الجدار الأسود الناطق ..؟؟!! |
المقاله تحت باب أخبار و متابعات .. جدار بريد مدينة قلعة سكر ... رسائل من الأموات إلى الأحياء تقول أرواح المرحومين للكسبة والتجار والمسؤولين ولكل من تقع عينية على (( لافتات نعيهم )) . تمر الأيام سراعا يطوي ليلها النهار.. وننطوي نحن بينها فما يبقى لسعينا بين جناحيها إلا ما يبقى للطيب بعد فنائه أو للخبث بعد تلاشيه .. الأثر الصالح يبقى طيبا يعطر الالسنة والخبث يبقى خبثا تشمئز منه النفوس . وتقول لنا روح احدهم .. أنا وأنت نتحول إلى ذكرى – كما تراني ألان عبر اللافتة السوداء التي أمامك – "ذكرى " قد تكون طيبة بأفعالنا وقد تكون لعينة بها أيضا . عليك أيها الإنسان الجالس في مجلس الفاتحة المقام على روحي .. أن تغتنم الفرص قبل فواتها فالباقيات الصالحات والعمل الطيب كالكلمة الطيبة تبقى ما عاش الإنسان بل وتعقبه بعد مماته واليك مني هذا الأبيات . حكم المنية في البرية جار ما هذه الدنيا بدار قرار بينما يرى الإنسان فيها مخبرا حتى يرى خبرا من الأخبار فالعيش نوم والمنية يقظة والمرء بينهما خيال سار وروح أخرى تقول . هذه أجسادنا تسير إلى النجف الاشرف ... وترابا نعود كما صرنا بدءا من تراب , فما كان الخلود نصيبا لنفس إنسانية . لقد خلقنا الله لنشكره ونعبده , ولم يخلقنا لكي نعصيه . واليك مني هذه البيت ألا إننا كلنا بائد وأي بني ادم خالد وروح ثالثة تقول . يا نفس بيعي دنياك باخرتك تربحيهما معا ولا تبيعي أخرتك بدنياك تخسريهما معا .. واليك مني هذه الأبيات . يا خاطب الدنيا إلى نفسها تنح عن خطبتها تسلم إن التي تخطب غدارة قريبة العرس من المأتم ورابعة تقول . كل مافي الدنيا إلى زوال .. وخير ما في المرء لجم شهواته واقتناعه بما لديه , فالملك لله وحده ولتكن على يقين أن : خيار الناس من لزم القناعة ولم يكشف لمخلوق قناعه أفادتنا القناعة كل عز ولا عز اعز من ألقناعه وروح خامسة تقول . يا نفس انظري أولا في ذنوبك الظاهرة ثم انظري في الموت وسكرته والقبر وضيقته ثم انظري إلى عذاب الأجداث وأهوال النداء يوم النشور يا نفس تصوري جهنم وأهوالها وسلاسلها وأغلالها ثم ضجي بعد ذلك إلى الله ضجيج الآملين وناديه يا ولي المؤمنين .. ياغياث المستغيثين .. يا حبيب قلوب الصادقين يا اله الأولين والآخرين يا ارحم الراحمين .. ثم قل ... يامن يرى في الضمير ويسمع أنت المعد لكل ما يتوقع يامن يرجى للشدائد كلها يامن إليه المشتكى والمفزع مالي سوى قرعي لبابك حيلة فلئن رددت فأي باب اقرع
(( وهذه رسالة إلى من فقدوا أحبتهم ) خلق الإنسان وعلى عاتقه ألقى الله مسؤولية التبصر بالحياة ومعرفتها وتسخيرها فيما يخدم الإنسان نفسه . فالإنسان مسبقا يجب أن يعلم انه ممتحن مبتلى . والإنسان أمام هذا الامتحان الإلهي واحد من اثنين اما صابر محتسب واما متهافت هش تكسره الريح لأول هزة . والأول هو الفائز مهما بلغت به الآلام ومهما لوته الأيام , فمن خلال ذهابي اليوم للحسينيات من اجل قراءة الفاتحة على (( أرواح الشباب الذين رحلوا عنا بالحادث المؤسف )) . وجدت (( الأب أي جميع الآباء )) ملئه الصبر وذلك لأنه يعتقد نصف الأيمان الصبر ولأنه يعمل بما يقوله الله تعالى (( احسب الناس أن يتركوا أن يقولوا أمنا وهم لا يفتنون )) فالابتلاء مقدر على الإنسان ولكن الصبر يقرره الإنسان نفسه . فكن أخي المؤمن صابرا واثقا بالله مؤمنا به إيمان القوي الذي تذوب أمامه المصاعب مهما كبرت وتذكر قول الإمام السجاد عليه السلام . فإذا بليت بعثرة فاصبر لها صبر الكريم فان ذلك احزم لا تشكون إلى الخلائق إنما تشكو الرحيم إلى الذي لا يرحم
وأخيرا ... أقول للشباب الذين فارقونا من دون وداع ....
ما أروع نيتكم المختومة بزيارة ولي الله " سعيد ابن جبير " وما أبهى وجوهكم التي يغمرها النور , وما أجمل مشاعركم , ونقاء وجدانكم وسرائركم , ما ألطف دقات قلوبكم , ما أحلى عيونكم تترقق بدمع الأسف , ما أزهى خدودكم , ما أجمل قلوبكم , ما أحلى عيونكم , ما أزهى خدودكم التي تتورد دما , يا زهورنا كم جميلة قيثارتكم لأنها قيثارة المؤمنين الموحدين , نعم نفضتوا لهو العيد وفضلتم زيارة ولي الله , . والفجر اقسم تعانقت أرواحكم مع أرواح المؤمنين إلى حب الخير والتقوى وذكر أولياء الله . والفجر اقسم استيقظتم يطرز يوم عيدكم رضاء الله , هنيئا لنفوسكم لأنها تعطرت ببركات الرحمان , والفجر تنشق عن يقظة الكون يقظة الروح , والفجر تتناغم مع أصدائه تسبيحكم وتهليلكم , ولم أرى أحلى وأجمل من كلام الرحمن ......... (( يا أيتها النفس المطمأنة ارجعي إلى ربك راضية مرضية ))
|