ملك أور يضع الحجر الأساس

المقاله تحت باب  مقالات و حوارات
في 
04/10/2007 06:00 AM
GMT



شلكي ملك أور (2093 – 2046)

له تمثال من البرونز وحول رقبته بقايا قماش

كتان . وجد في معبد اينانا هو احد كنوز التحف العراقي

سار هذا الملك على سياسة والده في تشييد المعابد

وتعمير المدن وفتح القنوات الاروائية .

له تمثال يحمل على رأسه سلة من التراب ليضع حجر الأساس

للمباني المراد تشييدها ، قام ببعض الحروب في منطقة زاكيروس

وكانت آشور خاضعة له.

توفي بعد أن حكم البلاد 48 سنة في مدينة أور له مرقد ضخم

مبني بالجر يتكون من عدة أقبية.

هذه مقدمة للملك شلكي وألان بصدد تحليل فني لإبداعات الفنان الرافد يني الذي قام بالعمل النحتي .

دائما نؤكد نحن المشتغلين بهذا المجال تاريخ الفن الرافد يني القديم وخصوصا الدراسات السومرية هي بالتأكيد ليست وحدة منعزلة عن أشور وأكد كلها تتخذ من سياقات ثقافة بلاد الرافدين أمرا عاليا في الأداء والتكوين .

نرى التماثيل السومرية امتلاكها لآصرة في غاية الأهمية وهي عوامل الربط بمن سبقتها من العصور وهذا تحد واضح لتثبيت الهوية وعدم انحدارها إلى العدم .

وتمثال الملك شلكي هو احد هذه ه النتاجات الذي اؤطر بعامل الزمان والمكان ومهما تنوعت عنه باقي التماثيل ولكنه يعطي خصوصية الاداء التقني والحركي مقابل خصوبة الاداء الفكري ولاسيما يمثل فكره احد الإحالات المهمة في مجال البناء ليؤسس بذلك فنون العمارة الجديدة من خلال وجوده في معبد الآجر .

بعض الباحثين .(يعتقدون أن هذا الشعب المبدع لم يكن من سكان العراق وإنما وفدوا من هجرة خارجية) د- زهير صاحب .

ويعتقد البعض الآخر أن السومريون هم سكان ارض الرافدين . يرى الكاتب أن عملية البناء وعملية إعداد الثقافات لم تأتي من عقول مهاجرة بل تؤسس في بادئ الأمر مكان لهل ومن ثم تنتقل إلى الصوب الآخر ويعجبني رأي أستاذنا القدير الدكتور زهير صاحب وليس من باب الانحياز بقدر ماهر كشف حقائق نحن بأمس الحاجة لها .

( لو كان السومريون قد جاؤا نتيجة هجرة لكان هناك انزياح كبير وتحول خطير في بنية الثقافة) وكذلك وجود مثل هكذا نتاجات فنية لتماثيل الملوك جعلها تدحض كل التصورات التي تعطي أراء نقيضه لذلك.

وهنا لم ينظر شعب أوروك إلى ملكهم شلكي تمثيلا مرئيا بل وسيلة لكشف مايقوم به من أعمال جبارة وبالقابل كانت هناك دلالات ولمسه من الجمال يققها الفنان الرافد يني عندما يتقارب مع الفعل الذي يؤديه الملك من بناء وعمران وفتح قنوات إضافة إلى درء الخطر وشعور شعب أور باالامان المتحقق من الملك نفسه.

هذا الفعل الإبداعي وتفعيل التعبيرية الخالصة هو الذي بدا يوعز للفنان في أن يؤسس مقتربا من تماثيل تقترب من الآلهة وتعطيها نفس الصفة القادرة على حكم الأشياء الدينية والدنيوية .

التمثال أعطى هيمنة واضحة لحالة الحدث التي يقوم بها وحجر الأساس إلى الآن تقيمه البلدان وإعطائه أهمية تتمثل بخصوبة انتقال البلد إلى مرحل متقدمة بالعمران والثقافات .

لم تكن هناك مبالغة كما في بعض التماثيل السومرية وهي جبروت الأرجل وتضخيم العينيين وفتح الأيادي ولكن تمثال شلكي يستند إلى نوع من الإرادة والوجدان ويعطي ارتباط متواصل مع سلسلة التماثيل بإشكال منحوتة ضمن لنفسه مجالا للتطور

هكذا كان الفنان السومري مبدعا وخلاقا بنقل صورة الحياة الرافدينية كما كان الفنان المبدع علي طالب الذي صمم شعار مركز الفنون الذي يعد من أهم مراكز الفنون التشكيلية في العالم وهكذا كان تمثال سومر يأخذ مكانه في متحف اللوفر رغم ضخامته وتنوعه فان العين تذهب إليه دون أستاذان وتجيد اللمس وتقول لك انع رافديني سومري بابلي آشوري أكدي عراقي .