ُمعلّقة علي البغدادي |
المقاله تحت باب نصوص شعرية نسيمٌ من ربيع البوح صوتي يمرُّ على بيوتات المدينة ، فتزهر اعين الجدران حولي . خرائطه الينابيع الفتيه وبسمات الضحى زاده . مضى والبرق عُكازٌ يقود به قطيع الماء سراً تعَّجل صبيةُ الاشجار منه ، مواسمه الندية . وكان الليل مفترساً ، يُصفَِّد في جبيني ، صباحات الهطول … !! (( ويثرب ما تزال بعيدة )) أحاط الليلُ وجهي والصحارى حرَّضت أتباعها ضدي . تحوك الرملَ ايديها فخاخاً . تعدُّ خطو أنفاسي عليّ بينما الظلماءُ تحترف الوشاية . تخطّيتُ الشعابْ فأبصرتني نقطة التفتيش ، وكانت محنة الزيتون ظلي فهربني يتامى البحر ليلاً … !! مضيتُ الى رجائي يسوّرني كتاب في يميني . وتحرسني تراتيل الحجارة . أتم الطيرُ في شفتي بريده وطار قباله الساحل . أهمُّ قاصداً فجري القديم أصَلي عند مشرقه ، واسأل عن نهارٍ كان يعرفني . رأيت النخل منحدراً اليّ ، بلا ثوب الفواخت . حزيناً ترحل الانهار عن فمه . رمت اكتافه تمر الرماد ، وهش الجدبُ اسرابَ البساتين . - ولم تبطل نبوءة هدهد الماء - لقد نسي السُرى معراج خطوي . وما صلت طريقٌ بي جهاراً ، حين أجلت السواقي كل طهر . وفرت من سماواتي نجومٌ تشيحُ بوجهها عن دمعه الفجر . - ولم تبطل نبوءة هدهد الماء - يصيد الرملُ مشتعلاً جناحيه وايدي الريح تنتفُ قطرةً … قطرة . (( ويثرب ما تزال بعيدة )) نسيمٌ من خريف البوح صوتي . يمر على بيوتات المدينة ، فيوقد غصة الفقد . وقد قنص الذهول على شفاهي ، عصافيرَ المواويل ، فغّنى صبحها الدامي : (( ورثنا سدرة العودة فطلّقت الصحارى خطونا ونمت قريشٌ من أغانينا )) فأصرخ في مدى الوحشة : متى تأتي الدروب مرايا تحفظ الميعاد . خلف سواتر الذكرى … ؟ متى تسترجع الاشجارُ ظل حمامها … !؟ كيف الوصول … وأين مرساها يشط الرمل عن ميقات اسئلتي يحجُ الى كلام النار ، يدخل ابجديات الغياب . وينأى عن تعاليم المياه . ولم يهب التراب لي الدليل ولن تلد المياه لي الجهات غريبٌ … كلُّ ما حولي ضياع يشتهيني . وقد ملَّ الطريق شحوب لوني وجف على شفاه الغيم رملي . وشح العمر مني يا آلهي . (( ويثرب ما تزال بعيدة )) أرتّقُ بالتصبر جرح قلبي وأدري ان ما بيني وبين بريقها ليــلٌ عقيــمٌ وأنطفـاء … aliart2@yahoo.com |