لمناسبة الاحتفال بالفنان ناظم رمزي : حادث قديم ! |
المقاله تحت باب أخبار و متابعات سعيا الى تنشيط ذاكرتي ، بحثت عن صورة شخصية للفنان ناظم رمزي في الانترنيت فلم اجدها . يحدث انني عندما اكتب عن فنان ما ، حتى لو امر عليه مرورا ، اجد في رؤية صورته ما يساعدني على استعادة افكاري الشخصية عنه . أكره ان اكتب عن اشخاص بعينهم وانا غير محفز بلمسة شخصية . بعد سنوات التعب والخوف هذه لم تضعف ذاكرتنا فقط بل والتبست بالافكار والهواجس ايضا ، حتى اننا لم نعد نرى ما نعتقد اننا نراه. لدي خشية مضاعفة من الافكار بوجه خاص ، هذه التي لا تعني الكثير ، ولسنا مخلصين اليها، والتي نصر عليها بسبب تعثرنا العاطفي الدائم - الافكار التي ندعمها بالمعلومات لكي نبدو اقوياء وواقعيين . دعوني افشي سرا شخصيا عن السبب التي احتجت فيها الى صورة ناظم رمزي بالحاح . كان هناك دائما اكتشاف لحالاتي العاطفية ازاء صور بعينها لا استطيع ان اقبض عليها الا بمساعدة ما. هناك مثلا تلك اللحظة التي وقفت فيها مصادفة خلف ناظم رمزي وهو مستغرق بكتابة نص بدا فيه كأنه يرسم . كان احيانا يرفع رأسه ساهما وهو يواصل الكتابة . ما الذي يكتب هو الرسام والمصمم والمصور؟ كان يملأ صفحة كاملة بجملة واحدة لا غير : ( واصبر على ما اصابك إن ذلك من عزم الامور ). في تلك الايام كنت اعيش كأني هارب من وجه العدالة. بدت لي هذه الجملة المتكررة التي كان يعالج فيها ناظم رمزي حياته تعالجني انا الآخر. كنت اقف خلفه ، وأظنه ادرك انني كنت اقرأ جملة الرحمن الانقاذية وتركني افعل ، بيد انه لم ير حرقة عيني واحمرارهما . في تلك اللحظة اردت معانقته. كنت احدس ما يجري له ، إذ كان عليه في تلك الايام أن يتخذ قرارات شخصية قد تعرضه لمواقف صعبة مع السلطة ، أما انا فكنت امارس كعادتي لعبة الاختباء . كنت دائما اتوارى الى الخلف وعيناي تحترقان بالدموع. |