ُمعلّقة علي البغدادي

المقاله تحت باب  نصوص شعرية
في 
22/08/2007 06:00 AM
GMT



نسيمٌ من ربيع البوح صوتي

يمرُّ على بيوتات المدينة ،

فتزهر اعين الجدران حولي .

خرائطه الينابيع الفتيه

وبسمات الضحى زاده .

مضى والبرق عُكازٌ

يقود به قطيع الماء سراً

تعَّجل صبيةُ الاشجار منه ،

مواسمه الندية .

وكان الليل مفترساً ،

يُصفَِّد في جبيني ،

صباحات الهطول … !!

(( ويثرب ما تزال بعيدة ))

أحاط الليلُ وجهي

والصحارى حرَّضت أتباعها ضدي .

تحوك الرملَ ايديها فخاخاً .

تعدُّ خطو أنفاسي عليّ

بينما الظلماءُ تحترف الوشاية .

تخطّيتُ الشعابْ

فأبصرتني نقطة التفتيش ،

وكانت محنة الزيتون ظلي

فهربني يتامى البحر ليلاً … !!

مضيتُ الى رجائي

يسوّرني كتاب في يميني .

وتحرسني تراتيل الحجارة .

أتم الطيرُ في شفتي بريده

وطار قباله الساحل .

أهمُّ قاصداً فجري القديم

أصَلي عند مشرقه ،

واسأل عن نهارٍ كان يعرفني .

رأيت النخل منحدراً اليّ ،

بلا ثوب الفواخت .

حزيناً ترحل الانهار عن فمه .

رمت اكتافه تمر الرماد ،

وهش الجدبُ اسرابَ البساتين .

- ولم تبطل نبوءة هدهد الماء -

لقد نسي السُرى معراج خطوي .

وما صلت طريقٌ بي جهاراً ،

حين أجلت السواقي كل طهر .

وفرت من سماواتي نجومٌ

تشيحُ بوجهها عن دمعه الفجر .

- ولم تبطل نبوءة هدهد الماء -

يصيد الرملُ مشتعلاً جناحيه

وايدي الريح تنتفُ قطرةً … قطرة .

(( ويثرب ما تزال بعيدة ))

نسيمٌ من خريف البوح صوتي .

يمر على بيوتات المدينة ،

فيوقد غصة الفقد .

وقد قنص الذهول على شفاهي ،

عصافيرَ المواويل ،

فغّنى صبحها الدامي :

(( ورثنا سدرة العودة

فطلّقت الصحارى خطونا

ونمت قريشٌ من أغانينا ))

فأصرخ في مدى الوحشة :

متى تأتي الدروب مرايا

تحفظ الميعاد .

خلف سواتر الذكرى … ؟

متى تسترجع الاشجارُ

ظل حمامها … !؟

كيف الوصول … وأين مرساها

يشط الرمل عن ميقات اسئلتي

يحجُ الى كلام النار ،

يدخل ابجديات الغياب .

وينأى عن تعاليم المياه .

ولم يهب التراب لي الدليل

ولن تلد المياه لي الجهات

غريبٌ …

كلُّ ما حولي ضياع يشتهيني .

وقد ملَّ الطريق شحوب لوني

وجف على شفاه الغيم رملي .

وشح العمر مني يا آلهي .

(( ويثرب ما تزال بعيدة ))

أرتّقُ بالتصبر جرح قلبي

وأدري ان ما بيني وبين بريقها

ليــلٌ

عقيــمٌ

وأنطفـاء …

aliart2@yahoo.com