المقاله تحت باب قضايا في
21/05/2010 06:00 AM GMT
تشن قوات الأمن حملات لطرد النازحين من الأملاك العامة المقيمين فيها، إلا أن هؤلاء ينتقلون الى اماكن اخرى، إذ أنهم لايملكون خياراً آخر. والدولة لا توفر لهم البديل. مأساة آلاف النازحين وأوضاعهم السكنية التي تنعدم فيها ابسط متطلبات الحياة من ماء وكهرباء يزيدها بؤساً استغلال السماسرة لفقرهم، إذ يسيطر هؤلاء على مناطق واسعة ويبيعونهم غرفاً من القصب او الصفيح، فيما تقف الحكومة مكتوفة الأيدي غير قادرة على انهاء التجاوزات التي تشوه الشوارع . ابو مصطفى اب لثلاثة اطفال، لا يبدي خشيته من قرار أمانة بغداد اخلاء مسكنه الى جانب عدد من المساكن الأخرى خلف مدرسة باليه في حي المنصور الراقي. قال لـ «الحياة»: «منذ عام 2005 وأنا اسكن في احياء ومناطق ومساحات فارغة لأنني لا استطيع تحمل دفع ايجار منزل بسيط لعائلتي»، مضيفاً: «لقد طردت. في كل مرة يجبرونني على اخلاء البيت الذي ابنيه انتقل فوراً الى منطقة اخرى فيها مساحة كافية لبناء غرفة لي من الصفيح». وتنتشر بين احياء بغداد والمساحات الفارغة فيها وتحت الجسور وفي بعض المؤسسات الحكومية المهجورة الخيم والمنازل البسيطة المبنية من الجص والصفيح تسكنها مئات العائلات التي هجرت بعد تفاقم العنف الطائفي. لكن ام عباس التي قتل زوجها في منطقة الغزالية واضطرت الى ترك منزلها، بما فيه لتحمي اطفالها، تأخذ على الحكومة تقصيرها في حل مشكلتها، وتقول لـ «الحياة» «لا استطيع العودة الى منزلي لأن الأوضاع الأمنية مازالت غير جيدة (...) ذهبت قبل اربعة اشهر الى منزلي لأجد عائلة تسكن فيه وترفض الخروج منه». ام عباس التي تسكن تحت جسر محمد القاسم وسط بغداد تضيف ان «موظفي الدولة وأمانة بغداد يظهرون فجاة ويطالبوننا بمغادرة المكان ولا اعلم ما الذي يضرهم ان بقينا فلسنا في ساحات عامة او مبان حكومية»، مشيرة الى انها تبحث عن مكان آخر للانتقال اليه». وكانت الأمم المتحدة أفادت «ان عدد النازحين العراقيين الذين يعيشون في مخيمات في مناطق متفرقة ارتفع السنة الماضية بنسبة 25 في المئة»، مشيرة في بيان صدر عن ممثل مفوضية اللاجئين دانييل أندريس إن «عدد النازحين الذين يعيشون في المخيمات ارتفع من 400 ألف السنة الماضية إلى نحو نصف مليون حالياً»، موضحاً أن «260 ألفاً منهم يعيشون في مخيمات في بغداد». لكن وزارة الهجرة والمهجرين اعترضت على هذه الإحصاءات واتهمت المنظمات الدولية بـ «التهويل في ما يتعلق بأعداد النازحين». ووصف عضو مجلس محافظة بغداد محمد الربيعي المشكلة بأنها معقدة، مضيفاً « تجاوزت الحدود المعقولة وبات المتعدون على الأراضي والممتلكات العامة في كل احياء بغداد». وأضاف ان هناك صعوبة في طرد هؤلاء فمعظمهم مهجرون من أحيائهم وبعضهم جاء من المحافظات المضطربة.
|