غـيـوم مـتـفـرقــة

المقاله تحت باب  نصوص شعرية
في 
02/03/2010 06:00 AM
GMT



لو أَنّا نعرفُ أنفسنا ونغادر هذا الصقْعَ
المتقيّء نفطاً.
ليس طريق النفسْ. فأين أسيرُ أنا ؟
تتباطأُ كل الأرجل ، كل العربات
وأنا أبحث عن فجر حياة
كنت اظنه في الساحه .

(رجل يضحك ..)
لا يُحتَمَلُ العالمُ .  حيث مضيت وجوهٌ يابسةٌ
حيثُ مضيتُ بنادقُ . حيث مضيتُ ثيابٌ ماحلةٌ
وأكفّ من خشب منشقّقةٌ ورؤوس
تتفحّصُها وتؤجلَها الأقدارْ
تلك غيوم تقلبُ باطنَها ،
تسوَدُّ  وترجمُني رعداً .
لم أفعل شيئاً. أَمشي ساعات وأنا مازالت
حولي الأسوارْ
هل بغداد مدينة ؟
كم عدد الأحياء  وكم عدد الأمواتْ ؟
هل أولاء العَجِلين يطاردهم حرَسٌ ؟
في كل زقاقٍ وجهٌ مختبيءٌ
ويعشعِشُ فوق الأبوابْ
عفنٌ و خرائطُ غامضةٌ من أشَناتْ .
ليس امامي غير الشارع ، لكني خرجت الآنَ
واني بين الناس العربات الأفرانْ
وكأني رأيتُ رفاقاً ضاعوا منذ زمان ،
مروا في الظلمة ، ما رغبوا  بكلامْ
عبروا لا أدري لأي مكانَْ .
دجلةُ يلتفُّ على هذي الارض الشائخة
المأكولة بالجدري .
كم تنتثر الطلقاتُ هنا فارغةً ؟
تلمَعُ تلمعُ حلوى الموتْ !
هذا القشُّ المالح ! هذا الولد الأعرجُ ينظر من بعدٍ ،
هذا المستنقع مدَّ بأذرعه نحو النهرْ
هذي الاشجار اسودّتْ والشمس تمدُّ يداً
تُنزِلُ روباً نسويّاً أحمرَ من فوق البيتْ .
رجل أعمى يعزف ناياً. يستجدي. الساحة فارغةٌ .
أسمع صوت الماضي من بين ثقوب القصب المقطوعْ ،
وبكاءً من بين الأحجار .
هو يشبه صوتي : هل أقلب هذي الأحجار ؟
لكني في الشارع مقفلةٌ شفتاي .
ولماذا الخوف ؟
أنا لا ارجو شيئاً إلاّ أن أمشي ،
اتنفّسُ ، آكلُ حين أجوعُ والبس
اخلع بنطالي...  تلك حياة .
يوم رأيتْ
جملاً في صحراء ، شربتُ كثيراً حتى نمت
لم أقرأ ، لم أكتبْ وكرهت الاشعارْ .
دجلةُ غيّرَ لونَهُ . صار رماديّاً ، صارَ
بطيئاً ، صار يجر حمولتَهُ ويسيرْ .
صياد شيخ يُغرِق ساعاتٍ من عمرِهِ
كي تطفو سمكه .
يأمل ربّاً يمنحُهُ فرَحاً
 
أنا لا آمل في شيء ، لا خيط في الضّجةِ
قد يعلق في صنارته شيءّ.
أشعر بالخزي ، تركتُ الصيدْ
للصيادينَ
رأيتُني أشغل صمتي في كلمات متقاطعةٍ.

هذي بوّابةُ مستشفى .
عشرات لا يدرون نتائجَهم . والعالمُ يحكمُه الموتْ
والرحمةُ قد تلمع ومضتُها ،
قد يلقفُها أحدٌ أو يخسرها .

في الانقاض وجدتُ كتاباً . بعد الانقاض
حيّاني رجلٌ يعرفني .
قبل عبور الشارع ، انتظر الأخضرَ ، تلك السيارة !
ألمحُها . أخفَتْ وجهاً عني
تتشاغل في أزرار بلوزتٍها .
زمن الحب مضى.
تتذكرّ لا تتذكرُ ، لا فرقٌ .
وجدَتْ في زمن القحْطِ مؤونتَها .
كانت قصصاً  كي تُنسى .
مازالت تتشاغل في ازرار بلوزتها.