أياد علاوي..... طيف أم هاجس |
المقاله تحت باب في السياسة يُعد الدكتور اياد علاوي رئيس حركة الوفاق الوطني من الشخصيات المثيرة للجدل في اللعبة السياسية الجارية في العراق اليوم , أذ على الرغم من أن هذا الشخص لايشغل الأن أي منصب حكومي تنفيذي غير كونه عضو في البرلمان العراقي ورئيس القائمة العراقية الوطنية ولايتحكم في القرار السياسي الذي يطبخ في مطابخ العراق السياسية الا عبر مشاركته الرمزية في المجلس السياسي لأمن الوطني وعن طريق اعضاء قائمته العراقية في البرلمان وحقائبه الوزارية التي استوزرها مرشحي قائمته والتي هي اغلبها وزارات غير سيادية بل ومستقيل أغلبهم الأن من الحكومة العراقية .... أقول على الرغم من ذلك كله الا ان هذا الشخص مابرح يفجر كل فترة زوبعة أعلامية تعقب تصريح معين حول الحكومة العراقية والعملية السياسية في العراق أو لقاء معين مع جماعات مسلحة كما فعل قبل فترة وجيزة حينما التقى مع اعضاء من حزب البعث المنحل في أحدى الدول العربية المجاورة والتي أعتبرها البعض تجاوز على الخطوط الحمراء. ويُرافق هذه الزوبعات الأعلامية _التي يتم التخطيط لها بذكاء وبخبرة عبر صحف ومواقع الكترونية ومؤوسسات أعلامية كبرى ولا تحدث أعتباطياً كما يظن البعض_ يرافق ذلك حديث سياسي وهمس علني حول عودة الدكتور أياد علاوي الى الحكم عبر مايقدمه من أطروحات ونظريات سياسية تنحصر في أحدى الأوصاف الثلاثة الاتية: 1. مؤامرت= كما يسميها المناؤين الذين يعتبرونه هاجساً مزعجاً.... 2. مبادرات وطنية لحل الأزمة = كما يصفها مؤيديه الذين يرون فيه طيفاً سيتربع في منصبه عاجلاً أم اجلاً ... 3. مشاريع محتملة = كما يسميها أمثالي التي أرى أنه يمكن أن تخضع للقبول والرفض, لابالنسبة له فحسب بل بالنسبة لأي سياسي أو حزب يقدم مشروع معين , وبالتالي أقف بين أولئك وهؤلاء والذي أرى أنه من الأفضل ان ننظر الى الفعل لا الى الذات في تشخيصنا للأمور وتحليلنا للواقع ومواجهتنا للحقائق وفي قراءتنا لما يحدث ومايمكن أن يحدث في هذا البلد النازف منذ عشرات السنين . فمن الغباء او المراهقة السياسية_ واقولها بصراحة _ ان نرفض مبدئياً مشروع سياسي يصدر من سياسي او حزب ما من غير أن نعرف مضمونه وغاياته وفحواه , فالسياسة فن الممكن وكل شيء فيها ممكن واصدقاء اليوم ربما سيكونون اعداء في الغد , والعكس قد يكون صحيح , فأعداء اليوم قد يصبحون أصدقاء في الغد , فالمصالح المشتركة والمبادئ الواحدة هي التي تتحكم بالتحالفات والأئتلافات وليس الخلفية الطائفية او الاثنية او القومية . وقد عُين الدكتور أياد علاوي رئيس لوزراء العراق كما هو معروف من قبل بريمر الحاكم المدني السابق في العراق وبموافقة الأدارة الامريكية الذي زرعت المحاصصة الطائفية في عراق مابعد صدام سواء بموافقة أو عدم موافقة السياسيين العراقيين, وقد كان الياور حينها رئيساً اسمياً للعراق في تلك الفترة التي حكم فيها علاوي والبالغة عدة اشهر لم تتراوح السنة. طبعاً في تلك الفترة كان تعيين الوزراء قد تم بناءاً على تواففقات مرحلية بين الادارة الامريكية والأحزاب السياسية , حيث تم توزيع الحقائب الوزارية على الاحزاب المشاركة في السلطة وطبقاً لأعتبارات معينة . والغريب في ألأمر انه وفي كل فترة تظهر كما أشرت أعلاه شائعات وكلام هنا وهناك حول مشروع وطني جديد لأياد علاوي _كما يسميه أنصاره _أو مؤمرات_كما يسميها أعدائه_ يهدف الى حل الأزمة العراقية , ونرى هذه الشائعات تتزامن مع عودة اياد علاوي من لندن الى العراق ليباشر عمله السياسي في العراق بعد جولات مكوكية الى دول مجاورة يقوم فيها بشرح أبعاد مشروعة وموقفه من العملية السياسية أثناء لقائه بسياسيين في تلك الدولة حيث لايخلو دائماً موقفه من العملية السياسية نقداً لاذعاً لحكومة الأستاذ المالكي متهماً الاخيرة بالطائفية وممارسة سياسة الاقصاء دون ذكر مُنجز واحد موضوعي لهذه الحكومة التي علينا _وهذه رايي الشخص_ ان نقف معها وندعمها لابالتطبيل والتصفيق وانما بالنقد البناء الموضوعي والهادف الذي يسلط الضوء على الاخطاء من اجل تصحيحها مساراتها واتجهاتها وعلى النحو الذي يصب في خدمة الشعب العراقي.. أنني اعتقد أن هنالك هواجس وهمية ومخاوف خيالية تتعلق بالسيد علاوي وبدوره في العراق الجديد وعودته الى السلطة في الوقت الراهن , كما أن هنالك اطياف وأمال مبالغ فيها أيضاً تتعلق بأمكانية رجوع أياد علاوي للسلطة دون المرور بصناديق الاقتراع وبموافقة البرلمان لأن أصحاب السلطة الان سوف لن يقبلوا ولن يقفوا مكتوفي الايدي أزاء رجوع ايادي علاوي للسلطة بطريقة عسكرية أنقلابية. لذلك لاتجعلوا من اياد علاوي هاجساً مُرعباً ولاطيفاً جميلاً , فالديمقراطية النسبية التي تحكم العراق الأن لايمكن ان تاتي بالدكتور أياد علاوي من جديد مالم تنتهي فترة حكم السيد نوري المالكي الحالية باساليب ديمقراطية برلمانية وحينها يكون لصناديق الاقتراع الراي الفاصل الذي ربما سوف يعيد السيد علاوي الى قمة الهرم التنفيذي في العراق المتمثل في رئاسة الوزراء مرة أخرى أو يبعده عن المسرح السياسي العراقي وينتهي دوره كما انتهى دور الكثير من السياسيين الذين ذهبت أحلامهم ومشاريعم أدراج الرياح . |