المقاله تحت باب أخبار و متابعات في
12/02/2007 06:00 AM GMT
العُقدة والعقيدة .. قصة الشيعة في العراق تأليف / سيف الخياط jiji_iraq@yahoo.com توزيع مكتبة مدبولي/ القاهرة عنوان الكتاب على الانترنيت http://iraq.youregypt.com إهـــــداء إلى زوجتي وأبنتي روز التي ولدت في زمن القتله. إلى رجل الفكر التنويري السيد أياد جمال الدين. إلى الـذيـن يحملـون جثمانـي للخــلاص الأبـدي. إلى قراء هذا الكتاب. الــمــســتــهــل تكثفت الأضواء بشدة على عراق ما بعد التاسع من نيسان2003، أسهم في ذلك الانفتاح الهائل والتطور الكبير في وسائل الاتصال بالجماهير، والرغبة العارمة لمعرفة ما يجري في العراق، وانفتاحه كأكبر سوق للأخبار شهده العالم حتى يومنا الحاضر، وكان من الطبيعي في ظل الخصوصية الشديدة للعراق، والتي لا يكاد يلمس حقيقتها إلا العراقيون، والى حد ما المختصين بالشأن العراقي، أن تلتبس الكثير من الأحداث على المتابع العربي والغربي على حد سواء، مما شكل لغزا، بل ألغازا، استعصت على الحل. ففي حين ينتظر المتابع غير المدرك للطبائع العراقية بكل ما تختزنه من انفعالات واعية وغير واعية أن يجد رد فعل بسيط يفهمه، صدم بحقيقة أن الفيزيائية العراقية غير خاضعة إلا لعدد محدود من القوانين، مما صعب الأمور وعقدها، فبات تحليل الشأن العراقي بعد التاسع من نيسان 2003 ساذجا وسطحيا، وتافها في أحيان كثيرة، ولم يستطع أكثر خبراء التحليل السياسي موهبة أن يصيبوا الهدف في استكناه أو توقع ما سيجري. وقد شكل رد الفعل الشيعي لغزا محيرا للكثيرين، ففي حين كان يتوقع العالم أن يكون الشيعة هم الأكثر ترحيبا بالتغيير وان جاء على يد قوى خارجية، فوجؤوا برد فعل لا يعبر عن شيء محدد، وإنما كان مجموعة من الانفعالات غير المنضبطة والهوسية، ابتدأت بالمشاركة في اكبر عمليات سلب ونهب شهدها العراق المعاصر وان كان تاريخه يزخر بمثيلاتها، مرورا بقتل رجل الدين التنويري المناهض لسلطة حزب البعث السيد عبد المجيد الخوئي، ومن ثم حصار بيوت مراجع الدين، وصولا إلى الموت المجاني في مواكب العزاء وتشكيل الميليشيات لقتال القوات التي حررتهم. لقد صنع الشيعة بعد سقوط النظام الصدامي الذي أذاقهم صنوف العذاب بأشكاله وألوانه كل شيء، إلا أنهم لم يعبروا بطريقة مناسبة عن بهجتهم بسقوط ذلك النظام، لا حبا به، أو بغضا بالاحتلال وإنما لأنهم كانوا يحتفظون بمشاريع أخرى كانت مؤجلة، من بينها صناعة طواغيت جديدة بديلة للطاغوت المخلوع ولكن هذه المرة بتسمية شيعية، وبفكر زعموا انه يعود إلى ألف وأربعمائة عام. هكذا كانت أخبار العراق تترى إلى العالم، وبين خبر وآخر يطفر السؤال، ماذا يجري بالضبط؟. لقد لجأنا ونحن نبحث في قضايا الشيعة المعاصرة، إلى أسلوب في البحث يعتمد على الواقعة المعاصرة لتحليلها ومحاولة الوصول إلى جذورها، وتفكيكها مراعين أهمية الموضوع، وحجمه وتعقيداته، وامتداداته التاريخية، وهي أمور لا يمكن الإحاطة بها بسهولة ضمن مؤلف واحد بسبب ضخامة التراث الشيعي المشفوع بكم هائل من الاعتراض والتفنيد والرفض والنقد والتصحيح من قبل الشيعة أنفسهم أو من قبل غيرهم. ولذا فأن أسلوب البحث قد يكون مبتكرا، بإملاء من ظروف الموضوعة ذاتها، ولقد وقفنا طويلا قبل أن نصل إلى هذه المعالجة، التي استدعت الوقائع كل على حدة لتغوص بعدها في جانب معين من المشكلة التي أحالنا إليها بحث الواقعة، ولم نعتمد في الترتيب على الغايات بل على تراتبية زمنية تقود الى كشف شامل لحقيقة المشكلة، فقدمنا الكتاب كما لو كان مذكرات للشيعة خلال ثلاثة أعوام أبتدأن من 2003 إلي 2006 . وقد وقف التاريخ إلى جانبنا باحثا عن إجابات من خلال الوقائع المعاصرة التي انتقيناها بحرص من بين الكثير، فكان بذلك خير عون لنا لإضاءة مساحات عدة، وقد تكون محاولتنا هي الأخرى عون له لفهم ما جرى، ولان الوقائع التاريخية كثيرة بكثرة مكذبيها ومصدقيها ارتأينا في بحثنا اعتماد القليل المتفق على صحته بين الفرقاء، أو ذلك الذي لم يجر جدل كبير بشأنه. في الفصل الأول واجهتنا قضية ردة الفعل الأولى للشيعة على سقوط النظام الصدامي، وكانت كارثية تمثلت بمقتل السيد عبد المجيد الخوئي، وحصار المرجعيات، وعمليات الفرهود، وطرحنا السؤال هل فقد الشيعة البوصلة، وهل كانت لديهم بالأساس بوصلة؟. أما في الفصل الثاني فقد تناولنا قضية الدعوة إلى التقارب بين الطوائف العراقية السنية والشيعية، بعد أن شهد العراق أداء صلوات مشتركة بين الطائفتين، فيما لم تكن قد ظهرت مؤشرات بعد على إمكانية حدوث حرب أهلية، وهو الموضوع الذي استدعى بحث العلاقة التاريخية بين سنة العراق وشيعته والتجارب المماثلة في الصلوات المشتركة. وأحالنا الفصل الثالث إلى مسألتي العقيدة الشيعية وخطابها وقد شكلا ملمحين مهمين من ملامح قضية التشيع في العراق، وكان المدخل إلى الموضوع ما شهده العراق من تشييع مليوني للخطيب الشيعي البارز احمد الوائلي، وفيه تم استدعاء جانب من الطروحات الفكرية للتشيع الأصولي . وشهدت الأشهر الأولى بعد التغيير ظهور مكثف للمرجعية الشيعية التي لفتت الانتباه أليها كقائدة نوعية للرأي العام الشيعي، وتمثلت بالسلطة والمهابة التي أبداها وجود السيد السيستاني خاصة، وما تمخض عن ذلك من رد فعل مقابل لدى سنة العراق حيث انبثاق الضد النوعي الذي تمثل بهيئة علماء المسلمين، وهو مضمون الفصل الرابع. وحمل الكتاب اسم الفصل الخامس الذي تضمن مبحثا فكريا عن محركات الشيعة الداخلية وحاولنا التقاط العقد التي تتحكم بالذهنية الشيعية، سواء تلك المرتبطة بالتراث الفكري، أو تاريخ الشيعة من خلال دراسة دوغما التشيع. وفي فترة لاحقة شهد العراق انبثاق ما سمي بجيش المهدي الذي كان ضدا نوعيا هو الأخر ولكن للحوزة التي يمثلها السيستاني، فأحالنا الموضوع إلى بحث موضوع الحوزة الساكتة أو الناطقة والانشقاقات الشيعية والصراعات داخل الحوزة. وقبل الدخول إلى قضية المشاركــة الشيعية فـي اللعبة السياسية استدعينا التاريـخ القريب لدراسة حال الشيعة بين إحتلالين، البريطاني قبل أكثر من ثمانين عاما، والاميركي - البريطاني اليوم، ووجدنا من الدروس الكثير مما لو اعتمده الشيعة لتغيرت كل الخرائط، وذلك ما تضمنهما الفصلان السابع والثامن. وألقت أحداث مدينة سامراء وضرب القبتين بظلالها الكثيفة، وعدنا لبحث موضوع العلاقة السنية الشيعية بعد أن تطورت الأوضاع ووصلت إلى حتميتها بظهور من يقتل بدوافع طائفية بحتة في الفصل التاسع. ومن دون أن ننسى علاقات الشيعة الداخلية والخارجية أفردنا فصلين، العاشر الذي اهتم بالعلاقة الشيعية الكردية، من خلال الدخول إليها بقضية المشكلة بين حزب الفضيلة والاتحاد الوطني الكردستاني، والحادي عشر والذي تناولنا فيه قضية الظهير الشيعي المتمثل بالأخت العدوة إيران. وكان لنا رأينا في مستقبل الشيعة في الفصل الأخير من خلال رسالة نرجو أن تصل إلى من يعنيهم الأمر.
|