رسالة مفتوحة إلى الدكتور علاوي ( 2 ) |
المقاله تحت باب في السياسة مشروع في مهب الريح
دعني اصارحك، اخي ابا حمزة، ان جزءا كبيرا من ثمن خسرانك للسلطة، ثم الانتخابات، دفعناها نحن، ابناء الجسم الثقافي الليبرالي المدني، وجميع المتشبثين بخيار الاعتدال والفصل بين الدين والسياسة والحاق الهزيمة بقوى البربرية الارهابية، على الرغم انك لا تحتفظ بعلاقة ودية مع هذا الطيف العراقي الواسع، بل وبينك وبينه ريبة قد تكون متبادلة.. في هذا مفارقة الاشياء، وخيط المرارة.
وقد ننكأ الجراح حين نفتح ملف مواقفك السلبية من محنة الادباء العراقيين، إذ اغار عليهم، وعلى اتحادهم النهاشون، من كل جانب، وطاردهم، بخسة، فرسان الثقافة الرسمية لدى دول الجامعة العربية، وحاصرتهم قفازات حكومة الدكتور الجعفري واهدرت دماءهم فضلات الارهاب والمليشيات المنفلتة، ولولا لفتة الرئيس جلال الطالباني الاخيرة لألقي بكراسي وطاولات الاتحاد المتداعية الى الشارع.. وانت، كأنك لا تعلم بما حل ويحل بهذه الجمهرة التي تبدع وطنا نقيا ونزيها ولا طائفيا هو الوطن الذي تتبنى الدعوة اليه، وقد اخبرني صديق من الاتحاد انهم حاولوا عبثا تحريك نخوتك يوم كنت في السلطة، ثم حين كنت خارجها، فلم تستجب مع انك احوج ما تكون الى هذه الجمهرة، حاكما او معارضا.. انك، باختصار، لم تفعل سوى انك زدت في حيرتنا حيرة.
ثم، ان سياسيا مثلك لا بد ان يكون شديد الاعتزاز بهذه الكوكبة اللامعة من السياسيين الذين سموا فوق الانانية الفئوية وغبار الطائفية وقبلوا زعامتك عن طيب خاطر، الباجه جي. حاجم الحسني. غازي الياور. حميد موسى. مهدي الحافظ. وائل عبداللطيف. خير الله البصري. صفية السهيل. حسين الشعلان، عزت الشابندر وآخرون، لكنك، للاسف، خسرتهم، وغيرهم الكثير، واحدا بعد الاخر، فلا يصح انهم جميعا كانوا على خطأ في الشكوى من انك كنت تنفرد في اتخاذ المواقف، وتصر على تمشية الرأي الذي تعتقد، في مرحلة شديدة التعقيد والتضارب والتنوع والتداخل وجوب مزيد من التشاور والتأني والاقناع واستمزاج الاراء.
وهكذا ضاعت تجربة طيبة، كنت على رأسها، وكانت ستسجل دالة رائدة في شراكة العمل السياسي في العراق الجديد، وتقلب، بشئ من الحكمة والصمود، الكثير من الاقدار السياسية ومعادلات الامر الواقع. بالضبط حين كانت الحاجة ماسة وضرورية الى اختبار صبرك في ادارة الرأي والاختلاف وبناء المواقف على اساس الشراكة.
لقد كانت مشيئاتك السياسية الاخيرة موضع تساؤل وحيرة في صفوفنا، نحن انصارك، او هكذا يفترض، اشير الى الاستقواء على استطرادات الحكم القائم بادوات خارجية مطعون بسلامة نياتها إزاء التغيير في العراق، وبالاستطراد في التعريض بمعسكر حاكم(الائتلاف) تتهمه بالطائفية واعتماد المحاصصة قدما نحو التحالف مع معسكر معارض (التوافق) متهم هو الاخر بالطائفية، ومتمسك، بل ومقاتل لتكريس المحاصصة، ثم، واخيرا، بالاتصال مع فلول حزب البعث، وكان هذا بمثابة رصاصة الرحمة على مشروع الليبرالية اللاطائفية المنشود، وعلى تجمعٍ علقنا على صدره أهلّة المستقبل، حين اختزلت القضية كلها كما لو انها صراعا على الكرسي.
من جانبي، لا اناهض، من حيث المبدأ، فكرة الحوار مع اعضاء الحزب الحاكم السابقين، وحتى مع حملة السلاح منهم، لكن ليس قبل ان يراجعوا، علنا، وبالصوت والصورة، ما ارتكبه حزبهم بحق العراق، وبحقنا، نحن الضحايا إذ لا تزال آثار سياطهم على جلودنا.
وساعود الى هذا الموضوع باستفاضة الحريص على مقامك ومكانتك.
ـــــــــــــــــــــــــ
.. وكلام مفيد
ـــــــــــــــــــ
“الدنيا قنطرة فاعبروها”.
السيد المسيح
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
|