النجاح .. ثمرة يود الجميع الحصول عليها |
. المقاله تحت باب مقالات و حوارات النجاح أحد مقومات السلوك البشري، فهو أداة ٌ توضح مدى استفادة الفرد من الأمكانات المادية والمعنوية في البيئة المتاحة له ، إضافة الى تعرفه الشخصي نحو طاقاته وقدراته، وبالتالي تحقيق ما يطمح له في مسيرة حياته .
وهو ثمرة العمل الطويل ، قد يجدها البعض صعبة المنال ، ويجدها آخرون ممكنة لحد ما ، بينما يرى البعض الآخر أنها مهمة مستحيلة ، وفي الحقيقة فأن النجاح يعتمد على عدة عوامل ، منها : 1- الرغبة في تحقيق النجاح .. كثير من الأفراد نجدهم يمارسون أعمالهم اليومية بشكل روتيني غير قابل للتغيير ، حيث يعتمدون مبدأ التصلب في الأداء ، ويستمرون في مسالك محددة مسبقة لهم ، أو مسالك حددوها هم لأنفسهم ليسيروا عليها ، فيجدونها سهلة التطبيق ولا تأخذ منهم جهدا ً ولا وقتا ً، وبذلك تنحصر رغبتهم في النجاح بمجرد الأستمرار في العمل المعتاد .
وفي الحقيقة ، فأن الرغبة للنجاح تثير في نفس الفرد القابلية على التطور والتجدد ومتابعة ما هو موجود حوله في المجتمع واعادة تحسين المسالك الروتينية وإضفاء روح العصر والتقدم لها ، وبالتالي نجد شخصا مثابرا ً قابلا ً للتقدم والرقي والتطور لديه القدرة على خلق ما هو جديد لعمله ويضفي الرضا عن ذاته وتزداد ثقته بنفسه. 2- إختيار المجال المناسب.. تقود الرغبة الكثيرين لخوض غمار مجالات الحياة المختلفة دون سابق خبرة تذكر ، بل يدفعهم فضولهم الى التعرف على مجالات الحياة المتنوعة بأكبر قدر ممكن ، إن عملية التنقل هذه تعمل على إضاعة الفرد فيجد نفسه تائها ً ، ويدرك في النهاية إنه أضاع الوقت والجهد لمجرد إشباع دافع الفضول والتجربة متجاهلا ً تراكمات من الجهد والخبرة لمجال ٍ قد يبدع فيه ويضفي لمسات علمه على أعماله الحياتيه المختلفة .
إن عملية تحديد المجال الذي يجعل الفرد مبدعا قادرا على التعرف على ايجابيات العمل ومساوئه ، هو أفضل من عملية التخبط بين مختلف المجالات ، بل من الممكن ربط التخصص الذي يتقنه بمجال آخر مقارب للمجال الاصلي لعمله ، كأتقان اللغة الانكليزية أثناء تعلم الحاسوب . 3-الاطلاع العام للتطور العالمي.. إن من مسببات تحقيق النجاح والحفاظ عليه هوعملية المواكبة لما يدور حوله على المستوى العالمي ، فقد يجد في المجتمعات الاخرى ماهو مفقود في مجتمعه الام ، فيعمل على الاستفادة منه والعمل على توظيفه لصالحه ، وبهذا يمتلك القدرة على الارتقاء العلمى له ولمجتمعه .
4-المتابعة الوالدية .. ان النجاح لايأتي من الفراغ بل من البذرة الاولى التى تضعها الاسرة ، فهي الارض الخصبة لانطلاق اي نجاح ممكن في حياة الفرد وخاصة الطفل ، إن عملية توصيل الخبرات المنظمة الى حياة الطفل الصغير بشكل يراعى فيه سقي المعلومات بتروي وبما يتناسب مع عمره واستيعابه الزمني ليصبح فيما بعد كالارض الخصبة التى تطرح من الطيبات ماشاءت.
5-التفكير العلمي ومعالجة المعلومات في التفكير.. ان التفكير العشوائي لايترك مجالا لأنسياب الافكار المنطقية المتسلسلة من الخروج الى أرض الواقع ، لذا فأن التفكير العلمي الان هو افضل الطرق في حل المعضلات التى قد يتعرض لها الطفل ، وهو مسؤولية والديه أولا ً في فسح المجال له للتعرف الى الحلول الممكنة في حل مشكلته بأقصر وقت ممكن وأقل جهد كذلك.
إن عملية فرض الفروض للمشكلة واستعراض كل فرض واختبارصحة كل فرض ومناسبته للحل للوصول الى اختيار الحل الامثل للمشكلة لاياتي سوى بالتدريب المبكر للطفل على حل مشكلاته الصغيرة اولا. ان النجاح عملية تطورية بطيئة مثلها مثل (الشجرة المثمرة) إذ تبدأ بالبذرة الصغيرة المستندة على أرضية واثقة ومتينة تساعدها على النمو الصحيح إستعدادا لجني ثمارها في المستقبل . والنجاح لايقتصر على التعليم الاكاديمي فحسب ، بل يتغلغل في تركيبة المجتمع المدني ككل ، فإذا مانشرت العلم فيه أصبح مجتمع منطقي لايرضى في إقناعه سوى المجادلة بالحقائق وإذا ما ساهمت في تثقيف الافراد فأنك ستساهم في نقل الثقافة الى المجتمع بأسره ، وبالتالي فأن النجاح هو عملية فردية جماعية تبدأ بالفرد وتنتهي بأندماجه داخل مجتمع يرحب بالعضو الجديد الذي يشارك الاخرين صنع النجاح. ان طعم النجاح لا يمكن أن يدركه المرء الا بعد أن يمر بسلسلة طويلة وشاقة وممتعة من الخطوات المتتابعة التى توصل المرء في النهاية الى قطف ثمار النجاح والفوز بها. |