رد على مقترح حل لازمة العراق السياسية |
. المقاله تحت باب في السياسة يجد جابر حبيب جابر نظام الحزبين في العراق الحل الامثل لكل الازمات السياسية في العراق (جريدة الشرق الاوسط في 20/10/2007). ويفترض ان ذلك سيدفع الكتل والاحزاب السياسية الى تحديد هوية واضحة لنفسها كي تكون جزء من تحالف الحكومة او المعارضة. وبذلك يشير جابر الى ان الاحزاب في العراق لا تمتلك هوية محددة! وربما كانت اشارته الى التيار السياسي الذي يعمل فيه، بل هذه ماساة العراق حيث حصدت الكتل المشار اليها مقاعد البرلمان في الانتخابات والتعلل بما رافق الانتخابات يصب بمقولة جابر. ان هوية الاحزاب حددتها البرامج والتاريخ فهناك الديمقراطي (الوطني الديمقراطي) والقومي (الاحزاب الكردية والحركة الاشتراكية العربية) والديني (حزب الدعوة والحزب الاسلامي والمجلس الاعلى الاسلامي وغيرها)، وتبني اعضاء من طائفة محددة برز لدى الاحزاب الدينية التي ظهرت للعيان بعد 9/4/2003 ولم تكن ظاهرة معروفة سابقا، ويضم الحزب الشيوعي العراقي من كل الطوائف والاديان والقوميات كما هو لدى الحزب الوطني الديمقراطي. لا يخفي جابر اعجابه بتجارب البلدان الاخرى فيصفها بافضل النماذج في الاستقرار والتطور والحركة السياسية، ويضع بريطانيا والولايات المتحدة في المقدمة! ثم فرنسا والمانيا واسبانيا واليابان. ان ذلك اعجاب بشكل غير مباشر بالعلمانية، فالدول التي ذكرها جابر تتبنى العلمانية (فصل الدين عن الدولة)، ويتخوف جابر من ذكر ذلك صراحة. فهناك النقاش حول العلمانية ومشكلة الكفر! ولا زلنا نتذكر حذاء المشهداني عند التعبير عن الديمقراطية فقد اشار اليه السيد رئيس البرلمان في جلسة علنية نقلتها شاشات التفزيون. ان علة المفكرين العراقيين التورية فلا يصرح عن مكنونات نفسه، اما اذا كان جابر يقصد نقل الية الحزبين (وجود حزبين فقط)دون النظام المتكامل فتلك الكارثة بعينها. ان وجود الحزبين نتيجة لقوانين الاحزاب، والاخيرة بفعل النظام السياسي، وهكذا غاب عن جابر بان الحزبين في البلدان التي ذكرها كانت من دون عمائم. يشير جابر الى انه بات من العصي الوصول الى لغة مشتركة في تعريف الماضي والحاضر والمستقبل والصواب والخطا بين العراقيين، وكأنه يشير الى العناوين الكبيرة في السياسة (الائتلاف العراق الموحد وجبهة التوافق والتحالف الكردستاني والقائمة العراقية)، وقد سبق للعديد من العراقيين انتقادها على المواقع الالكترونية. ولم تصمد الاطر الواسعة لضم الكيانات فسجلت بعضها انسحابا وتعطل البرلمان بسببها لفترات طويلة. ويصيب جابر فيجد ذلك هستريا من التنابز بالالقاب والاتهامات الجاهزة بالتخوين والعمالة عندما يتبارى المتخاصمون! بل انها تعكس العجز عن المنافسة. انها ظاهرة موروثة منذ القدم اثر انقسام المدارس الاسلامية وظهور الحركات المتطرفة وفشل العناوين الكبيرة في احتواء الاراء الاخرى او الاعتراضات. واصاب جابر في استخدام كلمة هستريا (الكلمة العربية لها الرحام)، فان الهستريا فيما تعنيه جلب الانظار وابسط الامثلة الالبسة الغريبة التي يرتديها البعض، وقد تكون صرخة من اجل المساعدة مثل تكرر السقوط الرحامي بين النساء للحصول على ود ازواجهن. واذ تعلمت في الكلية ان الهستريا نادرا ما تصيب الرجال (تعليم كلاسيكي)، فقد وجدت انتشار العمى الهستيري او لنقل الرحامي بين الرجال ابان الحرب العراقية الايرانية عند التعرض للمواقف الصعبة جدا، وبذلك يتخلص الرجل لا شعوريا من ذلك المنظر. ان وصف التنابز بالالقاب بالهستيري قد يعني كل المعاني السابقة اضافة الى ما لم اود ذكره. لقد غابت كلمة الديمقراطية عن مقال جابر، وكذلك وجود القوات المشتركة ودور الولايات المتحدة في بناء التجربة العراقية. كما لم يفصح جابر بشكل واضح عن المشكلة وما يقترحه من حلول رغم مسؤليته. فشل التيار الديمقراطي في الانتخابات حيث تعددت مشاربه واحزابه وفشلت في تشكيل اطار خاص للتيار. فظهر التحالف الكردستاني يمثل برنامج اقليم كردستان، وحاول الحزب الشيوعي ابراز عنوان العراق من خلال القائمة العراقية التي ضمت قوى قومية ودينية كذلك، فيما انعزل الحزب الوطني الديمقراطي. وبذلك لم يشارك التيار الديمقراطي في هستيريا التنابز بالالقاب والاتهامات الجاهزة. ويحاول بعض اطراف التيار الديمقراطي صياغة برنامج يتسع لكل مكونات التيار. تلمس جابر حبيب جابر مشكلة العراق، فحاول حلها بتقليل الاطر السياسية دون اصلاح النظام! او مشاركة الجميع بالحل. انها مبادرة من مفكرين العراق قد تتبعها مبادرات. |