الإنجيل الخامس . . . ح 1

.

المقاله تحت باب  قضايا
في 
22/07/2007 06:00 AM
GMT



ملاحظة: الحقوق محفوظة للمؤلف ولا يجوز اعادة نشر أي مخطوط الابموافقة المؤلف.

الإهداء

إلى كل من يرى في الدين وسيلة للخير والحب بين الناس .

المقدمة يتألف الكتاب المقدس من قسمين كبيرين هما : العهد القديم والعهد الجديد . والأول : يتألف من 39 سفرا (أو 46) تحكي تأريخ بني إسرائيل منذ بداية الخليقة وحتى القرون الأخيرة قبل الميلاد . وقد كتبت هذه الأسفار على مدى زمني يزيد عن ألف عام , وتتناول تلك الأسفار قصة الخليقة ونزول آدم إلى الأرض من جنة عدن , وطوفان نوح , كما تتناول إضافة إلى ذلك خروج إبراهيم من ارض الكلدانيين في اور وتنقله بين فلسطين ومصر وعودته إلى فلسطين ثم انتقال حفيده يعقوب (إسرائيل) مع أبنائه إلى ارض مصر وسكناهم فيها مدة 400 عام وخروجهم منها بقيادة موسى , واستلائهم على فلسطين فيما بعد وتأسيس حكم العبرانيين هناك , ثم انقسام مملكتهم إلى دولة الشمال ودولة الجنوب وأخبار ملوك الدولتين واستيلاء الآشوريين على مملكة الشمال , واستيلاء الكلدانيين على مملكة الجنوب بقيادة نبوخذ نصر حيث ساق قسما منهم أسرى إلى بابل وهو ما عرف بالأسر البابلي ثم عودة الأسرى إلى فلسطين بمساعدة الفرس , وقد تضمنت بعض الأسفار أحكام الديانة اليهودية وهو ما يعرف بشريعة موسى أما العهد الجديد فيتضمن الأناجيل الأربعة التي كتبت عن حياة السيد المسيح بعد صلبه في القرن الأول الميلادي , وكتاب أعمال الرسل وهو عن سيرة بعض تلاميذه ونضالهم في نشر المسيحية خلال القرن المذكور , بالإضافة إلى 21 رسالة كتبها الرسل إلى المدن المختلفة في تلك الفترة , ورؤيا يوحنا , أي انه يتألف من 27 سفرا , كتبت كلها خلال 60 عاما من القرن الأول الميلادي . والعهد القديم مقد س لدي اليهود . أما المسيحيون فيعتمدون الكتاب المقدس كله بقسميه : القديم والجديد . * * * لقد قرأت الكتاب المقدس كله بقسميه قراءة جيدة , وحاولت استيعاب قصة حياة السيد المسيح المذكورة في الأناجيل الأربعة ومقارنتها بما ورد عن حياته في القرآن الكريم .فمن المعلوم أن الإسلام قد جاء في القرن السابع الميلادي , حيث نزل القران الكريم في الفترة 610-633م وتناول حياة السيد المسيح وأمه مريم في مجموعة من الآ يات متفرقة في عدد من السور المكية والمدنية , وهى حسب تسلسل نزولها كالأتي ( حيث يمثل الرقم تسلسل نزول السورة , وليس ترتيبها في القرآن الكريم ) : 40- الجن 3 44- مريم 16- 35 55- الأنعام 83- 89 ,101 62- الشورى 13 63- الزخرف 57 - 65 73- الأنبياء 91 74- المؤمنون 50 87- البقرة 89, 136, 253 89- آل عمران 33-60 , 84 90- الأحزاب 7- 8 92- النساء 156- 159, 163- 164, 171- 173 94- الحديد 26- 27 107- التحريم 12 109- الصف 6- 14 112- المائدة 14, 17- 18, 46- 47, 72- 79, 82- 83, 110- 120 113- التوبة 30- 31 أي أن أخبار السيد المسيح قد وردت في16 سورة , 7 منها مكية وهى السور 40- 74 والبقية مدنية , وآخرها التوبة , وهى السورة ما قبل الأخيرة في النزول . أما عدد الآيات فهو مختلف من سورة لأخرى , وقد بلغ مجموعها (114) آية . وفي تقديري أن هذه الآيات إذا ما رتبت تؤلف إنجيلا خامسا , يختلف عن تلك الأناجيل الأربعة السابقة , في انه لا يتضمن كل المعلومات الواردة فيها من ناحية , ولكنه يروي أحداثا وأخبارا لم ترد في تلك الأناجيل من ناحية أخرى . وهو يمثل وجهة نظر الإسلام والمسلمين في السيد المسيح , وارجوا أن يطلع عليها المسيحيون وغيرهم فلن يكون ذلك بدون فائدة , كما ارجوا أن يطلع المسلمون على مضمون الأناجيل الأربعة ونبذ عن كتابها ليفهموا الديانة المسيحية على حقيقتها . فالكتاب مفيد في اعتقادي للمسلمين والمسيحيين معا . والجدير بالإشارة أن المعنى في بعض الآيات مكرر . وسأقوم بجمع الآيات المذكورة و أرتبها حسب التسلسل الزمني لحياة السيد المسيح , أي منذ حمله وولادته , فشبابه ودعوته , ثم صلبه . * * * وفي الأخير لابد من الإشارة إلى أن الفكرة في إعداد هذا الكتاب قد جاءت على أثر دراستي للقرآن الكريم والكتاب المقدس وبعض المراجع الأخرى , وليس وراء ذلك أية دوافع سياسية أو دينية , وانما هي لغايات ثقافية والتفاهم بين الطوائف والأديان * والله من وراء القصد . د.عبد الحسين زيني


                                     الفصل الأول كتاب الأناجيل الأربعة

هناك أربعة أناجيل – كما قلت - تحكي سيرة السيد المسيح هي : إنجيل متى وانجيل مر قس وانجيل لوقا وانجيل يوحنا . وقد كتبت في سنوات مختلفة بعد صلب المسيح سنة 34 م .

والإنجيل كلمة معربة من اصل يوناني , وتحمل معنى ( البشرى)أو ( الخبر السار)لأن الإنجيل نفسه قد دون باللغة اليونانية وهي اللغة التي كانت سائدة يومئذ في جميع نواحي الإمبراطورية الرومانية , ومنها ترجم إلى اللغات الأخرى (1) .

والإنجيل الذي دونه متى يركز على أن المسيح هو الملك الذي كان اليهود ينتظرونه , ولكنهم , لما جاء , رفضوه وصلبوه . ويتضمن هذا الإنجيل نخبة من تعاليم المسيح , ولا سيما ما يختص منها بملكوت السماوات فيكشف أسراره عن طريق الأمثال ويبين ما سيحدث في نهاية الزمان , عند رجوع المسيح ملكا ممجدا . وينتهي بالحديث عن آلام المسيح وموته وقيامته (2) .

ومتى , اسم كاتب الإنجيل , اسم عبري , معناه (عطاء الله ) , وله اسم آخر وهو (لاوي) . كان متى عشارا , يجبي ضريبة العشر في( كفر ناحوم) , حين دعاه يسوع إليه , فقام وترك عمله , وتبع يسوع , ثم أقام له ولأصحابه مأدبة عظيمة في بيته , وجعله يسوع أحد تلامذته الأثني عشر , فلزمه ورأى معجزاته وسمع كلامه . فهو شاهد عيان لما رواه . وبعد صلب السيد المسيح كتب الإنجيل في السنة العاشرة (3) . لصلبه , أي سنة 44 م , ليبين لليهود أن يسوع هو المسيح بن داود , الذي وعد الله به شعبه . وقد كتبه بالآرامية وهي اللغة الدارجة في ذلك العصر , والتي بها خاطب يسوع الناس ونقل المسيحيون الأولون إنجيل متى إلى اليونانية , ثم فقد الأصل الآرامي , وبقيت الترجمة اليونانية , وهي المعول عليها في البحث والنقل إلى سائر اللغات .

ثم ذهب متى إلى بلاد العرب والحبش , على ما قاله بعض الأقدمين , أو إلى بلاد الفرس والعجم على ما قال غيرهم . ولم تعرف السنة التي توفي فيها (4) .

* * *

أما كاتب الإنجيل الثاني فهو مر قس ( وهو اسم لاتيني , وله اسم عبري هو يوحنا ) فهو لم يكن أحد الأثنى عشر كمتى , ولكنه كان من أسرة كانت لها صلات وثيقة بهم , وكانت على شئ من السعة , تقيم في دار واسعة . ومر قس هو نسيب الرسول بر نابا , أحد وجهاء كنيسة أورشليم , وكبار المبشرين بالإنجيل . ولما رحل بولس وبرنابا سنة 44م إلى جزيرة قبرص واسيا الصغرى اصطحبا معهما مر قس , ثم تركهما وعاد إلى قبرص ما بين سنة 50 وسنة 52 وتنقطع أخباره مدة 10سنوات ثم نراه بعد ذلك بصحبة بطرس ويعاونه , فيدعوه بطرس ابنه .

ثم رجع مر قس بعد ذلك إلى بولس , فأقام معه في أثناء أسره الأول في مدينة رومية سنة 61-63م . ورحل مرقس بعدئذ إلى بلاد آسيا الصغرى , وبشر فيها بالإنجيل . ثم ذهب إلى بولس خلال أسره الثاني في رومية سنة 66م وتركها بعد استشهاد بطرس وبولس ورحل إلى مصر وانشأ فيها كنيسة الإسكندرية , واستشهد فيها سنة 68م.

أخذ مرقس الإنجيل عن بطرس وبولس. وقد كتبه في رومية سنة 64م أو ما يقرب منها , وهو اقصر الأناجيل الأربعة . وجميع ما رواه مرقس روى في إنجيل متى ولوقا , ماعدا فقرات قليلة , تظهر فيها شخصية بطرس (5) . وقد ركز مرقس في إنجيله على معجزات المسيح اكثر من تركيزه على تعاليمه . وينتهي هذا الإنجيل إلى الحديث عن نهاية الزمان , وما سيحدث عند رجوع المسيح . ثم يسرد الأحداث المتعلقة بآلام المسيح وموته وقيامته . ويؤكد على مساندة المسيح لتلاميذه فيما هم ينشرون البشارة في العالم اجمع (6) .

* * *

أما كاتب الإنجيل الثالث , لوقا , فقد ولد لأبوين يونانيين في أنطاكية سوريا , وصار معاونا لبولس عندما لقيه في طر واس سنة 49 فاستصحبه إلى مدينة (فيلبي) وبقي معه إلى أن أستشهد في رومية . ثم ترك لوقا المدينة , ولا نعرف أين عاش السنين الأخيرة من حياته , ولا أين مات . وقيل انه بلغ السبعين أو الثمانين من عمره . وتكرمه الكنيسة تكريمها للشهداء .

كان لوقا طيبا , وقد كتب الإنجيل سنة 65م أو في سنة قريبة , وألف بعد بضع سنوات كتاب (أعمال الرسل ) فروى فيه انتشار إنجيل يسوع على يد الرسل وأعوانهم في القرن المسيحي الأول . والرأي الراجح انه كتب الإنجيل في رومية . وقد أخذ لوقا الشيء الكثير من أخبار يسوع عن إنجيل مرقس . أما الأقوال والأخبار التي انفرد بروايتها فربما يكون قد أخذها من السيدة مريم العذراء . ولاشك في انه عرف في انطاكيه ثم أورشليم ورومة أناسا من المسيحيين الأولين , وعلم منهم ما انفرد بتدوينه . ونجد في إنجيله ما يناهز 500آية لم يرد منها شئ في سائر الأناجيل , مثل بشارة الملاك لزكريا , وبشارته لمريم , ومولد يوحنا المعمدان , وميلاد يسوع , وصعوده إلى الهيكل في سن الثانية عشرة . وروى لوقا وحده توبة الخاطئة في بيت سمعان الفريسي , واسماء النساء اللواتي تبعن يسوع , وخدمته , وغير ذلك كثير(7) وواضح مما سبق أن لوقا لم يكن قد تتلمذ على المسيح أو رآه , وكذلك بولس الرسول الذي ارتبط به لوقا . فبولس هذا كان يهوديا متعصبا , حاول أول الأمر إبادة المسيحيين . فكان يذهب من بيت إلى بيت , ويجر الرجال والنساء ويلقيهم في السجن . وقد ذهب إلى رئيس الكهنة وطلب منه رسائل إلى مجامع اليهود في دمشق لتسهيل القبض عليهم , ويسوقهم مقيدين إلى أورشليم .

وفيما هو منطلق إلى دمشق , وقد أقترب منها , لمع حوله فجأة نور من السماء , فوقع على الأرض وفقد بصره وسمع صوتا يقول له : لماذا تضطهدني ؟ وأما رفقاؤه فوقفوا مبهوتين , يسمعون الصوت ولا يرون أحدا . فاقتادوه بيده ودخلوا به دمشق فلبث 3أيام مكفوف البصر لا يأكل ولا يشرب . وقد شفاه أحد التلاميذ اسمه حنانيا , فأبصر وقام فأعتمد , واخذ من وقته ينادي في المجامع بان يسوع هو ابن الله . وان يسوع هو المسيح . فتآمر اليهود على قتله فلم يفلحوا , وصارمن اكبر دعاة الكنيسة وحاول أن ينضم إلى التلاميذ فكانوا يخافونه أول الأمر , ثم اطمأنوا إليه وحاولوا حمايته من الاغتيال (8) . ويعتبر بولس الرسول هو المؤسس الحقيقي للمسيحية وجعلها عالميه ونشرها بين غير اليهود . وقد دون لوقا نشاطه من اجل نشرها في كتابه أعمال الرسل .

وتجدرالأشارة إلى أن الإنجيل – كما دونه لوقا – يتحدث عن ولادة المسيح وطفولته إلى تتبع خدمته منذ بدايتها , وينتهي بالكلام عن آلامه وموته وقيامته وصعوده . ولوقا يولي تعاليم المسيح بالأمثال اهتماما خاصا (9) .

* * *

أما كاتب الإنجيل الرابع فهو يوحنا بن زبدي , ولد في مدينة على شاطئ بحيرة طبرية . كان أبوه صيادا له سفينة وشباك. وقد عمل يوحنا واخوه يعقوب مع أبيهما في صيد السمك . وتتلمذ يوحنا بن زبدي ليوحنا المعمدان بن زكريا قبل أن يتتلمذ ليسوع . ودعاه يسوع ودعا أخاه يعقوب على شاطئ بحيرة طبريه , فتركا أباهما في السفينة وشباكهما وتبعاه وجعله يسوع من الأثنى عشر , ثم اختصه وبطرس ويعقوب بمشاهدة ما لم يره سائر الرسل . واقترن ذكر يوحنا بذكر بطرس رئيس الأثنى عشر في عدة أحداث رواها الإنجيل وكتاب (أعمال الرسل) فكانت بينهما صلات وثيقة. وكان يوحنا ممن وقف عند صلب يسوع بجانب مريم , فقال لها يسوع : هذا ابنك . ثم قال له وهذه أمك . فذهب بها إلى بيته . ويوحنا هذا كان في مدينة القدس الشريف حين انعقد المجمع الكنسي في السنة الخمسين ميلادية , وربما تركها بعد ذلك بقليل . واقام في مدينة افسس (بالقرب من مدينة ازمير التركيه) ثم نفى إلى جزيرة بطمس , وعاد إلى افسس فمات فيها وقد بلغ التسعين ونيفا , حوالي سنة 100م .

والإنجيل كما دونه يوحنا كان شاهد عيان لأكثر ما كتب , وقد دونه في آخر حياته في مدينة افسس , كما كتب 3 رسائل والرؤيا , وهو آخر كتب العهد الجديد . وهناك من يشك في نسبة الإنجيل الرابع إلى يوحنا . ولكن هذا التشكيك لم يلق قبولا عاما . ولم يحاول يوحنا في تدوينه أن يكرر ما كتبه متى ومرقس ولوقا , بل أراد أن يتمم ما كتبوه , فروى 6معجزات لم يذكروها . فأكثر ما جاء في إنجيل يوحنا من أعمال يسوع وكلامه جرى أو قيل في اليهود يه , في حين أن اكثر ما كتب متى ومرقس ولوقا جرى أو قيل في الجليل (10) .

* * *

هذه هي الأناجيل الأربعة , وهؤلاء هم مدونوها . وهناك من يزعم أن هناك أناجيل أخرى , منها مثلا إنجيل بر نابا . وبر نابا هو أحد التلاميذ الأثنى عشر . ويقال أن هذا الإنجيل ليهودي أندلسي تنصر ثم اسلم , وتوجد له ترجمة عربية . وعلى أية حال فأن الكنيسة لا تعترف بغير الأناجيل الأربعة المذكورة (11) .

* * *

الهوامش:

1-- الإنجيل 1982 (لم يذكر الناشر ولا مكان النشر , ويبدوا انه منشور في لبنان ) أنظر: المقدمة والملحق

2-- المصدر السابق , ص1

3-- ارجوا ملاحظة أنني أخذت بالرأي الرسمي للكنيسة من حيث عدد الأناجيل المعترف بها وتأريخ كتابتها , ونسبة الأناجيل المذكورة إلى كتابها ونصوصها المعتمدة , واللغات التي ترجمت إليها , والأخبار المتفق عليها عن الأناجيل وكتابها ولم آخذ بوجهة النظر الأخرى , إذ لم يتيسر لي التحقق من صحتها .

4-- انظر : الإنجيل واعمال الرسل , ( دار المشرق , بيروت , 1984), ط 1, ص 9- 11 .

5-- المصدر السابق , ص 129- 131

6-- الإنجيل , المصدر السابق , ص 50

7-- الإنجيل واعمال الرسل , الصدر السابق , ص 199- 201

8-- المصدر السابق , ص 457- 458 , انظر أيضا أعمال الرسل ف 9

9-- الإنجيل , المصدر السابق , ص 81

10-- الإنجيل واعمال الرسل , المصدر السابق , ص 315—318

11-- انظر : العقيد عبد الرزاق محمد علي , المدخل إلى دراسة الأديان والمذاهب , المجلد 1, (الدار العربية للموسوعات , بيروت , بدون تأريخ ) ص 212 وقد استفسرت من بعض المهتمين بالشؤون المسيحية فقيل لي أن إنجيل بر نابا هو إنجيل محرف , كتب تحت الضغط الإسلامي في القرن ال13الميلادي , ولا تعترف الكنائس بغير الأناجيل الأربعة , وتحفظ مخطوطاتها الأصلية في متاحف بريطانيا وفرنسا والفاتيكان وغيرها وعندما قرأت إنجيل بر نابا بعد ذلك وجدته فعلا كتابا (موضوعا ) رغم ما يحتويه من معلومات من العهد القديم والعهد الجديد .
 
موقع دكتور عبد الحسين زيني