أياد علاوي والسقوط المفضوح في متاهات اللعبه |
. المقاله تحت باب في السياسة سبق لنا الحديث عن موضوعة غياب العقل السياسي في العراق وما يتعلق بوجود سياسيين عراقيين غير قادرين على عملية صنع الحدث في المشهد الميداني السياسي للخروج بالعراق من أزمته السياسية الحالية وجميع متعلقاتها وجوا نبها الامنية والاجتماعية والاقتصاديه وهانحن هنا اليوم نؤكد ماذهبنا اليه من خلال الوقائع والمعطيات التي تجري في الساحة السياسية العراقية وعلى يد قادة بعض الكتل السياسية الذين اثبت الواقع الموضوعي انهم لايمتلكون ادنى درجات الوعي السياسي اضافة الى قفدانهم للكثير من مقومات وسمات القادة السياسيين الامر الذي يجعل تصنيفهم في قائمة الجهلاء السياسيين بالنسبة للخبراء والمراقبين السياسيين وممن يركبون تيارات الموجة السياسية ولا يعرفون كيف يديرون دفة السفينة حتى يغرقوا في متاهات بحر السياسة المتلاطم لاسيما وان القواعد الجماهيرية تنظر وتسمع مايحدث من تحركات وهي ليست غائبة او فاقدة للوعي بحيث لايمكنها استيعاب ما يحدث وقمة الغباء السياسي اذا اعتقد بعض قادة الكتل السياسية العراقية ان الجماهير العراقية غير قادرة على فرز معطيات الساحة الميدانية على الرغم من الكوارث والنكبات التي ابتليت بها معظم شرائح هذه الجماهير. وأن من بين أهم الموضوعات التي تتعلق بالوضع السياسي العراقي وما شهدته الساحة العراقية من تداعيات بعد تشكيل اول حكومة وطنية جاءت عبر صناديق الاقتراع هي عملية القفز على الاستحقاق الانتخابي والية اللعبة الديمقراطية وبعد تشكيل الحكومة العراقية الجديدة وفق اسلوب المحاصصة والتوافق بحيث شملت اشتراك اغلبية الكتل السياسية في هذه الحكومة بينما كان ينبغي تشكيلها من قبل كتلة الاغلبية الفائزة وهذا ما تسالمت عليه معظم الدول الحرة في تطبيق الية اللعبة الانتخابية.وهذا يعني ان الفشل الذي يصيب هذه الحكومة هو فشل تتحمله جميع الكتل السياسية التي اشتركت في هذه الحكومة ولا يمكن بأي حال من الأحوال تعليق الفشل على ذمة رئيس الوزراء نوري المالكي وفق رؤية منهجية موضوعية غير قابلة للمراجعة والتفنيد و الا يعتبر هذا الامر أسفافا وقفزا وتشويها للحقائق الناصعة على أرض الواقع . ولا يحتاج الخبير السياسي المنصف الى جهد كبير ليكتشف وضمن ماجرى من أحداث وتداعيات بعد تشكيل الحكومة العراقية التي أخذ وقت تشكيلها من الزمن ستة أشهر عصيبة ليكتشف هذا الخبير نوعية المعرقلات والعصي التي وضعت في دواليب العربة الحكومية من أجل تعويق سيرها من قبل بعض الكتل الداخلة في تشكيلها وتقف على راس هذه الجهات كل من جبهة التوافق وكتلة أياد علاوي الذي استطعم العمل السري وبكل ما أوتي من قوة لأفشال هذه الحكومة بالتعاون والتنسيق مع منظومة الحكم العربي وعلى رأسها نظام الحكم السعودي حيث تشير الدلائل الى الجهود الحثيثة للأمير بندر بن سلطان السفير السعودي السابق في الولايات المتحدة لأقناع قادة الكونغرس الامريكي واللوبي الصهيوني للضغط على الرئيس الامريكي بوش من أجل تغيير المالكي برئيس وزراء آخربعد ترتيب المقدمات اللازمة لاسقاطه. وذلك من أجل أفشال العملية السياسية في العراق لكي يكون النظام السعودي ومن سار في فلكه من أنظمة القرون الوسطى في مأمن من رياح التغيير السياسي الذي بات يسيطر على مشاعر أغلبية شعوب العالم العربي المبتلاة بأنظمة عفا وأكل عليها الدهر وشرب وأن بقاءها يعتبر اليوم خطأ تاريخيا يحدث في غير زمانه ولذلك سعى ويسعى النظام السعودي مع بقية الثلة من حكام العصور الحجرية من أمثال حاكم مصر والامارات والاردن وقطر الى تدبير كل ما من شأنه زعزعة الاستقرار في العراق وتدمير ما تبقى من الشعب العراقي وتحطيم بنيته الاجتماعية والاقتصادية والسياسيه. ولازالت فتاوى الارهاب التكفيري وتصدير الشباب المغرر بهم من قبل شيوخ القتل التكفيري وعلماء السوء الوهابيين وفتاواهم القذرة لسفك دماء العراقيين وهتك حرماتهم واعراضهم وقطع رؤوسهم والتمثيل بجثثهم تتم بمباركة النظام السعودي والعائلة المالكة السعوديه . وهاهو أياد علاوي وبعد الكثير من تنقلاته ورحلاته المكوكية العلنية والسرية لدول الجوار لعربي والولايات المتحدة وبريطانيا يعلن لوكالة السي أن أن الامريكية أن ما جاء وترشح من أخبار تتعلق باتفاقه مع شركة باربر كرفيذ أند روجرز المقربة من البيت الابيض والرئيس بوش هي أخبار صحيحة وأنه يريد من خلال هذا الاتفاق أن تقوم هذه الشركة بالترويج له شخصيا أمام صانعي القرار الامريكي من أجل أقناع الرئيس بوش للعمل من أجل اسقاط المالكي تحت ذريعة أن المالكي يحمل نفسا طائفيا وأنه لايصلح للبقاء على رأس الحكومة العراقية.وبهذا يتوضح للقاصي والداني أن أياد علاوي يحاول التسلط على رئاسة الحكومة العراقية بأساليب التآمر السري حينا والمكشوف أحيانا أخرى رغما عن أرادته لأن علاوي بدا مستغربا للطريقة التي تم بها تسريب خبر الصفقة في تصريحاته أثناء لقائه المتلفز مع قناة السي أن أن الامريكية بل أن التقارير الموثقة قد كشفت دعم النظام السعودي لأياد علاوي من خلال دفع الاموال الطائلة لأنجاح مساعيه تلك وقد تساءلت وزارة العدل الامريكية عن الكيفية التي حصل عليها علاوي على هذه الاموال وما هي مصادرها والتي من خلالها تمت الصفقة المشبوهة مع شركة الترويج الامريكية آنفة الذكر وقد بينا بعض مصادر تلك الاموال تلك وهنا نود ان نسلط الضوء على هذه الظاهرة الخطيرة والتي تعتبر تجاوزا وقفزا على آليات العمل السياسي والديمقراطي حيث تتوارد الى ذهن المراقب السياسي عدة من الاسئلة ومن ابرزها: 1- أن الحكومة العراقية حكومة شرعية دستورية جاءت عن طريق صناديق الاقتراع ولايحق للادارة الامريكية أن تسقطها أو تعمل على تغييرها وألا سيعتبر عملها هذا تعديا على حقوق الشعب ونسفا لكل الجهود التي قامت بها الولايات المتحدة والرئيس بوش من أجل أنجاح العملية الديمقراطية في العراق ولذلك فأن ما قام به اياد علاوي يعتبر قفزا خبيثا فوق استحقاقات العملية السياسية وبناء النظام الديمقراطي في العراق والذي كان علاوي أحد الشخصيات العراقية التي سعت لتأسيسه في العراق الجديد. 2- أن هذه المحاولات البائسة من قبل علاوي تعتبر خرقا فاضحا للعديد من مواد الدستور العراقي الدائم والتي تشكل ثوابتا لايمكن المساس بها بأي حال من الأحوال وعلى السلطة التشريعية العراقية ممثلة بمجلس النواب أستدعاء علاوي ومسائلته بخصوص تعديه على بنود الدستور العراقي من خلال تحريضه للأدارة الامريكية على تغيير الحكومة الشرعية الدستورية في العراق باعتباره أحد قادة الكتل السياسية الداخلة في العملية السياسية ويفترض بشخوص هذه الكتلة أن يحترموا الدستور الشرعي للبلاد, وأن يدعموا حكومة المالكي لانهم يشاركون فيها وأي فشل ستمنى به هذه الحكومة سينسحب عليهم أيضا . 3- لقد شكلت هذه الخطوة الغبية سابقة خطيرة أخرى في آليات التعامل بين الكتل السياسية العراقية المنضوية تحت خيمة العملية السياسية بالأضافة الى السوابق الخطيرة التي آمنت بها بعض الكتل العراقية وعلى راسها جبهة التوافق التي تناغمت في خطواتها مع كتلة علاوي في تنفيذ المخطط الذي ترعاه منظومة الحكام العرب من أجل تدمير العملية السياسية الدستورية في العراق حتى لاتتكرر التجربة هذه في بلدانهم التي تشكو الجدب والتصحر في العلاقة بين الحاكم والمحكوم وكون هذه الانظمة تعتبر أنظمة غير دستورية وفاقدة للغطاء الشرعي للبقاء على سدة الحكم أمام شعوبها التي ترزح تحت عوامل التخلف كافة بفعل هذه الانظمة الكهفية التي تسعى للبقاء أبد الدهر على الرغم من انوف شعوبها المتطلعة لفجر الحرية والأنعتاق. وهذه الخطوة تؤكد ما ذهبنا اليه في نظرية غياب وفقدان الديناميكية السياسية للكثير ممن يدعون تمتعهم بالصفة السياسية وهذا هو الجهل المركب الفاضح الذي يجعل صاحبه يصنف في قائمة الغباء السياسي المزدوج أذ كيف يتسنى لعلاوي مواجهة شركائه في العملية السياسية بعد أن أقر بأن الدستور العراقي هو خيمة القوانين العراقية وأن على الجميع الالتزام بما ورد من ثوابت فيه على الرغم من وجود نقاشات مازالت جارية لتعديل بعض بنوده وأضافة بنود أخرى وهي تعديلات وأضافات لاتتعلق بالبنود التي تعتبر ثوابت وطنية ودستورية لايمكن المساس بها وتشكل خطا أحمر لكل الكتل الوطنية المشتركة في العملية السياسية . 4- لقد أدت هذه الخطوة في تصوري الموضوعي الى سقوط علاوي الى منحدرالسقوط الفاضح في مهاوي اللعبة السياسية وهي بلا شك ستؤدي الى نهاية المستقبل السياسي لأياد علاوي لاسيما في نظر الجماهير العراقية وشرائحها المتنوعه فهو قد قام بمغامرة فاشلة بكل تأكيد من أجل الأستحواذ على كرسي رئاسة الوزراء من خلال الاعتماد على شركة ترويج امريكية ناسيا وبكل غباء أن العملية السياسية وأصول اللعبة الديمقراطية تقتضي الانفتاح على الجماهير وكسب ثقتها حتى لو أراد القيام جدلا بدور المعارض للحكومة الحالية التي تشكل كتلته جزءا منها وبالتالي فأن الجماهير هي المرجعية الوحيدة التي ستقرر أن كانت تريد علاوي رئيسا للوزراء أو أنها لاتريد ذلك ورضا الجماهير يتم عبر نقاشات مجلس النواب لاحداث التغيير المطلوب وليس عن طريق شركات الترويج لدفع البيت الابيض لتغيير رئيس للحكومة العراقية جاء عن طريق الشرعية الدستورية وعبر صناديق الاقتراع فهذا يعتبر تدخلا في الشؤون الداخلية لحكومة شرعية منتخبة وهنا لابد من الاشارة الى أن الرئيس بوش عندما سئل من قبل الصحافة عن أمكانية تغيير المالكي أعتبر أن ذلك شأنا داخليا يقرره الشعب العراقي حيث أن الرئيس بوش يدرك تماما أنه لايحق له بأي حال من الأحوال التصريح بقدرته على تغيير الحكومة الشرعية في العراق لأن ذلك يعتبر تدخلا فاضحا في شؤون الدولة العراقية وسوف ينسحب ذلك التصريح على مصداقية الرئيس بوش وسياسته أمام الشعب الامريكي وبقية شعوب العالم الحر في نقل العراق الى شواطىء الديمقراطية وبناء الدولة الحديثة على الرغم من كل الاخطاء التي ارتكبتها الولايات المتحدة في العراق والتي أدت الى تعويق العملية السياسية وفق الآليات الصحيحة لانجاح التجربة الديمقراطية الجديدة في هذا البلد. بل أن الرئيس بوش مازال متمسكا في الظاهر بالوقوف الى جانب الحكومة العراقية أمام المحاولات التي يبذلها بعض أعضاء الكونغرس من الحزب الديمقراطي للضغط على الرئيس بوش من أجل العمل على تغيير المالكي برئيس وزراء آخر. 5- لذا كان الأولى بأياد علاوي لو كان رجل سياسة حقا أن لايقع في هذا المأزق الخطير الذي كشف للعراقيين مدى مستوى التخلف السياسي الذي يعشعش في عقلية هذا الرجل ومن لف لفه من أدعياء الأمتهان السياسي ومن ركاب الموجة السياسية الذين لايفقهون من أصول اللعبة الديمقراطية شيئا والذي جعله يبدو كرجل سيرك أحمق لايتقن من ممارسة اللعبة السياسية سوى القفز فوق ثوابت السيرك السياسي بشكل متهور عبر طريقة التآمر البائس المفضوح لتحقيق مصالح مشتركة وأجندة أقليمية تحركها منظومة الحكم الكهفي الأعرابي المتحجر من أجل أعادة عقارب الساعة الى الوراء لينال الشعب العراقي الصابر الممتحن المزيد من الكوارث والنكبات والمحن على يد علاوي ومن على شاكلته من أدعياء السياسه والذين يؤمنون بالأنقلابات وسيلة وحيدة للتفاهم مع الآخر فهنيئا للديمقراطية بأمثال هولاء الحمقى. |