أدّب ٌ شاب ُّ و أديب ٌ كَهْل ٌ

المقاله تحت باب  مقالات و حوارات
في 
06/11/2007 06:00 AM
GMT



تخيل ْ أن يشيب َ الأدب ُ.. فرضية ٌ يمكن التسليم ُ بوقوعِها وتحولِها إلى نظرية ٍ معروفة ِ المعطيات ِ والعمل ِ والنتائج ِ... وبنبش ِ أعماق ِ المعطيات ِنلتقط ُ إشارة َ مختلف ِ الظروف ِ البيئية ِ التكوينية ِ التي تعمل ُ في عُصبة ٍ منها على وضع ِ العقبة ِ تلو العقبة ِ بوجه ِ إخلاف ِ الأدب ِ نفسَه ُ..وهنا لابد َّ من التسليم ِ أيضا ً بأن ديدن َ الرضا القبول ُ ، والقبول ُ بالمسببات ِ يساوي الرضا عن النتائج،ومنح ُ مسببات ِ شيخوخة ِ الأدب ِتأشريات ِ القبول ِ يعني المصادقة َ على جواز ِ مرور ِ الشيخوخة ِ نفسِها إلى قلب ِ الأدب ِ نفسِه ِ.وكيف َ يشيب ُ قلب ُ الأدب ِ؟ إنها لَنهاية ٌ حتمية ٌ للسماح ِ مبدأيا ً لبقية ِ أعضاءه بالمشيب ِ . أمّا أن تشيب َ أعضاء ُ الأدب فذلك َ والله مبدأ الحديث ِ . فلكي تبثَّ الحياة َ في أي َِ خلية ٍ شِعرية ٍ كانت ْ أم قَصصيَّة ٍ وما إلى ذلك َ فلا بدَّ من تفحُصِ قدرتَِها على تقبل ِ تلك َ الحياة ِ أوّلا ً ثم التأكد ُ من ملائمة ِ حيثيات ِ تلك َ الحياة ِ لمجمَل ِ أعصاب ِ وشرايين ِ ودماء ِ أي ِّ عضو ٍ من أعضاء ِ الأدب ِ. فلا بدَّ من تصوّر ِ عدم القدرة ِ على بث ِّ الحياة ِ في قطعة ِ خَشَب ٍ قُطِعت ْ قبل َ عشرين َ سنة ً مثلا ً أو بث ِّ حياة ٍ في وريقة ٍ انتهت ْ حياتُها أصلا ً فما عاد َ لها أن تقبل َ بذلك َ.

إن َّ ما يحدث ُ للأدب ِ هو أننا نتحدّثُ عمّن يتعاملون َ معه ُ دون الرجوع ِ إلى تعاملِهِ هو َ معَهُم ْ . وهنا لا بدَّ من الإعتراف ِبأن َّ هنالك َ المزيد ممّن ْ وَضعوا جانبا ً من َ أعضاء ِ الأدب ِ في الجَزء ِ المظلم ِ في الوقت ِ الذي نسي َ بعضُهم ْ أن التغيُّر في نسبة ِ التعرُّض ِ للضوء ِ وارد ٌ يومي ٌ ، وأن َّ التّغايُر َ للإستفادة ِ منه ُ حاصل ٌ فعلا ً .وهنا يجب ُ التأكّد ُ من أن أعضاء َ الأدب ِمعّرضة ٌ للشيخوخة ِ متى وضعناها أمامَ ذلك الخّيار ِ الواحد ِ . ولرب َّ أدب ِ أديب ٍ شاب ٌّ في عُمُر ِ قرن ٍ من الزمن ِ وآخر َ هرِم ٌ مُذ ْ عهدِهِ الأوّل ِ بالحياة ِ .

نحن ُ من يسمح ُ للأدب ِ بأن يكون َ كهْلا ً ونحن ُ من يسمحَُ له ُ بأن يتمسّك َ بالشباب ِ . ولا بدَّ من المصادقة ِ بالطبع ِ على أن َّ الشباب َ قد يكون ُ دائما ً ( والديمومة ُ هنا على مستوى ديمومة ِ الوقت ِ طبعا ً ) ولا بد َّ من المصادقة ِ على أن الأدباءَ الشبابَ إصطلاح ٌ لا يتجاوز ُ وصف َ وضع ِ علامة ٍ على جبين ِ عُمُر ِ الأديب ِ السنوي ِّ لا أكثر َ ، أمّا أن يكون َ الأديب ُ شابّا ً بعُمُره ِ الأدبي عظيم َ الكبَر ِ بأدبه ِ أو العكس ُ . فيما تجب ُ الإشارة ُ إلى أن للشاب ِّ أن لا يتعلق َ بوهم ِما من حولِهِ من ظروف ٍ قاسية ٍ مثلا ً لتعليل ِ ضعف ِ قدرات ِ فنِّه ِ الأدبي ِّ ، فشاب ٌّ لا يتطلّع ُ إلى أمام ٍ كهْل ٌ يَنتظر ُ فنُّه ُ الأدبي ُّ انتهاءَه ُ بأية ِ لحظة ٍ .

و ( لا بدَّ للّيل ِ أن ينجلي ) – حقيقة ٌ شابّة ٌ رغم َ الكثير ِ - فلا بد َّ من أنْ تنقطع َ أسباب ُ الظروف ِ السيِّئة ِ ، حينها يُتَأكّد ُ من خواء ِ جعبة ِ أدبِ المستسلمين َ .

نعم ْ ، الظروف ُ المادية ُ ،البطالة ُ ، الفقر ُ ، المرض ُ وغيرُ ذلك َ قد يُعرقِل ُ مسيرة ً لكن ْ لن يوقفَها إلا ّ بإرادة ِ صاحبِها أو مقدار ِ رغبتِه ِ بالتوقف ِ .