قصص قصيرة جدا |
المقاله تحت باب قصة قصيرة مطاردة طارده كلب. أطلق ساقيه للريح. فتش عما يلقم به الكلب فلم يجد شيئا. ركض وركض. بدت له حجرة فانحنى عليها. كانت مغروسة بعناية في الأرض. قصد أخرى. كانت كالوتد المنعظ. أدركه الكلب. صاح هائجا: البرتقالة القاتلة عم القحط وسادت المجاعة في البلاد. استشرى الجراد وتنافس مع بني البشر في افتراس النبات ولحاء الشجر. ظهر رجل في الزقاق أنهكه الهزال يتمسح بأعتاب برتقالة، ثم سرعان ما يدسها في عبه بحركة برقية. تبعه هيكل عظمي على مشارف الموت يجر خطاه بثقل كأنه ينتزعها من صمغ لصيق. يود لو يظفر ببعض القشور أو بعض الفتات. طفق صاحب البرتقالة في تقشيرها. ازدرد القشور أولا واتبعها بلبها. سقط الرجل الهيكل ريشة هامدة من هول المشهد واستفحال الطوى، وتساقط الرجل الآخر من فرط التخمة. الهدير أعرف كاتبا نذر نفسه للكتابة، وانزوى في برجه النائي. وما إن امسك بخط الكتابة وأخضع قلمه لنسيج الأحداث حتى كبا واستعصى عليه شق الحروف وبذرها بفعل كدر أصابه تسبب فيه زعيق سيارات وعجلات لا تتوانى عن الهدير. نهض ذات صباح. دق مسامير في قطعة خشبية مستطيلة، ثم دفنها في الطريق تاركا فقط لأنصالها أن تطفو بعض الشيء على الأديم. اختفى وراء شجرة وبدأ يراقب ما اقترفته يداه. مرت سيارة. سرعان ما تمايلت. انحرفت عن الطريق، وربضت جانبا. تتالت السيارات وتكررت المشاهد ذاتها. وعندما عاد في اليوم الموالي، حاملا قطعته الخشبية، اختفت الأشجار وتلاشى الطريق. وقبل أن ينتشي بفتحه المبين، هدر من بعيد صوت قطار، وقال لنفسه: حلم بالمقلوب كانت جالسة لوحدها. وبعد أن انتهت من غذائها وطلبت قهوتها، لاح لها في الركن الآخر رجل في منتصف العمر تظهر عليه آثار نعمة. سرعان ما أخذت قهوتها واتجهت نحوه. جذبت كرسيا وقاسمته مائدته. ثم قالت بنبرة مغرية: إعدام عصفور العصفور يرتجف ويتقلص بفعل البرد الشديد. جاءت امرأة ودثرته بيديها، وقالت له: الرجل الطائر كنت في قرطبة. بدا لي حشد من الناس تشرئب أعناقهم نحو الأعلى. خرقت فلولهم وتقدمتهم. وإذا بي أرى رجلا على شاكلة طير ملتحفا بالريش. بادية عليه نزوة الطيش. نبتت على جنبيه أجنحة من الخيش. واقفا على شفا جرف. هالني ما رأيت. دنوت أكثر. فإذا بي استكنه ملامحه. فوجدته صديقي عباس بن فرناس. تيقنت أنه ماض فيما هو عاقد العزم عليه. فقلت على سبيل إثارته: قضية قال للمحامي الكبير وهو يعرض عليه مشكلته: |