الاضطرابات السلوكية -ح4 - الخجل ... خمار الشخصية |
. المقاله تحت باب مقالات و حوارات الخجل هو اضطراب شعوري يصيب الفرد فيمنعه عن أداء الردود الطبيعية تجاه المواقف المختلفة .
والخجل عادة اجتماعية ، إضافة الى كونه صفة موروثة ، تكثر بين الأطفال الصغار وتصبح ميزة جميلة في شخصياتهم ، فتكون رادع إضافي للرادع الأخلاقي ، إذ يُحسب الخجل من الكوابح التي يستخدمها الفرد في السيطرة على أفعاله وردودها ومشاعره تجاه الآخرين . يصبح الخجل عادة أجتماعية سيئة عندما يسير بصاحبه الى الجانب السلبي ، حيث يدفعه خجله لكبح مشاعره وآراءه ورغباته المشروعة ، ويتحكم في السيطرة على أجراءات حياته ويتدخل في أتخاذ أقوى القرارات وأصعبها . وقد يتحول الخجل الزائد الى مرض نفسي يصعب التخلص منه ، فقد تنتاب الطفل الخجول أعراض تصاحب تصرفاته ، كالتصبب عرقا ، وأحمرار البشرة ، والتلعثم في الكلام ، والنظر للأسفل أثناء الكلام ، والسماح للأخرين بأطلاق ما يريدونه من ألقاب وعبارات قد تكون جارحة في بعض الأحيان ، كل ذلك يثير في نفسه شعورا بعدم الرضا تجاه الأفراد والمجتمع ، وقد يتحول الى فرد مؤذ كي يثبت للآخرين وجهة نظرهم الخاطئة فيه ، وقد يتبنى تصرفات تخالف شخصيته الهادئة كي يتجنب مثل هذه العبارات ، وقد يغطي الخجل الزائد على قدرات ومواهب الشخص الخجول ، فنراه ينجز أعماله بهدوء تام ، وإن وُجد فهو لا يثير أهتمام الاخرين ولا جدلهم ، ولا يشارك في خلق المواقف ، بل يرد عليها إذا ما تواجدت في ساحته . إننا نتحدث عن عادات سلوكية مكتسبة من المجتمع ، وقد تكون عادات ذات طابع وراثي أيضا ، إذ تلعب الوراثة والميول دورا مهما في توريث ما لدينا ، لأبنائنا ، لنتوقف عند باب الخجل ولنطرق أسبابه . 1- التنشئة الأسرية : تلعب الأسرة ، كونها الخلية الأولى المسؤولة عن تربية الأبناء دورا مهما في تعليمهم وتوجيههم ، إذ أن الأسرة النمطية التي لا تريد أن تجرب أساليب الحياة النشطة ، قد تدفع أبناءها الى تجنب كل ما يثير في أنفسهم حب الأستكشاف والمجازفة ، فينشأ الأبناء مترددين خاضعين تغلب عليهم إرادة الضعفاء ، ويلعب التشجيع نحو الهدوء السلبي دورا في تفاقم الخجل في شخصيات أبنائهم . فالتحدث بالنيابة عن الأطفال ، عن يومهم المدرسي مثلا ، أمام الاخرين ، أو في اختيارهم الصديق ، أو حتى التدخل السافر في إنتقاء الكلام المعبر عن مشاعرهم ، يترك كل ذلك ، كبتا ً في نفوسهم الصغيرة ، مغطى برداء الخجل . 2- الطفل الأول : إن وجود الطفل الأول في الأسرة يكون بمثابة التجربة الممتعة للوالدين اللذين لا يتركان لطفلهم مجالا في تجربة كل ما هو جديد عليه ، ويتناسون أن في الحياة وجهان ( الجيد والسيء ) ، ويجب أن ندع المجال أمام الطفل الوحيد كي ينتقي شخصيته المستقرة المتوازنة بأشباع رغباته وميوله ، من خلال فسح المجال له للأستكشاف والتجربة . 3- الحرص الزائد ، وضرب المثل بطفلهم أمام الآخرين والتباهي بشدة أدبه ودماثة أخلاقه ، يدفع الطفل الى كبت ما يرغبه ، خوفا من تشويه هذه الصورة التي أُطـّرت له ، فيضطر الى التماشي مع هذا السلوك الذي أصبح رمزا له . 4- الخوف الزائد على الأبناء : إن خوفنا الزائد على أبنائنا ، يخلق منهم عناصر ضعيفة مترددة ، غير قابلة للتجدد ، متناسين أن الحياة بوسعها أن تعطيهم دروسا غير محدودة ما داموا أبناءا ً لهذه الحياة . إن الخوف المعتدل ، هو الخوف المسموح به تجاه الأطفال ، وما عداه ، يعتبر سلوكا غير مرغوب فيه . 5- المرض المتكرر ( الطويل ) : قد يعاني بعض الأطفال من الأمراض المتكررة والطويلة بفعل البنية الضعيفة لهم ، فيلقون عناية ورعاية مميزة من الوالدين ، تؤثر في سلوكهم وشخصياتهم ، وتجعلهم في المستقبل أفرادا مسيّرين ، لا مخيّرين في أتخاذ قراراتهم . 6- الثواب ( المكافأة ) : كثير منا يقايض أبناءه على تصرفاتهم ، فيعقد أتفاقا معهم بمكافأتهم إذا ما قاموا بأنجاز ما يطلب منهم ، إن هذا الخطأ الشائع في التربية ، هو أخطر الطرق المستخدمة في تعليم أطفالنا بالتخلي عن رغباتهم وقدراتهم وميولهم وقتيا ً لحين الحصول على المكافأة ، وقد يسعى الطفل الى الحصول على أكبرقدر من المكافئات ، فيلجأ الى تبني السلوك الذي يرغبه والداه ، وبالتالي يجد الوالدان نفسيهما أما طفل مسيّر ذو شخصية هزيلة مترددة ، يخجل من القيام بالعمل بمفرده . كيف نشجع أطفالنا على التخلي عن خجلهم الزائد عندما نتحدث عن ذلك ، فنحن لا نقصد بذلك ، الخجل المشروع ، بل ذلك النوع من الخجل الذي يسلب الطفل حق التمتع بالتعلم في الحياة ، ومن الممكن أن نتدارك هذا السلوك ب : • التشجيع المستمر لرغباتهم الهادفة نحو تعلم شيء جديد ، ودفعهم نحو التجربة والأطلاع . • زجهم في المواقف المتنوعة ، كالتعامل مع البائعة ، أو تكليفهم بأداء أعمال معينة تزيد من ثقتهم بأنفسهم . • الدعم المعنوي المساند والمشاركة الفعالة معهم ، حتى يتمكنوا من انتزاع الجزء السالب من سلوكهم الخجول . • إفساح المجال لهم للتحدث أمام الآخرين وعبر الهاتف وعدم فرض المواقف عليهم ، لأن هذا الأسلوب يزيد من الأمر سوءا ، إذ لا بد من أستعداد نفسي وجسمي مسبق له . |