الإعلام الجماهيري .. وادوات التاثير |
المقاله تحت باب مقالات و حوارات مقدمة لابد منها كتبت مقالي الاتي بسبب الاوضاع الاعلامية والصحفية والفضائية المزرية والتي كانت نتائجها فقدان الثقة بينها وبين الجماهير المتطلعة الى غد مشرق ملئه الصدق والمحبة والوفاء للمهنة الانسانية الشريفة ( مهنة الاعلام والصحافة ) وجاء مقالي نتيجة للوضع المتردي لما يعرض على شاشات الفضائيات والتي تدار من قبل اناس هم الابعد عن مهنة وثقافة الاعلام فا اكثرهم يفتقدون ادوات العمل التي تؤهلهم لذلك كما هو واضح من خلال فقدهم الى حسن الانصات والاستماع وقبول النصائح من اهل الخبرة المتمرسين في هذا المجال الابداعي الخلاق .. ف أناعلى يقين ان اكثرهم لايتابعون مانقول ولايقرءون ما نكتب وحتى لو وقعت اعينهم من باب المصادفة على نقطة ضوء تنفعهم فهم يمرون بها مرور الكرام غير مهتمين بنصائح وتوجهات من هو اعلم واثقف واجدر وانفع منهم في هذا المجال الخطير والمهم بنفس الوقت . وانا واثق ان اكثر مسؤلينا ومثقفينا ورؤساء تحرير صحفنا ومراسلينا ومستشارينا ومدرائنا العامين واعضاء برلماننا المؤقرين ومحافضينا واعضاء مجالسنا وحواشيهم والمتصدين لمكاتبهم الاعلامية والثقافية لايجدون فن المتابعة والمشاهدة والقراءة وان افضلهم من يتصفح بريده الالكتروني بالاسبوع مرة هذا لو حسنا الظن انه يجيد فن التصفح والعمل على الانترنيت .. اذن انا مقتنع وعلى يقين ان من اريد ان يصل اليه موضوعي هذا ويتدبر به عن كثب سوف لن يقراءه ولايجد وقتا للتامل به وذلك لانه يلبس معطف المبررات ويحتج بالوقت والمشاغل والمسؤوليات الجسام وما الى ذلك من حجج واهية لاقيمة لها امام الثقافة والاعلام والصحافة والناس واخبارهم .. ولكن عدم الوجود لايدل على عدم الوجدان .. فاليك اخي الاعلامي واليك يابن وطني المثقف واليك ايها الانسان ... اكتب . (( الاعلام الجماهيري وادوات التاثير )) يلعب الإعلام دورا مؤثرا في حياة الشعوب فهو يساهم بتنمية الثقافة الشخصية ومن ناحية أخرى يلعب دورا محرضا لتجاوز الأزمات والآفات الاجتماعية الخطيرة وصولا إلى بدائل جديدة تتناسب وأفاق التطور والنمو . وفي أوربا والبلدان المتحضرة يقتطع الفرد جزءا مهما من دخله للبقاء على تماس مباشر مع حركة النمو العلمي والثقافي في العالم .. حيث تصدر الصحيفة مرتين في اليوم صباحا ومساءا وتتنافس على اجتذاب الخبرات الإعلامية الكبيرة في جميع مجالات الحياة كالسياسة , والثقافية , والاجتماعية , والأدب , والعلم والفنون بمختلف أنماطها وأشكالها .. أما القنوات الفضائية والإذاعية المتخصصة فإنها تنفق أمولا طائلة لتحقيق السبق الإعلامي والصحفي على صعيد الشكل أو المضمون كأدخال التقنية الحديثة في أجهزة الاتصالات أو البحث عن طرق جديدة ومبتكرة لاجتذاب أنظار المشاهدين أو جذب الطاقات الشابة المتعطشة للتغير والابتكار .. وتصعيد روح المغامرة والتنافس لتحقيق الأفضل وتحرص القنوات الإعلامية المتعددة في أوربا نقل أراء الإفراد وتعليقاتهم في أدق الأمور وابسطها وفي اكثر المواضيع حساسية وإثارة . ولذلك تجد الفرد الاروبي قد تربى او تعود على تبادل الآراء والتصورات الثقافية والسياسية بجراة و واقعية بمهارة تفوق حتى كبار المسؤولين السياسيين في السلطة .. ولذلك فالسياسي في أمريكا وأوربا قد يدفع مستقبله ومركزه السياسي ثمنا لتصريح أو تعليق يتألف من سطرين أو بضع كلمات . بينما السياسيون في الشرق الأوسط وفي الدول النامية يرفعون عقيرتهم بالكلام لساعات طويلة لأنهم مطمئنون الى طبيعة الوعي البسيط الذي يلقون له بردى أفكارهم ومنهاجهم .. ونستدل على ذلك من سعة الحشود التي تغمر القادة السياسيون بالقبل والهتافات والورود ومقاطعتهم بالتصفيق والهتاف بحياتهم دون النظر الى طبيعة الخطاب السياسي الذي يحملونه إليهم أو مدى الانجاز الحقيقي الذي يحققه خطابهم أو دعوتهم ... بينما لا يجد السياسيون في العالم المتقدم من يرفع لهم عقيرته بالهتاف والتصفيق ألا في ظروف متفاوتة وقد يكون الهتاف على سبيل السخرية منهم وليس التمجيد او التعظيم .. وتلعب الإشاعة دورا خطيرا في ثقافة الفرد العراقي يشكل خاص والعربي بشكل عام نظرا لمحدودية الثقل الإعلامي العراقي وتسييسه وحصره وطبيعته السطحية في تناول الإحداث والقضايا وتناوله لها من وجهة نظر شخصية أو انفعالية في كثير من الأحيان ولذلك سرعان ما تتحول حادثة بسيطة أو وجهة نظر معينة إلى فعل عنيف في أوساط الناس ويخاف أثار سلبية يهدد كيان المجتمع وآمنه وتماسكه . ورغم توفر الظروف الموضوعية لخلق أعلام شعبي يأخذ بزمام الوعي تحو خلق مجتمع يتمتع بميزات حضارية وإنسانية إلا إننا نرى ذلك الإعلام يتهاوى تحت ركام الموقف الشخصي والتخبط الفكري والثقافي .. والدعاية المزينة لأشخاص وجهات معينة سعيا وراء الكسب المادي وحصد أصوات التأيد وابتزاز عقول وعواطف الجمهور . فالصحيفة اليومية أو الأسبوعية أو المطبوع الإعلامي تعتبر منبرا لترويج أفكار وأراء الشخص صاحب الامتياز للجريدة او الجهة الممولة لها ونرى إغفالا واضحا ومقصودا لا تأول الأمور ذات المصلحة العامة أو التي تمس حياة الناس ومعاناتهم وأزماتهم . ومن جهة أخرى تمثل الجريدة الشخصية أو الفضائية الفردية كما اسميها وسيلة للانتقاص وكيل الشتائم والسباب للجهة الأخرى وبذلك تفقد وضيفتها الرئيسية التي يحتملها الواجب الوطني والإعلامي في التصدي لمعالجة الواقع الحياتي المتردي لعموم المجتمع (( با ستثناء من تربعوا على كرسي المسؤولية فهم لايجوعون )) . وهنا يفقد الصحفي والإعلامي والكاتب والفنان والأديب ومن سار بركبهم جراءته وشجاعته في تفسير الظواهر بحيادية وصدق تحت تأثير الانفعال الوقتي أو المجاملة أو الخوف من رصاصة الغدر والتصفية الجسدية او الفكرية وقسم اخر نسميه الاعلامي او الصحفي او المثقف او الكاتب المرتزق من خلال ممارسة المهنة لانه يبحث عن الكسب المادي حتى لو كانت المقالة او الموضوع الذي يكتبه يتقاطع مع ضميره ونظرته الفكرية الخاصة للأمور وهنا يتحول الفعل الإعلامي أو الصحفي الى جريمة أخلاقية ومهنية ضحيتها هو المواطن البائس المتعب المرهق المظلوم المسلوب حقه منذ قرون اذن فما الفرق بين منبر او نافذة تدس للمستهلك فكرة مسمومة او فاسدة وبين بائع المأكولات الذي يبيع غداءا فاسدا اؤ مسموما ...؟ وهنا تبرز الضرورة الملحة للتأسيس لإعلام صادق ومؤثر يرتكز على ثوابت أخلاقية تعززها حرفية عالية من العرض المتقن والمتطور الذي يواكب روح العصر والثورة المعلوماتية الهائلة دون تزيف او نفاق او دجل او تملق او خداع او خوف من سيف غدر لايرحم . |