقع الاكثر ألما. كما ان الكتابة تنبع من كثير من المفارقات تزيد من وقعها صراحة الكاتب واقباله على البوح من دون عقد او تنازلات، ما يجعل من سيرته شهادة فريدة تعبر الى القارئ على لسان حكواتي يتقن لعبة التشويق التي هي احد اسلحة السينما ايضا.
|