أسجد بباب علي ايها الذهبُ واخطف الابصارممن سرُوومن غضبُ |
المقاله تحت باب مقالات و حوارات احيانا عندما نريد الكتابة عن شخصية معينة تقف الكلمات عاجزة عن الوصف والمعاني عن التعبير وحتى الكاتب نفسه يقول من انا وما خطري ومن اكون لانظم مجموعة من السطور بحق امير البلاغة علي ابن ابي طالب (ع) هذه الشخصية التي شغلت الدنيا صدى مذ دخلت الحياة والى ان رحلت الى بارئها فولادته كانت معجزة في بيت من بيوت الله وشهادته في بيت من بيوت الله وما بينهما كان كله لله عز وجل يقول شاعر انت العلي الذي فوق العلى اذ رفعا ببطن مكة وسط البيت اذ وضعا ولعلنا نتوافق مع الرأي القائل ان علي ابن ابي طالب(ع) رجل ضاق به عصره بما جمع من الخصال ما لم تتواجد في شخصية نظيرة له اي الكرائم لم تكن في اعناقها دين لامير المؤمنين ام اي وضاءة في الكون الا وكان الامام سلام الله عليه دالا عليها في شخصيته كان معجزا في بلاغته والقاصي والداني يعرف ما هي بلاغته المتمثلة بنهج البلاغة,امازهده فهو الزاهد في كل شيئ وهو القائل اما والله قد رقعت مدرعتي حتى استحييت من راقعها فقال لي قائل الا تنبذها عنك قلت اعزب عني فعند الصباح يحمد القوم السرى ما لعلي ولذة لاتبقى وملك يبلى ,وفي شجاعته تتبارى المواقف ويتبين لك اولها من موقفه في يوم الدار امام صناديد قريش وفي المبيت على فراش النبي (ص) وفي خروجه مع الفواطم الى المدينة وقتله لاشجع العرب عمرو بن ود العامري وهو طفل عمره وليس في عقله وهكذا في بقية المواقف الاخرى الكثيرة التي تزخر بها سيرته (ع) مقياسا مع لقوته التي نمثلت احداها باقتحام مواقع اليهود قرب المدينة المنورة فهو خالع باب خيبر بقوة مسددة من الله عزوجل حتى انبرى احد الشعراء قائلا ومن فوق خندق اليهود مددت كفك البحر جسرا وهوالحامل لسيف محلى بصوت جبرائيل( لاسيف الى ذو الفقار ولافتى الى علي )ما توخى سيفا يخطف به الابصار وانما ملك سيفا اخذ اعناق الكفار ثلاثة وثمانين غزوة كان الامام فيها حليف السيف وهو القائل (لقد نهضت اليها وما بلغت العشرين وهاأنا ذا شرفت على الستين ) المتقي الذي كان يسمع صوته في احشاء السحر وهو القائل (الهي قد انقشع الظلام ولم اقض من خدمتك وطرا ولا من مناجاتك صدرا ) يسجد حتى يقول (لااله الا الله حقا حقا لااله الا الله صدقا صدقا لااله الا الله تعبدا ورقا) تشهد له لياليه الساهرة في طاعة الله بالتقوى وتشهد له افعاله التي ماابتعد فيها عن التقوى ابدا ,حمل الورع من اجل التقوى فما مد يده الى اموال احد, ولا ظلم احدا, حمل الروح الكبيرة التي تتعالى على اعدائه بالعفو والرحمة , وكانت كل منقبة لامير المؤمنين هي منبعثة من ذاته ولانه كان المثل الاسمى حسده الناس ووقفت منه النفوس موقفا وتضافرت عليه الاحقاد والمصالح وهو ما ادى الى استشهاده ومن هنا نقول السلام عليه يوم ولد ويوم استشهد ويوم يبعث حيا , ولعل خير ما نختم به مقالتنا وجدنا من الفائدة اعادة نشر قصيدة خادم اهل البيت الشيخ الدكتور احمد الوائلي المعنونة( الى ابي تراب )والتي فيها الكثير من المضامين العظيمة بحق امير المؤمنين إلى أبي تراب غالى يسارٌ واستخفَّ يمينُ بك يا لكهنك لا يكاد يبين تُجفى وتُعبد والضغائن تغتلي والدهر يقسو تارةً ويلين وتظلّ أنت كما عهدتُك نغمة للآن لم يرقى لها تلحين فرأيت أن أرويك محض رواية للناس لا صور ولا تلوين فلا أنت أروع إذ تكون مجرداً ولقد يضر برائع تثمين ولقد يضيق الشكل عن مضمونه ويضيع داخل شكله المضمون إني أتيتك أجتليك وأبتغي ورداً فعندك للعطاش معين وأغض عن طرفي أمام شوامخ وقع الزمان وأسهن متين وأراك أكبر من حديث خلافة يستامها مروان أو هارون لك بالنفوس إمامةٌ فيهون لو عصفت بك الشورى أو التعيين فدع المعاول تزبئر قساوةً وضراوةً إن البناء متين *** أأبا تراب وللتراب تفاخر إن كان من أمشاجه لك طين والناس من هذا التراب وكلهم في أصله حمأ به مسنون لكن من هذا التراب حوافر ومن التراب حواجب وعيون فإذا استطال بك التراب فعاذرٌ فلأنت من هذا التراب جبين ولئن رجعت إلى التراب فلم تمت فالجذر ليس يموت وهو دفين لكنه ينمو ويفترع الثرى وترف منه براعمٌ وغصون *** بالأمس عدت وأنت أكبر مااحتوى وعيٌ وأضخمُ ما تخال ظنون فسألت ذهني عنك هل هو واهم فيما روى أم أن ذاك يقين وهل الذي ربى أبي ورضعت من أمي بكل تراثها مأمون أم أنه بعد المدى فتضخمت صور وتخدع بالبعيد عيون أم أن ذلك حاجة الدنيا إلى متكامل يهفو له التكوين فطلبت من ذهني يميط ستائراً لعب الغلوُّ بها أو التهوين حتى أنتهى وعيي إليك مجرداً ما قاده الموروث والمخزون فإذا المبالغ في علاك مقصر وإذا المبذر في ثناك ظنين وإذا بك العملاق دونعيانه ما قد روى التاريخ والتدوين وإذا الذي لك بالنفوس من الصدى نزر وإنك بالأشدقمين *** أأبا الحسين وتلك أروع كنيةٍ وكلاكما بالرائعات قمين لك في خيال الدهر أي رؤى لها يروي السَّنا ويترجم النسرين هن السوابق شزبا وبشوطها ما نال منها الوهن والتوهين والشوط مملكة الأصيل وإنما يؤذي الأصائِل أن يسود هجين فسما زمان أنت في أبعاده وعلا مكان أنت فيه مكين *** آلاؤك البيضاء طوقت الدُّنا فلها على ذمم الزمان ديون أفق من الأبكار كل نجومه ما فيه حتى بالتصور عون في الحرب أنت المستحم من الدِّما والسلم أن التين والزيتون والصبح أنت على المنابر نغمة والليل في المحراب أنت أنين تكسوا وأنت قطيفةٌ مرقوعةٌ وتموت من جوع وأنت بطين وترق حتى قيل فيك دعابة وتفح حتى يفزع التنين خلق أقل نعوته وصفاته أن الجلال بمثله مقرون *** ماعدت ألحو في هواك متيماً وصفاتك البيضاء حورٌ عين فبحيث تجتمع الورود فراشة وبحيث ليلى يوجد المجنون وإذا سئلت العاشقين فعندهم فيما رووه مبرر موزون قسماً بسحر رؤاك وهي إلية ما مثلها فيما أخال يمين لو رمت تحرق عاشقيك لما ارعووا ولقد فعلت فما ارعوى المفتون وعذرتهم فلذى محاريب الهوى صرعى ودين مغلق ورهون والعيش دون العشق أو لذع الهوى عيش يليق بمثله التأبين ولقد عشقتك واحتفت بك أضلعي جمراً وتاه بجمره الكانون وفداء جمرك إن نفسي عندها توق إلى لذعاته وسكون *** ورجعت أعذر شانئيك بفعلهم فمتى التقى المذبوح والسكين بدر وأحد والهراس وخيبر والنهروان ومثلها صفين رأس يطيح بها ويندر كاهل ويد تجذ ويجذع العرنين هذا رصيدك بالنفوس فما ترى أيحبك المذبوح والمطعون ومن البداهة والديون ثقيلة في أن يقاضى دائن ومدين حقد إلى حسد وخسة معدن مطرت عليك وكلهن هتون راموا بها أن يدفنوك فهالهم أن عاد سعيهم هو المدفون وتوهموا أن يغرقوك بشتمهم أتخاف من غرق وأنت سفين ستظل تحسبك الكواكب كوكباً ويهز سمع الدهر منك رنين وتعيش من بعد الخلود دلالةً في أن ما تهوى السماءيكون |