الكاميرا الخفيّة |
المقاله تحت باب في السياسة أحد أصحابي بارع في صنع (المقالب) للناس الأبرياء وغير الأبرياء، ومقالبه محبوكة بحيث انها توقع اذكى الاذكياء في شراكها. وفي احد الايام حمل صاحبي كاميرتين اثنتين، هو وأحد شركائه في الخبث؛ ومعهما حقيبتان تلفزيونيتان، وفي داخل كل حقيبة لاقطة تلفزيونية: اللاقطة الاولى عليها علامة (العراقية) والثانية علامة (الشرقية). وقد خرجا لكي ينقلا الى مشاهديهما -غير الموجودين- (نبض الشارع).. وهما يعملان متباعدين عن بعضهما قليلا. التقى صاحبي أحد المواطنين، بعدما (نصب) عليه الكاميرا وسلمه اللاقطة. (مرحبا).. فأجاب المواطن (مرحباً).. (العراقية) ترحّب بك وتسألك هذا السؤال: ما رأيك بحكومة السيد المالكي؟ فأجاب المواطن، بعدما بلع ريقه، وهو يركّز عينيه على الكاميرا: - حكومة السيد المالكي حكومة منتخبة اولاً، وأنا اعطيت صوتي شخصيا لقائمة السيد المالكي. ولكن الرجل يعمل لوحده في هذا الظرف العصيب. والجميع يعملون ضده: الاميركان و(التوافق) و(علاوي) وحتى جماعة (الائتلاف).. الله يساعد السيد المالكي!. بعدما انتهى الجواب وغادر المواطن، استقبله من بعيد حامل كاميرا ولاقطة (الشرقية).. (مرحبا) فأجاب المواطن (مرحبا).. الشرقية ترحب بك وتسألك هذا السؤال: ما رأيك بحكومة المالكي؟ فأجاب المواطن: من دون ان يبلع ريقه، لأنه بلعه منذ قليل: - حكومة المالكي-حذف المواطن كلمة (السيد)- حكومة فاشلة. لم تفعل شيئا للمواطنين. وأنا اشعر بالفخر لأنني لم انتخب هذه الحكومة والله العظيم!. وانا لا ادري -يواصل المواطن- لماذا يبقى المالكي في الحكم، مع انّ (التوافق) ضده و(علاوي) ضده. وحتى (جماعته) ضده.. يبدو ان الاميركان يريدونه!.. وفي احد الايام خرج صاحبي لوحده، هو وكاميرته وحقيبته وفي داخلها اللاقطتان معا، واستوقف احدى المواطنات. اخرج لاقطة (العراقية) وسأل المواطنة عن مشاعرها مع مشهد اعدام (صدام). فأجابت المواطنة: - هذا يوم كان ينتظره العراقيون جميعا، لأنه يوم القصاص العادل من طاغية ذبح العراقيين شيعة وسنة واكرادا وتركمان وآشوريين.. ثم ماذا فعل بالعراق؟ لقد ادخل البلد في حربين عبثيتين خاسرتين، وأهدر ثروة العراق في فترة الحصار، ببناء القصور والجسور، ووزع نفط العراق المحاصر على المنافقين العرب والاجانب ويكفيه عارا كوبونات النفط بل هي وحدها كافية لإعدامه، لأنه لا يوجد حاكم في التاريخ يجيع شعبه ويشبع الاخرين، يُفقر شعبه ويُغني الاخرين. قال لي صاحبي انه كان يهم بإخراج لاقطة (الشرقية) لكي يسأل المواطنة نفسها عن مشاعرها وهي تشاهد اعدام (الرئيس الراحل!) غير انه لم يفعل والحمد لله!. |