التصنيم السياسي والرياضي |
المقاله تحت باب مقالات و حوارات ُعرف عنا وعن أقوامنا السابقة,أنهم من ابرع الشعوب والأمم في تعظيم الأشياء وتقديس وتأليه البشر.وهي صفة تكاد أن تكون( ثابتة) سائدة وليست متنحية فيما لو أردنا أن نحللها في علم الجينات والمورثات,فقديماً كان السومريون يقدسون إلهتهم وخصوصا التي يخافون منها وزاد عليهم الأشوريون بتبجيل الإله القوي الذي لا يقهر ولا يهزم..ويبدو أن البعض منا لم يهجر ويفارق هذه الخصلة العجيبة!!!فعلى مدار تاريخنا القديم ومنه والمعاصر لاتزال(صناعة تصنيم البشر) التجارة الأكثر رواجاً بين الشعوب!!!وان مصطلح الاختزالات وشخصنه الأمور وحصرها بيد الزعيم الأوحد,والقائد الضرورة وبطل الأبطال والفاتح من شهور السنة ,مصطلحات اعتادت العقلية البشرية على سماعها وبشكل مستمر. فان كان أصحاب ألكار السياسي قد جنوا الأرباح ونالوا السمعة الواسعة في الـتاريخ من وراء عملية تصنيمهم من قبل البشر, فأن هناك من هو يسعى لفتح سوق جديد له في ألكار الرياضي..! وبدأنا نقرأ عن دكاكين متواضعة (أقلام صحفية)بدأت ُتكرس القلم لخدمة الوصف والصورة للتعظيم والنجاح من اجل التصنيم.وهذا مع حدث بالضبط للسيد(فييرا) المدرب البرازيلي لمنتخب العراق السابق وأكررها (السابق), وذلك من خلال الحملة الإعلامية لشخصه والمبالغ فيها كثيراً من حيث الأهداف والنوايا والتوجهات التي لا تخفى عن عقول ذوو الألباب بأنها موظفة لغاية واضحة ومفضوحة. تخيلوا سادتي أن هذه الهالة أعطته دفعة معنوية منتشية بعبارات المديح و(التخريق من خارق) بحيث جعلته يصدق نفسه,بان شهرته فاقت تيلي سانتانا وايفرستووكارلس ألبرتو فييرا,,وراحت تلك الأقلام من خلال فن الاستعراض الإعلامي والمبالغة بتصويرالفوزالعراقي الأسيوي وحصر أبعاده المعنوية والنفسية بزاوية ضيقة تم اختزلتها بشخص المدرب (فييرا)فقط؟؟؟ علما بان فوزنا الأخير جاء عن طريق تضافر مجموعة من العوامل والظروف أهمها وأولها الغيرة والعزيمة العراقية لدى اسود الرافدين ومن ثم دور المدرب فييرا الذي وقفت بجنبه العناية الإلهية المتجسدة بإيمانه (الشخصي) الذي غرق وسط موج هائج والكم الهائل من صيحات وبكاء ودعوات الملايين من أمهاتنا وجداتنا,وهن يبكين ويهتفن بعبارة (رباه الفوز لأبنائنا .. رباه الفوز لأبنائنا), حقاً من المخجل والمعيب ونحن نشاهد حملة التطبيل والتأليه شخص فييرا,فمنهم من نعته (بفييرا العراقي )؟والأخر رفع أخر جدار الكلفة بينه وبين نسابة القبائل بنعته لفييرا (بالقحطاني نسبة إلى قحطان)..!كل هذا في كفة وما قاله احدهم في احد المواقع بان فييرا أحيا ملحمة كلكامش من جديد!!!و يبدو انه قد فات هذا(المطبل) شيئا بأن عشبه الخلود التي أدمت انكيدوا في كلكامش قد تحولت إلى عشبة الخلود والطمع بالجنسية وبالجواز العراقي ومن ثم المطالبة بمليون دولار نظيراتعابه ؟؟!فهل تتصور أن فييرا جاء من اجل سمار بشرة العراقيين أومن اجل التمتع بنخيل العراق ؟نقول لهولاء بأنكم واهمون وسارحون في دنيا الخيال,ففييرا البرازيلي البرتغالي..جاء بموجب صفقة وعقد..والرجل أوفى بالتزاماته وان الاتحاد أعفاه من أي نتيجة تذكر قبل البطولتين..وقد وجد فييرا الفرصة لذاته من جديد بعد أن أعياه الجلوس وكثرة التشمس في كازابلانكا وتطوان على زعم قوله..لابل أن الاتحاد العراقي وقبل الاتفاق معه,كان قد أجرى سلسلة من المباحثات مع النرويجي أيغل اولسن الذي وافق على تسلم المهمة بعد الشهر الثامن... فأن كانت هناك أجندات ووعود عمل مستقبلية قد وعد بها فييرا لهولاء أقول من حقكم أن تجعلوه صنماً..ولكم ما تشأون مادمنا في عصر حرية التدين والاعتناق!!.ولكن رجاءاً رجاءاً قدسوا وأعلوا ما رغبتم من إله بشرية متحركة ولكن بعيدا بعيدا عن حساب العراق وسمعة الكرة العراقية ولاعبيه.. !! والكل يدرك بان التعاقد مع اولسن قد بدد أحلام وعهود الغد القادم لهولاء وهذا ما تجلى واضحا عبر المقالات التشكيكية والمنددة باولسن والحط من سمعته الكروية,,كلمة أخيرة أوجهها للصديق (فييرا) نابعة من الأعماق . لاتغرك تلك الأقلام والجمل المعسولة ولا حتى هذه الحملة الإعلامية المفتعلة وعليك أن تقرأ عن تاريخ العرب قديماًً حيث كانت قريش تأكل الأصنام التي إلّهتها وقدستها والتي نحتتها بأيدها من عجوة التمر.وان فلسفتها لا تخضع لرغبة التدين والعبادة فحسب,أنما أحيانا لتقلب المصالح والأحوال الغيبية,ولست بعيداً عن هذه الحكاية فربما ُتأكل في يوم من الأيام أن أنتفت حاجتهم منك..أذا ارتضيت لنفسك بأن تكون صنماً بعين هولاء!!!!!! |