.
المقاله تحت باب مقالات و حوارات في
25/09/2007 06:00 AM GMT
يعاني العديد من الأطفال أثناء نومهم من عادات متعبة للوالدين. فبعض الأطفال يميلون الى مص أصابعهم أثناء النوم ، والبعض الآخر يحضن لعبته المفضلة ، بينما يميل آخرون الى وضع طرف الغطاء في فمهم ، وقد نجد من لا ينام ما لم يلعب بأذنه أو شعره ... أن هذه العادات قد تنشأ بالصدفة عند الأطفال ، نتيجة لحاجة سابقة يحاول الطفل اشباعها ، وإن مضى عليها الوقت ، فقد يتعرض الطفل الى الجوع الشديد في صغره وتتأخر والدته في تحضير وجبته ، فيلجأ الى وضع أصبعه أو ملابسه أو حافة شرشفه بفمه كي يعوضه عن ما فقده ، وإن كان هذا الفقدان مؤقتا .، فتنشأ علاقة حميمة بين اليد أو قطعة الملابس أو أي شيء آخر يميل اليه الطفل ، تلبية لنداء الحاجة ، وتتحول هذه العادة من الشعور الى اللاشعور ، وتصبح متناغمة مع تصرفاته وسلوكه ويعتاد عليها ، فيجد صعوبة بالغة في تركها . أن الأمر الذي يزيد من تفاقم هذه العادات السيئة ، هو النمو العقلي الذي ينتمي اليه الطفل في هذا العمر المبكر ... فهو لا يدرك ما يقال له ، وما قد يتعرض الى فقدانه من احتياجات ( كاللعب ، الشوكولاتا ، الخروج في نزهة ، .. ) ، في حال عدم تركه لمثل هذه العادات ... ويصر الآباء على تعليم أبنائهم كيفية التخلص منها ، وقد يحاول البعض الى وضع مواد ( حارة ) أو ( مرّة ) على أيدي أطفالهم ، كي يتركوا عملية مص الأصبع مثلا ، وقد يفلحوا أو لا يفلحوا في ذلك ، إلا أن الأطفال سرعان ما يعودوا الى ما تعوّدوا عليه . أن عملية الأدمان على مثل هذه العادات السيئة يعود الى :
عوامل اجتماعية وأسرية عندما يأتي مولود جديد الى العائلة ، يحاط بالمحبة والأهتمام الزائد نتيجة لمتطلباته الضرورية ، فيجد الطفل الأكبر ، أن الأهتمام الذي كان يحظى به ، قد أنتهى ، وتحول الى أخيه الصغير ، فيلجأ الى جذب أنتباه والديه ، من خلال عملية تقليده لأخيه أثناء الرضاعة مثلا ، فيستعمل يده عوضا عن الحلمة ، وتستمر معه بمرور الوقت ، فتصبح عملية التخلص منها ، مهمة صعبة جدا . أضافة الى أن بعض الكبار قد يساهمون بعملية تثبيت هذه العادة السيئة وتشجيعها ، من خلال ممازحة الأطفال وتشجيعهم على ممارسة دور الطفل الصغير ، فيقلد هذا بدوره كيفية تناول الحليب من القنينة الخاصة بالأطفال مثلا ، فيجدها عملية ممتعة توفر له محبة الكبار واهتمامهم ، فيعمل على التمسك بها أكثر وأكثر . عوامل نفسية إن الحنين الى مرحلة الرضاعة الأولى ، وعدم توفر الجو الأمني والعاطفي لأشباع رغبات الطفل في التقبل والحب الواجب منحه له من قبل والديه ، نتيجة لوجود انقطاع في الرضاعة بسبب العمل ، أو المرض ، أو بدافع ترويض الطفل وتعويده على تناول الوجبات في أوقات محددة ، كلها أسباب تثير رغباته وأفكاره في اللاشعور وتدفعه الى أشباعها ، عن طريق عملية التمثيل التي يمارسها الطفل للحصول على المتعة والحنان اللذان يبحث عنهما
يمكن التخلص من هذه العادات ، كلما تقدم الطفل في نضجه العقلي . إذ يمكن أستخدام المنطق والحوار المبني على الحقائق ليترك هذه العادات السيئة ، وقد تحصل له مواقف صعبة وحساسة تدفعه الى تركها ، مثل ( تورم أصبع اليد ، أعوجاج الأسنان ، السخرية من قبل الآخرين ،..) . وبالتالي أنشغال الفرد وممارسته لهوايات مختلفة ، قد تدفعه الى ترك هذه الممارسات غير المقبولة إجتماعيا وتربويا ، فاللعب مع الآخرين مثلا ، قد لا يترك له مجالا للجوء الى عملية ممارسة هذه العادات ، كذلك يفضل أن تقوم الأم بإشغال الطفل ، من خلال الطلب منه بتقديم المساعدة في إعداد الطعام ، أو اسناد الواجبات الخفيفة له كي ينسى استعمال يديه في وضع الأشياء في فمه ،... وقد تستمر بعض هذه العادات معه الى الكبر ، رغم كل المعالجات ...
|