قصص الاطفال المصورة بوصفها موجها معرفيا |
. المقاله تحت باب مقالات و حوارات يمكن اعتبار قصص الاطفال المصورة مثابات مبكرة للوعي. اذ تمتلك اذا ما توفرت لها عناصر التاثير والشد، القدرة على استباق بقية الموجهات المعرفية والادراكية التي يكتسبها الطفل في سنواته اللاحقة بل انها تمارس دورا ايجابيا في بناء منظومة صلبة للوعي الطفولي قادرة على حماية مكونه الادراكي من الانزلاق خلف منظومات هدامة او ذوات نزعات تساعد على العنف او الانعزال ان قصص الاطفال بوصفها وسائل بصرية في المقام الاول تستطيع ان تشد انتباه الطفل وتجعله يتقمص مفرداتها ويتعايش مع ابطالها متخذا حكاياتهم نماذج للتقليد اوالمحاكاة، ومن هنا ياتي دور رسام قصص الاطفال، لا من خلال جعل رسوماته مجرد خلفية ملونة لحوار ينسجه كاتب السيناريو، بل من خلال محاولة خلق نص بصري مواز ان لم يكن متفوقا على حوار الحكاية، الامر الذي يتطلب انسجاما وتنسيقا عاليا بين المؤلف والرسام. من هذا المنطلق يمكن اعتبار حكايات شيبوب (في مجلة مجلتي) وهي تجربة الثنائي ضياء الحجار وعبد الاله رؤوف والتي تمتد الى سبعينات القرن المنصرم من النماذج المتميزة في هذا المجال ان قصص شيبوب هذه الشخصية الدون كيشوتيه التي اضحكت وسلت العديد من قرائها كانت وبحق رسائل مبكرة وبغاية التوفيق في توجهها الى وعي الطفل وهو يتعلم ان امتلاك حسن النية لا يمثل الاشتراط الوحيد للنجاح مالم يصاحبه حسن التصرف في المواقف المختلفة هذه الثيمة التي ما فتات تتكرر في قصص شيبوب الاخ الخامل الذكر بازاء اخيه عنتره في الموروث العربي ان قاريء هذه السلسلة لا يستطيع ان يحدد اين ينتهي دور الكاتب واين يبدا دور الرسام ولعل امتلاك هذا الثنائي حس السخرية الذي احسن توجيهه دورا هاما في تماهي ادائهما لقد لعبت رسوم ضياء الحجار دورا مهما في توجيه وعي الطفل بالاتجاه الصحيح من خلال توظيف فكرة القصة في ادنى تفاصيل اللقطة المرسومة. موليا اهتماما كبيرا لكل الشخوص وبالتالي لا يوجد في لوحاته شخوص ثانوية او ديكور فائض فالكل له دوره في اللقطة المرسومة مما يعزز قناعة الطفل بحقيقة القصة ويضيف الى عناصر الشد لديه وعينه تتنقل بين التفاصيل المتلاحمة من خلال نص بصري عالي الاداء. تجدر الاشارة ان ضياء الحجار لا يقصر اهتمامه على الشخوص بل حتى الحيوانات تلعب علامات الاستفهام والاستغراب والسخرية في ملامحها دورا في اكتمال المشهد وهو بعد كل ذلك لا يكتفي بشخصين او ثلاثة بل كثيرا ما يؤسس المشهد على حشد من الشخوص ليضيف الى زخم المشهد متى ما تطلب ذلك مانحا لكل الشخوص دوره الصوري المستقل ليبني لقطة رصينة التعبير ماكان لشخصية شيبوب ان تعيش كل هذه السنين وتعاود الظهور مع اعداد مجلتي الجديدة لولا قوة بناء الشخصية قصصيا ولولا بصمة ضياء الحجار الخاصة واسلوبه المتميز في الاداء والتعبير لقد رفد مجلة مجلتي منذ تاسيسها العديد من الرسامين الذين كان لمهاراتهم وتميز اساليبهم من امثال ضياء الحجار و منصور البكري وعلي المندلاوي ومؤيد نعمة واخرون دورا في انجاح المهمة التي اسست من اجلها المجلة وكانت شخوصهم عصية على النسيان حاضرة في ذاكرة قراء المجلة ممن كانوا اطفالا حينها ومنهم كاتب المقال. |