أمرأة خارج التغطية

المقاله تحت باب  نصوص شعرية
في 
13/10/2007 06:00 AM
GMT



العالم نصفان ..

 

عاقل ومجنون ..

 

للحب والحرب وللجمال وللعقل أضدادها في الحياة .

 

لكن الجنون ونقيضه العقل يرتبطان بخيط رفيع لانراه على الرغم من وجوده

 

وهو ما يجعل حالة التواصل المجنونة موقفا صادقا يظهر على السطح من أعماقنا في اشد

 

لحظات العقل من دون تخطيط لذلك..

 

ففي داخل كل منا مجنون صغير نعلم بوجوده ,نخافه أو نخاف عليه أن يكبر ,وهو الذي يستوطن النفس ,قد يأخذنا الى مغامرة نجاح في أكتشاف الأأشياءالمبهمة ,و ربما

 

يأخذنا الى الفشل أو يجعلنا نتخذ قرارا صائبا في لحظة من الجنون الصغيرة !!

 

لكن هذا الجنون له اشكاله وتنوعاته يسكن في دواخلنا حتى وان لم نعترف ببنوته لأننا العقلاء.

 

لابد لكل واحد منا ان يحافظ على مجنونه في داخله فلايظهره ولا يعرضه لخطر النقراض.

 

وعندما يمر يومنا ونختلي بأنفسنا نناقشه ونعترف بأوامره التي تجتاحنا على حين غرة .

 

أذن علينا التعايش مع الأفكار البديلة بقليل من الجنون وكثير من العقل , هذه هي

 

المعادلة نفصل البعض عن البعض الآخر لكي نقف دائما قريبين من الحقيقة مع انفسنا والآخرين .

 

أعترف ان جنوني قادني الى كتابة مقالتي هذه في لحظتي المجنونة؟!

 

أخذني أليها أحد المجانين العقلاء .

 

تحدث في كل شيء دون ترتيب ,قفزمن حواجز الواقع الى حريات الخيال ,ومن الصمت الى الكلام ,ومن الضحك الى البكاء ,تكلم بلغة البلاغة والمبالغة ,

 

بلاغة بعض المجانين ومبالغة بعض العقلاء .. قال: عجيب أمر هؤلاء الناس أنهم يقولون مسكين هذا المجنون ؟ ثم يضيفون ..ولكنه مرتاح ياليتنا مثل هذا المجنون !

 

أقول انهم يتمنون الذي يعيبونه فينا لكني وغيري من المجانين لم نتمن عقولهم ..

 

نصرخ حينما نريد الصراخ , نصمت حنما يكون الصمت يغني عن الكلام ونضحك في

 

أشد حالات حزننا لنطفيء الألم بداخلنا .

 

على مر العصور والأزمان نقف أعجابا عند قصص مجنونة عن الحب , عن الابداع ,التضحية , البلاغة , والتي لم يعترف بها زمانها لكنها بقيت تلازم حاضرنا بشخوصها.

 

العالم من حولنا نصفان .. عاقل ومجنون ولولا هذا التناصف لكانت الحياة باهته

 

 

ليس لها طعم , ولربما هناك مواقف تتطلب منا ان نكون مجانين من الطراز الأول

 

يحب بعضنا البعض , نتكلم بصوت عال , لا نغمض أعيننا عن الحقيقة والجهر بها ,

 

نسمع الآخرين في لحظة جنون صادقة على اننا نحن العقلاء ..