أرملةٌ في جـنوب القـلب |
المقاله تحت باب نصوص شعرية مازلتِ تعـتقديـن أنــكِ سنبلَــةْ وبأنكِ امرأةٌ بطعـم قرنـفـلَـةْ وبأنـكِ الـنهـدُّ الـوفــيّ لربــهِ مهما تباعـدَ أو غـفا أو أغـفلـَهْ ما زلتِ تعـتقديـن أنــكِ بــذرةٌ كانـت بأسئلـة السمـاءِ مبلَلـةْ تهبيـنَ لـلفـلاح سُمـرةَ خـــدهِ وتعـلمينَ المــاء نُطْـقَ الـبسملَةْ تتجملينَ لوجهِ حــزنٍ عائـــد من حـربهِ وتلونـيــنَ تبدلَــهْ وتعـلقـينَ القرط فــي أغـصانــهِ وتلملمينَ الضوء حـولَ السلسلـَةْ وتهـيـئينَ سريرَ خـصرٍ مطفـــأٍ بالفقـد بالرجل الذي مـا أشعـلَـهْ والزوجُ يقبلُ من أعالي الحــرب منـكسراً ليدخلَ فـي سرير الأسـئـلَةْ ومضى وكان الموتُ يطـوي ظلـهُ ويدٌ ترشُّ عليهِ حَـفْـنَة أمثـلَــــةْ لم يترك الزوجَ الفقـيد فحـولـــةً ذكرى وقد تركَ الـثـمار مدلّـلَـةْ ما زلـتِ حـتــى الآن تحـت عـبـاءة ا لـرحمــن تنتظريـنَ ظـلاً أرسلـَهْ ما زلتِ تدخـرين بعـض صفا تــهِ تَتَحـسّـسينَ دنـوهُ وتوغـلَــهْ مَن في زوايا الروح يـزرعُ صوتـهُ لـيعـلمَ الأحـزان أنْ لا تسأ لَــهْ مَن أودع المعـنى بكاءَ حـما مـةٍ ماتـت وأوصـتْ بـالبكـاء لبلـبلَهْ فـلقـد ذوى عـشرون نذراً في شفا ه ا لماء وا حـترقـتْ صلاةُ ا لـسـنبـلَـةْ ظهرَ الهلالُ عـلى مساء الشَّعـرِ والـحناءُ تجـلس فـوق رأس الأرملـَةْ الله يا امرأةً حـلـيـبُ عـيونهــا صبـحٌ تلـوّنَ من لـيالٍ مـقبلـَة الله يا امرأةً أخـا فُ بذكرهـــا أن أشتهي موتي وأنْ أتسـوّلَــهْ متوضئٌ وجهُ الجـنوبِ بحزنهــا يمضي ليمسحَ في خـفاءٍ أرجـلَـهْ صلّى وأهدَرَ دمعـتيـن وليلــةً ودعا ؤهُ يفـتـضُّ سرّاً أهملَـــهْ هـذا جـنوبكِ فـيِ جـنوب ا لـقـلـب منــزلـه وكــم وطنـاً يخبئ منزلَهْ هـو طفلُ هـذا الماء وابن النخلةِ الـأولـى، سليـلُ قـبا ئـلٍ متنقلــَةْ كم قمطـتهُ الريح كـم غـنّـى لـهُ شجـرٌ وغـيمٌ في المرايا غـسّلَـهْ كم أرضعـتهُ الـشمس كم سهرت لـه النجمـات كم نزل الهلالُ وقـبلَـهْ هذا جـنوبكِ لم يَجــد أسمــاءهُ إذ أنتِ من أسمائهِ المتحـولَـــةْ فبأي طعمٍ تمضغـين الحـــرب لقـمتها بقايا الميتين وقـنبلَــــةْ!!
|