المقاله تحت باب مقالات و حوارات في
03/11/2007 06:00 AM GMT
لم تأخذ (الأنسنة)Humanies كمفهوم حتمي قدري وطبيعي منعطف للجمع البشري لانتاج وتوجيه الرفاهية له من خلال اسسها العدلية القائمة علية حتى عدت مفهوم اوكسجيني يتنفس هذا المخلوق من خلاله الحياة ،وبأ سمى يوتوبياتها المتطلعة دوماً وبأعلى معايرها ،هذا المفهوم لم ياخذ بامره ودوره الا على ذلك المستوى من الدعوات و التشكيلات والانشطة الاجتماعية المنضوية احيانا تحت اللواء المترنح لمنظمة الامم المتحدة أو خارجها مثل منظمة حقوق الانسان أو اليونسيف اواطباء بلا حدود ومنظمة العفو الدولي، أو تاخذ تسمية أو شكلا دينيا كمنظمة الصليب الاحمر الدولي أو الهلال ،وحتى منظمة الخضر بأهتماماتها البيئية(الايركولوجية) وغيرها وهذا ليس بكافي لرفع المفهوم لتلك الفعالية المؤثرة وهي التجسيد الواقعي النشط لفكرة الانسنة، لغرض الوقوف الحازم ضد تبخيس المشكل والهم البشري وتهميشه. ولربما يمكننا ومن خلال مراجعة غرفة القرارات و العمليات والمصائر، إن نلاحظ الغياب المؤثر لطرف الانسنة وحضور الطرف الاستبدادي في هذه المعادلة وبعد التاريخ الطويل للانسان وهو يكد ويتصارع لخلق اسبابه الرفاهية كمواضيع تنسجم وماهيته السايكوسسيولوجية كمخلوق حامل للعلامات الموجبة المندفعة باتجاه المنفعة والمحبة والعطوفية في العلاقات الاممية للبشر لكن التراخي المستشري لمشاريع الانسنة وضعف انشطتها وحراكها ،خاصة عند المجتمع الغربي كمجتمع متحضر وبالتالي كجهة تمتلك شأن في القرارت المؤثرة لكل ماله شأن ومنها ذلك الجانب الاخلاقي ودفعه لأنسنة القرارات المصيرية والتي تحرك ذلك الحس وتثويبه لمد جسور التعاون بأتجاه الاخر الذي دفعته أفة الجوع الى إن ينتظم في طوابير سائرة دوماً الى موتها البطيء، واقسى مايمكن ملاحظته، المئات من اطفال افريقيا يموتون كل ساعة ،فهل هناك مسببات اكثر للتحرك لايقاف هذه الكارثة البشرية والتي يعد الوقوف المتفرج و الغير معني بمستوى المشكل الكارثي هذا لدليل دامغ على تردي الحس البشري للمجتمع العالمي كعطاء وحراك، والذي كبله الرأسمال بأخلاقيات منغلقة تجاه الاخر وقطع التواصلية الابما يخدم انانية الرأسمالي الجشع عندما يكون الاخر المبتلى وسيلة وربما تبريرية أو دعائية أو تذرعية أو كقناع لمرور غاياتها وفق المنظور الميكافيلي لتقوية قرارها المقاد برغبة الرأسمال و من دعوات الأنسنة ذلك المطلب المتمثل في خطاب النصوص الدينية مثلا التي اكدت انتخاب الرب للانسان في صنع الحياة وتسخير ذلك الاركولوجي الكوني له(الارض والطبيعة والمحيط القريب الملتحم به)وكما تؤكده التوراة...وكذلك مع الخزين الرائع من الافكار الدينية منها النهضوية والفلسفات الانسوية مثل الماركسية والتي اشتغلت على مفهوم الانسان كأعظم رأسمال في العالم ولها مشتركات مع الخطاب بأممية المصير ،وكذلك افكار مرحلة الانوار وكذلك دعوات الحداثة منذ بدئها عند –كانت- حتى أخر افكار المدرسة النقدية الحديثة نلاحظ ذلك المشهد الضلامي بترنح هذه المفاهيم الانسانية العملاقة وتشيؤها امام جبروت الاستبداد، فقد تعثرت الحركات الداعية لتحرير الانسان بعد إن قدمت الكثير من الضحايا بدأ من التمرد الاسبارتكوسي وماتلاها من حروب و قتل جماعي للبشر، تلك التي اصبحت وصمة عار في جبين المنتج التاريخي للبشرية ،ليأتي بعدها صناعة مؤسسات المعتقلات والمشانق والتي ازدهرت في الزمن (المتحضر)من تاريخ السلطات ليأتي الابتكار الاكبروالادهى على يد (صدام حسين) بدفن البشر وهم احياء لينتج لنا فجيعة التاريخ الحديث(المقابر الجماعية)و التي تمت على مراَى ومرضى مؤسس له من الدوائر الامريكية والغربية الاخرى والتي اوكلت إليه من قبل قيادة سدة الحكم في بغداد لاشعال حروب الفتنة بدفع امريكي، لتركله بعدها مقبورا بالذل بلا شرف يذكر له ولاكرامة كل هذا يبني عندنا سؤال-إن الانسان لم يستطيع وبعد اكثر من مليون سنة من تنفيذ وبناء قانونه العدلي لحياته... وانتاجه بدلا للرفاهية الكونية ،مفاهيم احتكارية تعوق مفهوم الانسان وتنخر قانونة الاخلاقي من جهة،و تجوع وتموت الاخر ،يقول(كروتوزن) والذي يعتبر خير من اشتغل في ابيستيملوجيا العلوم الطبيعية واكفأهم "لم أزل أرى الخاطئ، والقبيح والعبث واللامعنى، وقد أحيطت بالإعجاب والتقدير" ان الحضارة القائمة على العقل والعلم و بأعلى درجات العبقرية كما في علوم البيوتقنية مثلا وعلوم الفضاء ،وتراهن على العولمة (كحلال مشاكل) ،حضارة تأكل وتترفه ومن ثم تملأ النوادي شربا وغناء ورقصا تؤسس لمنهجيات ظلامية في داخل المنظومة الكونية والجمعية للبشر، حضارة العبقريات هذه لابد إن تأخذا بأنتاج علاقات أممية على درجة عالية superمن التقدم بالمقياس الإنساني لكنها بدلا من ذلك نرى تصدع الوجه الاخر لها بدلا من ذلك التقنوي العالي الامكانية، فما يعني ان تصم أذانها عن الصراخ المدوي الذي يتصاعد من الجانب الاخر للاخوة البشرية.انها لتوحشية إن ترى أنسان تمتد إليه يد التجويع وتطبق على انفاسه وكان مجرد قمامتك تكفي لنجدته إن المجتمع الغربي المترف و السائر في حضارته بسرعة الصوت وصاحب اساطيل الطواريء لحماية( الديمقراطية) الرأسمالية ، ينقض على من يهدد مصالحه بلمح البصر ،تراها لاتعير إذن صاغية لمايحصل في الافق البشري من ابادة هي في الاخير جراء سياسات حكوماتها ذات القرار إن غياب أو تهميش مفهوم الحس الاممي وبنود المصالح المشتركة العليا في المحرك العقلي للبشرية والتي هي من اساسيات انسنة هذا المخلوق والذي اكدته المنهجية الفكرية للتاريخ ليدل على رداءة الفعالية البشرية وترنحها وبالتالي نكوص هذا المخلوق الذي بنى بانزيمياته السا لبة علاقاته الانانية المغلقة، لتأتي بعدها قوى الشر الامبريالية في مؤسساتها لتلتهم هذا الخلوق وتحوله الى ماكنة تعمل تحت المواصفات الا اخلاقية والا اعتبارية له .لقد تأكد إن التدهور البشري والذي خلقته العلاقة الغير شرعية بين الرأسمال العا لمي والعلوم الصناعية لايمكن حله بدون فك عرى هذه العلائقية ،وذلك بانسنة اقتصاديات هذه العلاقة وبطرق اكثر فعالية وبتضامنية على مستوى جميع الاطراف ذوي التوجهات لايمكن لزمن العبقريات والنشاط الذهني إن ينتج عوامل تدهورية تضيف على محنة الانسان محن أخرى وبدل من إن تنتج عوامل الحلول نراها تهتك الحس المجتمعي للفرد الغربي خاصة، وتغيبه كجهة مؤثرة في اخذ القراروتحديده في هكذاا مواضع مرتبطة بأنسنة حيثياته ومفردات الفكرية والحياتية وتمنع تفعيل علاماته الجينية الموجبة في التكوين العقلي له، ليتحمل المسؤولية في انهاض ذلك الاخر الممتحن بضروفه القاتله ومد يد العون الستراتيجي له كملتحم كوني واجتماعي معه إن تهميش الإنسان لأخيه الإنسان وعدم تواصله بهذه الطريقة أو تلك، ليس غريزة أو من قبيل الغيبيات، بل هي ظاهرة تاريخية لا يجوز تبريرها والسكوت عنها وكأنها من القدريات الاجتماعية الخارجة عن القدرة التحكمية للبشر ...انه خلق للافكارة العدمية nihilisme والعلاقات الدونية التي تصاحب ماتنتجه ماكنة الراسمال العالمي بهكذا تضامنيات غرائبية لتقضي على بقايا تلك الاخلاقيات في العقل وتكبيلة من انتاج أي توجهات ناهظة للوقوف ضد تدهور قيمة الانسان الاخلاقية والتى من جوانبها الحس المشترك واممية المصير في ضل هذا المشهد تتسارع المشاريع الرأسمالية الى التفاني في دراسة كيفية سرقة أخر رمق لهذه الشعوب من خلال سرقة ثرواتها مقابل رمي الفتات لذلك الجزء منهم والنافع من طبقة شغيلة أوالرجال المتنفذين في دفة سلطة البلد والتي هي دائما تشتغل لامتيازاتها وبما ينفع في مشروعهم الخاص النفعي وتحت معاهدات وعقود تنافسية للشركات الرأسمالية و كما يحصل للوضع المتدني لبلد مثل نايجيريا والتي تنتج (2مليون)برميل يوميا تصب معظم الايرادات في جيوب ملاكي الشركات النفطية وتبقي ماتساقط منها لهذا الشعب وكذلك ازمة (دارفور)والتي لاتريد امريكا حل لها، لان عقود النفط لاتخدمها بالنسبة القصوى و بعد دخول المشروع الصيني في المنطقةبشروطه الاقل كلفة وباقل شروط، ادخل المنطقة المنكوبة بالقتل الى تاخير مشاريع التهدءة والسلام نتيجة التدخل الامريكي تحت غطاء حقوق الانسان والذي تتحكم به مدياتها الخاصة بالعقود النفطية من حيث قربها اوبعدها، وهذا ليس بجديد في هكذا مشكل مؤذي لشعب ما،هكذا افرازات ادت الى تشويش في المرجعية الفكرية للكائن البشري وتدفعة لهرطقة من الحلول يضيع عندها الحابل بالنابل وبعدها الابتعاد عن المشكل الضروس هذا ان النازع المشترك قد دشن العلائقية نتيجة لصيرورة الانسان كمخلوق منجذب لمثله غريزيا لمحاباته ومحاورتة ومؤانسته هذا النازع الانسني تصدع وتشيء تحت متطلبات وضغوطات و علاقات افرزتها الرأسمالية التقنوية ان الفهم الحقيقي لحركة الرأسمال يدلل على وهم ان تصحى التقنية العلموية ((Techno-scienceعلى اسبابهما ودورهما في الهيمنة الاجتماعية وكما ذهب -ملركوز-(صاحب انتفاضة الطلبة 1968م)في ذلك ،فمن الطوباوية ان تأسس على ذلك لان الراسمالين لم يتركوا ابدا مواقعهم ومراكزهم في القرار والسلطة السياسية العالمية بدون الالاف من الكاسحات التي تتنظم بأنسنةفكرية مبرمجة وفعالة قوية وشجاعة، إن نقص عقلنة العالم يبقي العلم مرتبط بالعقلانية الانوية،، اذن لا بد للمجتمعات الحديثة أن تبدي قدرتها على الرفع من قوة االمشترك الاجتماعي، والمرتبط بالتضامن،وتأسيس العقل بوصفه تفكيرا منبها للشروط الكونية الضرورية والتي تجد في نهاية المطاف المبادئ المثالية التي تقود كل تفاعل في الكفاءة التواصلية البشرية إن الالية المتحكمة بمصائر البشر تتمظهر باشكال واقنعة وترتديها حسب مرحلتها التاريخية وخاصة حينما يظهر تصدع خطابانها المهتمة حسب ادعائاتها بتحسين الوضع الإنساني ،فركبت مفهوم العولمة لخداع البشر،وهنا اذكر هذا الهامش المتعلق بهذا الموضوع والذي يظهر مدى التدني الاخلاقي للاستبداد الرأسملي وجشعه والذي ظهر واضح في المؤتمر الوزاري لمنظمة التجارة العالمية والذي انعقد في سنغافورة عام1996عندما امتنعت معظم الوفود تناول قضية تسخير 250 مليون طفل في العالم والذي اعمارهم تحت السن القانوني للعمل أي مابين (14-16)سنة وانتهت بتثبيت(ضرورة الفصل بين التجارة والسوق،وبين معاير العمل والقيم الثقافية والاخلاقية) يقول ويسترز: " إن العولمة تعني إكساب الشيء طابع العالمية وخاصة جعل نطاقه وتطبيقه عالميا "، بتعبير آخر جعل الشيء في مستوى عالمي؛ أي نقله من المحدود المراقب إلى اللامحدود الذي ينأى عن كل مراقبة" .صحيح ذلك ولكن بحدود البحث عن الاسواق والبحث عن الخامات واستعبادالشعوب ،وليس عولمة الحس والمشاعر تجاه الاخر لتنطلق امكانياتها للانقضاض على اسباب الجوع عند الطرف الاخر المعني عولميا وليس امريكيا إن هكذا عولمة تعني الضحك على ذقون الفقراء لتزيدهم فقرا، وبالتالي نقول متى تنطلق صوارخ الغرب الرأسمالي بسرعتها المعهودة لا لتلقي القنابل على هوريشيما ثانية، بل لتنقل الغذاء الى تلك الاقوام من البشر والذين يتضورون جوعا ،لذا لابد من ضرورة طرح موضوعة أنسنة القوانين الاقتصادية وليس طرح موديلات رأسمالية مراوغة وحاذقة مثل الليبرالية ومن بعدها الليبرالية الجديدة. فلم يزل الجوع يتفاقم.......... ولم تزل صرخة(( ابو ذر))مدوية في البقاع
|