فطوركم على بلاك ووتر

المقاله تحت باب  في السياسة
في 
25/09/2007 06:00 AM
GMT



لمناسبة عيشنا الجميل على اعتاب ومتون الثلث الاول من العشرة الثانية من ايام وليالي شهر رمضان الجميل ، اعلن انا عبد الله الشاطر وقفا تاما وشاملا لأطلاق قذائف الكلام المبين التي درجت على امطارها فوق سكنة المنطقة الخضراء ومقترباتها وايضا ما اقترب من او اتصل بمسألة الاحتلال الامريكي الهمجي لبلدي الضائع العراق جمجمة الناس وعاصمهم وعصمتهم من كل مكروه وجوع وعليه سابلع - واتمنى عليكم احبتي ان تبلعوا مثلي - المخزاة التي اقترفتها ثلة من الشواذ وابناء الشوارع ومواليد الملاجىء والقتلة بالايجار من مقذوفات دكان " بلاك ووتر " وهذه شركة متعددة الجنسيات وعابرة للقارات ترتفع وتنخفض بورصة اسهمها وفقا لعدد اضحياتها من المساكين والفقراء واخيرهم زفة قامت على عشرين جثة طاهرة سورت ساحة النسور بكرخ بغداد العباسية . اعدكم بأنني لن اضحك على الحكومة وصاحب الشرطة اذ اعلنت مستعجلة غير خبيرة عن الغاء العقد الامني مع حثالة بلاك ووتر وقبل انفضاض ليل الواقعة الرابع قال العم القاسي وغير العادل سام ابن سامة ان شباب الشركة قد عادوا الى شغلتهم في شوارع بغداد وان بوش الأبن قد اراد بعدها تحقيقا وكشفا شفافا وسلسا لما وقع وان عشرين اضحية مضافة لن تفسد للمحبة ضلعا وأن السهو والخطأ مرجوع للطرفين المتعاقدين والرزق على الله .

سأعرج اليوم على برنامج تلفزيوني شعبي استضافني في مفتتح رمضاني رحيم حمل مسمى " فطوركم علينه " ونجمته اللؤلؤ شيماء عماد او اوبرا العراق وهي تسمية دالة خلعتها عليها جريدة انكليزية مشهورة تيمنا بأوبرا امريكا وزنبقتها السوداء مع احتفاظ شيماء بدمعتها العراقية المعلنة واوبرا بدمعتها الامريكانية المضمرة .

فكرة البرنامج حلوة وآدمية وجوهرها يريد شتل بسمة مفتقدة على افواه من قوة فقرها وعوزها وقهرها كادت تصيح . للبرنامج طباخان ماهران واحد اسمه عمر والثاني اسمه علي في اصبعية اريحية تشير الى الوئام والانسجام والاندغام والمصالحة التي ربما ولدت تاليا حكومة تكنوقراط وتكنوقراطات جميلات وقويات .

لعلي وعمر معضلة ومعمعة فبينا هما يجاهدان ويعرقان ويكدان من اجل رص الصف ، فأن البرنامج يريد منهما ان يطبخا مما تيسر من اكلات وولائم افرنجية حتى خرجت من بين ايديهما سلة مطبوخات مكسيكية وصينية وفرنسية وامريكية وطليانية واسبانية وانولدت كلمات غريبة من مثل الفيلييه والمايونيز والستيك والسكالوب والكنتاكي بمواجهة التشريب والباميا والدولمة والباجة والمسكوف والباقلاء بالدهن وحتى لا تصير فتنة وكي لا تحس الرعية بالوحشة والاغتراب فأن الزلاطة البلدية قد حافظت على جوهرها مسندة ظهرها على حائط الثنائية الشهيرة الطيبة خيار – طماطة !!

دارت اضواء وكاميرات ونفحات البرنامج هذه السنة على مشهد السبي العراقي في الشتات الذي منه مليون شارد في عمان ومليون شاردة في دمشق بعد ان عز دوران الرحمة والفرح في ازقة وشوارع وحارات بغداد المحتلة واخياتها السليبات حتى كادت " زومات " علاء صالح تنغسل بدمع الغربة وكدمات سن اليأس ودعاء امهات الهجيج .

في واحدة من اوائل الحلقات ، حل على مرأى البرنامج كائن مدهش بديع اسمه حسون السماك شغلته السحر والاسحار وسنده خفة اليد والأيهام جلسنا اليه ناظرين ناطرين منصتين مذهولين اذ دس في قبعة مهجورة وصلة كلينكس بيضاء وقرأ فوقها متوالية حنفوش محموش مريوش مشلوش منكوش ثم قلب القبعة على بطانتها فخرج منها ارنب ابيض يسعى ولما شاف حسون السماك دهشتنا وحيرتنا وصفرة وجوهنا وطقطقات حناجرنا قال لا تتعجبوا فبمقدوري لو توفرت الدكة ان اخفي لواء دبابات في كارتونة وبمستطاعي ان ازرع باكيت كلينكس تحت سلة واذ ارفع السلة بعد تميمة ، ستخرج من تحتها حكومة تكنوقراط غداؤها " محروق اصبعه " وعشاؤها بوس اليد وجها وقفا ووزير زراعتها ينام ويصحو تحت لافتة " وتريد مني التفاح ومنين اجيب التفاح " لصاحبها الدكتور المدهش البديع فاضل عواد !!