لأنك نـرد الغـيـب

المقاله تحت باب نصوص شعرية
في 21/10/2007 06:00 AM
GMT

قـنـاديـلــه ُ الـقـمـراء ُ يأخـذهـا الـبـحـر ُ

إلى حيـث حارَ اللـّجُ واعـتـكـف الـسـرّ ُ

قـنـا د يــلُ هـذا الـلـيــل لا لـيـل َبـعــدَهُ

على ان هــذا الـلـيــلَ لـيـس لــهُ فـجــرُ

هـنـاك شـمـوس اللـيـل أعـمارهـا الى

زوال ٍ وفـيـمـا بـعـد يـنـقـلـب ا لـدهــرُ

ســلاسـل أطـــوار ٍ , أقـالـيـمُ دهــشـة ٍ

وشـطرنجُ أقـدارٍ وأسـئــلــة ٌ كـُـثــْــرُ

حـرائـقُ عـنـقـاء ٍ تـشــبّ وتـنـطـفـي

ومـرتـعُ اصداءٍ يـضاعـفـهـا ا لحـشـرُ

تــعـالى عــواء ٌ فـي صـداه ُ ذئـا بــه ُ

تـَمـَرّغ ُ حتى لا سـمـيـع ٌ ولا بـد رُ

وفي الـبـدء كـان الله طـفلا ً وعـرشـهُ

كـفـلـيـنـةٍ بـيـضـاءَ يـدفـعـهـا ا لـغـمْـر

وليـس سـوى فـيـض ا لجـمال ا ُ لـوهـة

هـو الأزلُ الـخـمـريّ والأبـدُ ا لـسُـكـْـرُ

تـعا ل انـهـب ا لكـنـزَ الـذي انـت اهـلـه

يوسوس فـيك ا لحدْسُ وا لساعة ا لصفـرُ

فـطوبى لـه لصّ ا لجمال اسـتــراقـه

مِـن العـدم الـقـهّـار ما تـَـرْ كـُهُ كـفــْر ُ

تـُعينـُك ألطافٌ على ا لسطو في ا لضحى

ويغـتـبـط ا لبـسـتـانُ أنْ دلـّـك َالعـطـر ُ

وكاد ..أطلـّتْ ( ليس ) :لا درب من هـنا

وأغـلـقـت الـشـبـّـاكَ فـا نـعـطـف ا لـنهـر

دخلت ُمن اللابـا ب يـا( لـيـسَ ) صاعـدا ً

كـمـا ترفع اللـبــلاب َ أحلامه ُ الخـضـرُ

خـفـيـفـا ً كـما الغـيـمات تحـيـا طلـيـقـة ً

فـرادى إذا الـتـمّـت ْ يحـلّ بـهـا الـنحـرُ

شـواهــد ُ ان الـتـيـه تـيــه ٌ مـع الـصوى

وبـوصلــةٍ . كـل ّ ُ الجـهـات هـنـا قـفـرُ

هـنـا كـان بـئـر العـابـريــــن . كـعـابـر ٍ

شـربـتُ ولـمـا اجـتـزتهـا اخـتـفـت الـبـئـر

وكـان ا لـرضا مـاءَ الـسـراب تـيـمّـمـتْ

بـه مـقـلـة ٌ ظـمـيـاء معـبـودُهــا ثـــــرّ ُ

رمــادك إذ تـصـغـي الـيــــه فــأنــمــــا

يـؤجّـجـه ا لخــسـران اصغـــاؤك ا لجـمـرُ

وحـيــدٌ : بـراري راحـتــيـك مـفـــــازة ٌ

وأنـت الـقـَطا والـظلّ والرمل وا لصقــر

بــسـقـط اللوى ذكرى تـنـاء ت ْوبعـدها

تـغــرّب ضـلـّــيـل وقـــرّحَـهُ ا لـهـجـــر

سـوابـقـهُ ما زلـنَ .. يـا لـلـوا حـق ٍ

وأوزارُه صهـبـاء تــُشـبــهــهـا الخـمـر

شـقــا ئـق حُـمـّى يا سـفـوح َ قـصـيـدة ٍ

ســواءٌ لـديـهـا جـادَ او بخـل الـقـطـْـرُ

قـصـيـدة ُ نـوبا ت ِالذي قـا ل : وزرُهــا

عـليّ ومـنـّي الـبـوح والـقـلـمُ الـحـبـــرُ

فـهَــمّــتْ بــه بـحرا ً وهَـمّ بـهـا رؤى

وأزرقَ جـاء الـمـدّ فـا نغـمر الخـصـر

مـدادك والأيــقـــاع والـنــوء ُ والـمـدى

ومـوجـك والأعـمـاق والـمـدّ والـجـزر

عـرائــسُ بـحــر الـسـنــدبـــاد أخـذنــــهُ

أمـيـــرا ً وتـحـت الـمـاء لـيـس لـه أمــرُ

فــآخـى دلافــيــنــا ً لـيـدرك ســـاحـلا ً

وأدركــهُ , لـكـنْ تـَخـَطـّـفـَـه ُ الـنـسـر ُ

أيــفــقـأ ُعـيـنَ ا لـنــسـر وهــو مُـحـلــّقٌ

بـه ؟ يـسكـتُ الراوي فـقـد طـلع الـفـجـرُ

ولا فجرَ: شـمـسُ اللـيـل مرّت لكي يرى

ضفـائــرَهـا الشقــراءَ عـاشـقــُهـا الـغــِرّ ُ

وصلـتَ ولـم تـركـبْ ركـبـتَ ولم تـصلْ

وأشــفــقــت ِ الأمـواجُ إذ غـدَرَ الجـسـر

غـريـقــك ِ إذ لـوّحـت ِ سـربُ قـوارب ٍ

كـأ لـثــَغ َ والـراءاتُ من حـولـه عــشــر

هنـاك كمـرجان ِ التي شــفّ قـاعـُهـــا

مـبـاهـج بـالأشجـان شـذ ّرَهــــا الـشـذر

هـنـا يا نـسـيـم َالـبحر أجْـنـح ُمـطـلـَقـا ً

بـلا سـبـب ٍ انّ الجـنــــوح َ هـنـا حُــرّ

ألـوذ ُك ِ فُـلْـكا ً أو نـلـوذ بـنـا معـا ً

ونجـتـرح ا لـطـوفـانَ عـذرا ًولا عـذرُ

مَصارع ُعـشـاق ٍ قـضوا بـيـن َطـْرقهـم

عـلى بابها والـصمـت. في اذنهـا وقــْر

مُـحــَيـــِّـرَة َ َالأ لـبــــاب أي ّ تـَـمَــنــّـع ٍ

وسـلـسلـة الأسـبـاب لـيــس لـهـا حـصـر

أتـاحـتْ له وقــتـا ً, طـويـلا ً- يــظـنــه-

لـيـسـبـر فـحـواهــا ولـم يـكــفـِـه الـعـمــر

فـــأسـرى الـيـهــا بـا لـحـدوس لـعـلــــــه

يـعـــود بـمـا قـد عــاد مـن دونــه الـفــكــْـر

ولـكـنـهـا اعـطـتـه عـنـقـودهـا ا لــــذي

وقـا لـت إذا احـبـبـتَ يـمـكــنـك الـعـصْر

لأنـك نــْردُ الـغـيــب , لـَــوحُ حـروفــه

وما لـم يـكـن, بـل كان , لـم يحْـوه ِ جـفـْـرُ

حـسا ؤك حـتـى الـنـارُ مـن مــاء حـا ئـه

وحـتـى رؤى الـطاهي الـمجـرّدِ والـقِـدْ رُ

تــزوغـيــنَ كـالأشـبــاح أيـّـة ُ رقــصـة ٍ

وقـد لـزّنـا الأيـقـــاع لـيـس بـهـا هـصْـر

ونـغـمـتـهُ الـرمّـانُ ذاك ا ن ف را ط هـا

وهـذا الـمـقامُ – الحا لُ والـكسْـر والجـبـر

شـديـــدُ انـحــدار ٍ عـن ذراهـــا يـصـدّ ه ُ

ويـبـقى بـأدنى الـسـفــْح يـحـتـرق الـنـمـر

ألـسـت أخـا ا لـفـوضى ألـست َمريـضَهـا

بلى منـذ ُ ما ل الحرفُ وا لتـبـَسَ السـِفـْـرُ

سـتــا ئــرُهــا تـسـعٌ وتـسـعــونَ خـيـبـة ً

وبـعْـد َ انـزيـاح الـسـود قهـقهـتْ الحُـمْـرُ :

لأن وراء الـــمــــا وراء مـرا مـــَـــــهُ

لِــمـا بـعـد بـعـد الـبـعـد يـلـزمُـهُ الحـفـْــرُ