مـــراثٍ أربـــع |
المقاله تحت باب نصوص شعرية ما يشبه الرثاء أتذكّر بيتاً لعليّ الجنديّ كم أفتقدُ اللحظاتِ الحيّة تلك مفتتح مرثية
إلى صلاح حزيّن
لكلّ شيء لدى صلاح حزيّن نقيضُهُ: النزاعاتُ يقابلها طبعُهُ السخيّ عطشُهُ الساغبُ للحياة.. صبرُهُ الجميل ضَحِكُهُ المرنّ.. بكاؤهُ الخافتُ الخفيّ مسيرُهُ الهادئ.. خطوهُ الجريء إلاّ الصداقة لا نقيضَ لها والعداوة ليست سوى حجرٍ في الطريق غياب حين مضتْ، كانتْ شاحبة قليلاً، بمظلةٍ، وقفازين، وابتسامةٍ حزينةٍ بالطبع لم أقلْ : «وداعاً» كان ثوبها يلمعُ في الشمس وحين عادتْ لم تكنْ حزينة تطلعتُ إلى حذائها الملطخ بالوحل وأثوابها التي اتسختْ ومظلتها المكسورة ووجهها الشاحبِ كالأموات قلتُ: كيف حدثَ هذا؟ لم تقلْ شيئاً أين مضتْ؟ مرثية أبي نواس يا أبا نواس ما الذي أسلمَ العبد؟ ذاك الغنيّ نديمَ الملوك إلى رحلةٍ لا نديمَ بها عبر صحراءَ نائيةٍ وسماءٍ تشبّ ونجمٍ تعلّقَ خبزُ «الخصيبِ» بهِ،[ ما الذي أسلمَ العبد؟ ذاك الفقير وعادَ به وهو أفقرُ من قبل يسحبُ أذيالهُ وسط قافلةٍ لا أنيسَ بها عبر صحراءَ نائيةٍ وسماءٍ تشبّ ونجمٍ خبا عند أسوار بغداد نجمٍ خبا يا أبا نواس [ إشارة إلى قول أبي نواس في الخصيب بن عبد الحميد والي الخراج بمصر: خبزُ الخصيب معلّقٌ بالكوكبِ |