حواء العراقية |
المقاله تحت باب مقالات و حوارات هناك من يلوم لحد اليوم، أمّنا (حواء) لارتكابها هفوة الاصغاء الى كلام (ابليس) فتسببت في طرد ابينا (آدم) من الجنة، وبالتالي طردنا نحن البشر -ذكوراً وإناثاً- من نعيم الفردوس الالهي ويبدو ان احداً -من الذكور تحديداً- لن يغفر لأمه الاولى هفوتها تلك. بل استمر ابناء آدم من الذكور بالانتقاص من كلّ النساء، بسبب تلك الهفوة القديمة جداً التي غفرها الله سبحانه ولم يغفرها الرجال لنسائهم لحد اليوم! على الرغم من ان تاريخ الاديان وتاريخ البشرية قد عوّض تلك الهفوة بالكثير من النساء العظيمات من امثال (مريم) و(فاطمة).. وصولاً الى نساء مميزات من امثال (جان دارك) و(مدام كوري) و(الام تيريزا) و(انديرا غاندي)... وعلى الرغم من هذا ظلّ (الذكر)- ولمجرد انه ذكر (حتى وان كان لا يساوي فلسين!) ينتقص من المرأة (حتى وان كانت تعادل وزنه ذهباً!)، فحتى في الدول المتقدمة، وحتى بعد لائحة حقوق الانسان التي لم تفرّق بين البشر بسبب الجنس واللون.. فلقد ظلت المرأة تعاني من التمييز والانتقاص. ويذكر تاريخ الديانات القديمة ومنها ديانة وادي الرافدين، انها كانت تعطي السيادة للمرأة -الأم، وتسجل انساب الرجل لأمهاتهم وليس لآبائهم، حتى حدث الانقلاب (الذكوري) الذي اعطى السيادة للآلهة الذكور العاطلين! (وهو انقلاب اعلنت المخابرات الاميركية عدم مسؤوليتها عنه!) فعادت السيادة للفحول الذكور حتى يومنا هذا. حتى صرنا ننظر من زاوية (الذكر) في كل شيء ولا ننظر من زاوية الانثى ابداً. فنحن نرى المرأة مصدر الإغراء والإغواء ومصدر الشرور كلها، في حين ان الرجال في كل العالم هم مصدر الاغراء والاغواء وهم الذين يوقعون النساء في حبائلهم الكثيرة وليس العكس. فالرجال هم الملوك والرؤساء والقادة والضباط والاغنياء واصحاب الاراضي واليخوت ورجال الاعمال والمصانع وهم المشاهير والنجوم والنساء مجرد عاملات او سكرتيرات (جميلات) عندهم. فمن يغري الاخر؟. والمفارقة هي اننا لا نسمح مثلا حتى لطفلة في سن الرضاع بأن تظهر امام اشقائها ولو للحظات مكشوفة الصدر والبطن والساقين في لحظة تجفيفها بعد الحمّام. لكننا نسمح للطفل الذكر بأن يركض عارياً كلياً في البيت او خارج البيت، ونحن نضحك له!. وفي مجتمعاتنا العربية والاسلامية يتفرج الآباء والامهات مع ابنائهم وبناتهم -في التلفزيون- على افلام المصارعة والملاكمة ورفع الاثقال على رجال ضخام مكشوفي الصدور والبطون والسيقان.. ولا نفكر في انهم قد يستفزون مراهقة فتياتنا -ان كانوا يفعلون- لأننا نرصد الانثى فقط ولا نرصد الذكر. وهي معادلة غير عادلة. ومصدر الشرور طوال التاريخ هم الرجال وليس النساء، فمنذ (قابيل) و(نيرون) الى (نابليون) و(هتلر).. وصولا الى الحكام العرب الاشرار. فان المرأة بريئة من كل الشرور. لأنه حتى المرأة التي تشارك في حروب الرجال فهي تشارك بصفة ممرضة لا تقتل انما تشفي الجراح!. واذا كان موضوعنا مكرساً لحواء العراق فهي الاكثر مظلومية بين نساء الارض طوال اربعين عاماً، فهي أم الشهيد وأخت الشهيد وأرملته او ابنته.. وهي مازالت تحمل على كتفيها قناني الغاز و(جلكانات) الماء. والاكثر مظلومية هن فتياتنا الخريجات الحلوات اللواتي فقدن فرص الزواج من اكفائهن الخريجين الحلوين المثقفين، لأنهم اما عاطلون او ان رواتبهم لا تسمح بشراء بدلة عرس لهن. فاضطر اغلبهن الى الزواج -من اجل الستر فقط! -من اغنياء مرحلة (صدام) من اللصوص والمقاولين الاميين وضباط الامن و(الجهاز)!.. ولحد اليوم فأنت ترى العراقية الحلوة المتعلمة وهي تسير مضطرة مع (خطيبها) او (زوجها)-الذي لا يستحقها- حتى ليذكرك منظرها بمسلسل (الحسناء والوحش!) ولا حول ولا قوة الا بالله!. |