المخابرات البريطانية انفقت 900,000 باوند لمراقبة مسجد |
المقاله تحت باب مقالات و حوارات تحدث الدكتور كمال الهلباوي مدير مركز دراسات الارهاب، عن اسباب التطرف الاسلامي وكيف عالجه المفكريين الاسلاميين. نماذج من التطرف ذكر الدكتور كمال الهلباوي ان الحديث عن التطرف وما يؤدي اليه من عواقب وخيمة حديث طويل، وابدأ بقصة رأيتها مؤخرا وعجبت بها وفتوى اخرى اعجبتني كثيرا، تقول القصة ان احدى الاذاعات في يوم 7\5\2002 جاءت فتاة صغيرة الى المذيعة ودار معها حوار، حيث قالت المذيعة للجمهور: اقدم لكم فتاة صغيرة مختلفة عما رأيت من قبل، ثم قالت: كم عمرك؟ 3.5 سنوات، هل انت مسلمة؟ نعم، هل تعرفين اليهود؟ نعم، هل تحبيهم؟ لا، لماذا؟ لانهم قردة وخنازير، ثم سالت المذيعة الطفلة، من قال لك ذلك؟ قالت ربنا، أين قال ذلك؟ في القران.المذيعة قالت نعم، الله قال لهم ذلك في القران، ثم سألت المذيعة الطفلة: هل كانوا يحبون النبي محمد؟ لا، ماذا فعلوا به؟ كانت هناك أمرأة يهودية وضعت له السم. اما الفتوى فهي: هل تجوز حضور أعيادهم؟ لا يجوز حضور اعيادهم، ولا تهنئتهم، لان ذلك في ذلك تودد لهم، وقد نهى الله عن ذلك {لا تجد قوما يؤمنون بالله واليوم الآخر يوادون من حاد الله ورسوله ولو كانوا آباءهم}. استوقفتني القصتان كما استوقفني امرا جديد اخر وهو الاسبوع الامريكي للتوعية بالفاشية الاسلامية في 26\10، حيث اختارت ذلك جامعة امريكية، ليدرسوا فيه كلاما غريبا لا يمكن ان يخطر على قلب بشر، كلام غريب عن الاسلام والمسلمين .هنالك مشكلة في فهم الفكر الاسلامي عند المسلمين وغير المسلمين . كيف عالج علماء الاسلام والمفكريين التطرف في الاسلامنتحدث عن كيفية التعامل مع الجيران: الجيران ثلاثة منهم، الجار الغير المسلم وله حق واحد، وفي كتاب (مختصر منهاج القاصدين) لابن قدامة المقدسي، وجدت شيئا غريبا في صفحة 111، طبعة دار الشروق، يقول المقدسي هناك 19 بندا لحق الجار الغير المسلم، ومن ذلك ان تحمل الاذى منه، فعندما تجاور انسان غير المسلم له ثقافة وتقاليد، فقد تكون هناك منازل للاذى، فعليك ان تهنئه في الاذى وتعزيه في المصيبة، وان لاتضع الخشبة امام بيته، وان لاتصب الماء في ميزابه، وفي النهاية (البند 19) يقول وان ارعى اهله حتى يعود. اقرأ ذلك واسمع في التلفزيون من يقول الغرب مثل الحمام تقضي فيه حاجتك وتخرج منه، هذا الغرب باماكاناته وبناء المستقبل ومكائده يخترع مستقبلا ماديا، هذا الغرب هل هو حمام؟ احببت ان اذكر بعض هذه الامور للتأكيد على امرين؟ اننا لم نفهم الاسلام فهما جيداـ فعندما نتكلم عن ابن قدامة المقدسي ثم نقرأ تاريخ الخوارج وكيف انهم فعلوا ما فعلوا مع سيدنا علي (ع) وقال كلمته العظيمة، كلمة حق يراد بها باطل. الجيل الذي يؤمن بالتطرف لديه سوء فهم عن الاسلام، فهو لا يفهم عن الاسلام غير عن طريق القاعدة والجهاد، وكيف يدخل الجنة. ويوجد سبب اخر للتطرف هو سوء الفهم . ان المتشددين يظنون انهم يرضون الله ويبحثون عن الجنة، ولابد ان يدرك هذا النوع من البشر ان هذا الطريق يؤدي الى النار،ومن يقوم بمهمة وعي هؤلاء ليس الشرطة والمخابرات والعمل باجراءات امنية وقانونية وعسكرية، وانما عن طريق مراكز الابحاث، التي ما اكثرها في الغرب التي اصبح لا هم لها سوى البحث في العنف والارهاب والتطرف، اما السجون عندهم فأصبحت اكثر سوءا من السجون في بلداننا، عندنا سجن في مصر اسمه العقرب، ولكن في جوانتمالا أسوء من ذلك السجن المصري، كان عندنا في مصر سجان اسمه (حمزة البسيوني) هو مدير السجن في الخمسينات والستينات، كان يقول للسجين (لو نزل الله لو وضعته في السجن)، وقرأت مؤخرا ان بعض المساجين يقال لهم في سجون الغرب (اين ربك الذي تؤمن به فليأت ولينجدك). الغرب لديه عقد اسمها التطرف والاسلام، فهم قتلوا البرازيلي لانه بشبه المسلم، والالاف كاميرات التصوير المخفية في الشوارع من وسائل ما يزعمون انه لمواجهة الارهاب، وقال لنا احد ضباط الاسكوتلنديارد ان قيمة مراقبتنا لمسجد ابو حمزة المصري كلفتنا 900,000 الف باوند استرليني. كنت اتحدث في ندوة بجامعة اكسفورد بحضور 500 ضابط، كان هناك ضابك اسمه سوكو، لم يكن يعرف عن الاسلام شيئا، سألت المشاركين في الندوة واغلبهم من الامريكان هل نجحتم في محاربتكم ضد الارهاب؟ قالوا:لا، اجبتهم ان السبب في فشلكم لانكم لم تعرفوا افكار الاشخاص الذين ترغبون بمحاربتهم. واقترحت على القائمين على الندوة ان يكون هناك حوار مع المتطرفين. تجارب عملية لمعالجة التطرف 1. قمنا بتجربة عام 1996 حيث ألفت كتابا عن الطالبان اوضحنا فيه الخطر القادم منهم، وتم تاليف الكتاب قبل ان يعرف احد عنهم شيئا، فما لم يكن حوار فالامور ستزداد سوء ويؤخذ الابرياء بذنب المجرمين وان كانوا قلة، كنت اناقش احد المتطرفين على الجزيرة فقال لي طالما انك ترتدي هذه الربطة فلن تتقدم الامة، مثل هؤلاء يقودون قطيعا من البشر الى النار. 2. والتجربة الاخرى التي حدثت واتت اؤكلها هي الحوار مع المتطرفين المصريين، التجربة قام بها نخبة من المفكرين والعلماء من امثال محمد سليم العوا، والشيخ يوسف القرضاوي، والدكتور طارق البشري، وهم من المهتمين بشؤون الامة. هذا الحوار ادى الى نتيجة تغيير الكثير من افكارهم، مما ترتب على قيام هؤلاء الشباب المتطرف لاصدار عدة كتب بعنوان المراجعات، تجربة مصر لا فضل فيها لنظام المصري ولا للشرطة، والذي انقذ البلد من التطرف الاسلامي هم الاسلاميين، لو ان الاسلاميين في مصر تصرفوا كما تصرف الاسلاميين في الجزائر لكان الوضع مختلفا. المجموعة المذكورة كانوا على استعداد للتعاون مع بعض الوطنيين في النظام في سبيل اقناع قيادات المتطرفين وذلك باقناع افرادهم ان الطريق الذي يسلكونه طريق لا يؤدي الى الجنة. الحوار الذي اقنع زملاء ايمن الظواهري، بالحكمة والعقل اعترفوا باخطائهم والفوا 18 كتابا باسم المراجعات، اقول للغرب انكم تستطيعون ان تواجهوا الارهاب ولكن ليس هناك ارهاب اسلامي وانما يوجد بعض المسلمين الذين درسوا الجهاد في مدارس للتطرف، والفتوى التي ذكرتها نموذجا لذلك. هناك نتاج فقه ينتج تلك الفتاوى هو فقه البادية، المسلمون يجب يكونوا اكثر احتراما للاخر، المذاهب الخمسة قد تختلف فيما بينها اختلافا كبيرا حول الواجب والمباح والجائز، ولكن ان لا يتعلم المسلمون بان يكونوا في بحبوحة من الحوار بعيدا. العنف والتطرف امر غير مقبول، عليهم ان يقبلوا فكرة الديمقراطية في السياسة هذه المذاهب الفقهية هي مدارس في الفقه. 1. التجربة الثالثة هو ما حدث من بناء قاعدة على التفاهم بين عدد من النشطاء من الشيعة والسنة، وعلى هذا الاساس تأسس منبر الوحدة الاسلامية، التي جزء من اهدافه احداث تقارب بين الطرفين والغاء اي حواجز من التطرف والتعصب.
1. ان المدارس والمساجد هي الحاجز الاساسي ضد التطرف والارهاب، قمنا بتجربة وهو المسجد الذي كان يعرف باسم مسجد ابو حمزة المصري في منطقة "فينيزبي بارك" في شمال لندن، ولاحظنا منذ ان استلمته هيئة امناء جديد، واوضاع المسجد تغيرت، واصبح هناك الالاف الذين يحضرون المسجد لصلاة الجمعة بعد ان كان محصورا على ثلة قليلة من المتطرفين. كان هذا المسجد تنفق عليه الاسكوتلانديارد قبل تحويله الى نخبة مثقفة 900 الف باوند استرليني لمراقبة ابو حمزة المصري، لو انفق نصف هذا المبلغ بعرض اسلام عقلائي لما حدثت كل هذه الضجة ضد المسلمين في بريطانيا هذه التجارب توضح اهمية اتخاذ طرق جديد لمحاربة التطرف، فالتطرف لا يمكن محاربته بالاحكام العرفية والرقابة الصارمة وانما بالحوار والحكمة والعقل والموعظة الحسنة. وتحدث الشيخ حسن التريكي عن اهمية هذه الندوات في معالجة التطرف الاسلامي، واعتبر ان ماتقوم به مؤسسة الابرار ليس مناظرات فكرية وانما ندوات فكرية لمعالجة قضايا مهمة تمر بها الامة الاسلامية وبالخصوص الجالية المسلمة في الغرب. وذكر الشيخ التريكي ان هناك عدة عوامل وراء التطرف، اهمها قناعة الاطراف المتطرفة بأمتلاكها الحقيقة المطلقة، وان غيرها على خطأ مطلق، ولهذا يجب استئصاله وتكفيره. وكذلك التعصب وسوء الفهم وراء الكثيرمن الاحكام المتسرعة على الاخرين.وطالب الشيخ حسن علي التريكي الداعي وامام الجماعة في مؤسسة الابرار بضرورة ان يساهم الاخوة المؤمنين في مشروع منتدى الوحدة الاسلامية، وان يكون لنا حضور في زرع التفاهم والود بين مختلف المذاهب الاسلامية |