العراق بين شد الإتلاف ( المالكي ) وجذب العراقية ( علاوي ) !! والحلقة المكررة |
المقاله تحت باب في السياسة لا يخفى على المتتبع أن الذي يطلع بقيادة البلد له برنامجه السياسي والاقتصادي والاجتماعي الذي يبغي تحقيقه وينتخب أدوات فعله التي بواسطتها يحقق ما يطمح إليه ولذا نرى أن كل من انتخب لهذا المنصب المهم والخطير ( منصبرئاسة الوزراء ) يشدد دائما وفي كل المناسبات على برنامجه السياسي ويسوقه للجماهير المتطلعة إلى عراق مشرق بأنه الأمثل والأكمل لكل معاناة العراقيين وبلسما شافيا لجروحهم العميقة التي نضحت ولا زالت تنضح دما وقيحا . لا أنكر إن الفترة العصيبة والدامية التي تسلم بها السيد المالكي ( قائمة الإتلاف ) مقاليد الهرم في بغداد حيث تعد حقبة مليئة بالمتناقضات والإرهاب والفوضى والبطالة وغياب القانون بنسبة كبيرة وانتشار المجرمين وسفاكي الدماء وكل الشراذم والأشرار والسراق واللصوصالذين اتخذوا هذه الفترة مثالية لتنفيذ أعمالهم الإرهابية والدنيوية والسادية والوصولية .. ومن جهة أخرى غياب الضمير والشرائع السماوية والضوابط الأخلاقية . إلا أن الأستاذ المالكي استطاع بحنكة ومسؤولية أن يرتب البيت العراقي ولو بقدر ما ( كالمصالحة الوطنية و استمالة العشائر العراقية وجرجرة بعض الرموز السياسية والعسكرية والامنية ودخل بقدر معين العائلة العراقية ) ألا أن الوسط الذي يدور حول السيد المالكي لم ترتفع به الإحداث إلى ما يحدث على الأرض فترى جل هذا الوسط بوادي والإحداث بواد أخر فهو لا يعير اهتماما بالذي يحدث بل همه الاستفادة القصوى من مرور الزمن وتكديس المال, والصعود على الاكتاف وتحقيق مصالحأنية والظهور المتكرر على شاشات التلفزة والهروب المستمر إلى خارج القطر وتضيع الوقت وبناء الفلل وامتلاك البيوت الفاخرة استعدادا للخروج المعلوم وترك العراق على ماهو عليه لقمة صائغة للمجرمين والإرهابيين ( اللهم ليس الكل هم هكذا أو بهذه الشاكلة ) . وأمام هذه الصورة وبإدارة بسيطة للخاطر لا نرى أمامنا ألا شعب متوجع , وأم حيرى , وطفلة ذابلة , وشيخ يبكي ولده , وثكلى تنحب زوجها , ومثقف يشيع كتابه , وفنان يبكي لوحته , وصحفي يندب صحيفته , وعسكري يسترجع بطولاته , ومتقاعد يستجدي زمنه , وفلاح يبصر أرضه , وشاب يلعن دهره , وعامل يسترجع مطرقته , وتلميذ يفقد قلمه , وسياسي يبخس حقه , وعاطل يتوسد رصيفه , وعموما شعب يلعن حظه و يسجع يومه , انه يتوجع ويتوسد القدر ويلتحف السماء ويفترش الأرض ! عل القدر يسعفه وينقذه مما هو عليه ويحل عليه ذالك المصلح لكي يخلصه من الذي فيه ويضع حدا لمأساته المتكررة عبر الأزمنة والأنظمة المتعاقبة !! . لقد ضقنا حلاوة ومرارة القائمة العراقية بشخص الدكتور إياد علاوي .. الذي جاء بعد مغادرة بريمر وظهور الاستقلال العراقي والسيادة الوطنية التي رافقها الكثير من الأخطاء والمشوهات لكنه استطاع بفرادة أن يوقف دولة العراق على قدميها وان كان وقوفا هشا كهشاشة الرمل ! لكن نخبته التي اختارها دأبت على الفساد والإفساد وغلبت عليهم الغلوائية وسرق المال العام والضيق العشائري وظهور الاستبدادية والحزبية التي عانى منها العراق طويلا فحكومة السيد علاوي هي ليست الأوفر حظا من الأخيرة وكلاهما يختزن نماذج أساءت للقائمتين وأثقلتهما بالإساءة والتشهير والحط من مقاميهما وتحملتا الوزر الكبير من التهم والشكوك والظنون من خلال أولئك النفر الذي أصبح سبه وعالة على القائمتين عوض أن يكونا عونا لهما . من خلال الصورتين المارتين يتضح لنا أن الخاسر الأول والأخير من كل ذلك هو نحن الشعب الذي اجتاحت ديارنا الطائفية المقيتة , والإرهاب الشاذ , وترك الديار , ومفارقة الصديق والجار , وخسرنا المال والتاريخ والضياع ..!! فنحن لسنا على استعداد لتقبل مظاهر معادة مرة أخرى لأننا سئمنا وسقمناتلك الوجود وتلك العناوين والأسماء والشعارات الرنانة والأيدلوجيات المتنوعة , والوعود الخادعة , ولا عوده لها مرة أخرى والكيس لم تستهويه شعارات ظهر بطلانها وان الواعي والمثقف لم يلدغ من جحر مرتين . وفي حالة عودتها هل من جديد ؟ ؟ ... أم ذات المعاول التي رفعت بوجه السيد المالكي وحكومته وتكرار ذلك مرة أخرى وأستمراريته إلى ما لا نهاية .. بعبارة أدق إن شعارات ومسوغات السيد الدكتور علاوي والآخرين التي تريد إسقاط السيد المالكي وحكومته هي ذاتها التي يرفعها المالكي ( الإتلاف ) لإسقاط علاوي ( العراقية ) وهكذا تستمر اللعبة إلى ما لا نهاية له ( البيضة من الدجاجة أم الدجاجة من البيضة ) وفي خضم هذا الصراع الذي اقر دستوريا وديمقراطيا ألا أن نحن ( الشعب العراقي ) المتضرر الحقيقي مما يحدث ونبتعد كثيرا عن البناء والأعمار والثقافة والخطو بثبات نحو برامج علمية ثابتة ومدروسة لا خراج العراق من محنته التاريخية الكارثية والتي نتوخى تظافر الجهود الوطنية والأخلاقية والدينية والإنسانية من اجل الأخذ بيد هذا الشعب المسكين نحو الأمن والاستقرار والطمأنينة ليلحق بشعوب المنطقة والعالم وكفانا تجريحا وسبابا وشتما وإظهار العيوب واختيار الوطنية والعراق معيارا للانتماء الوطني والعراقي وكفانا متاجرات ومزايدات وخيرنا من ملىء سلته بالغلة الوطنية .. وعكس ذلك يكون للشعب العراقي قول أخر وانتظروا طوفان أخر يأتي بالغث والسمين ولا يرحم احد منا . وسؤالي ألان لا بناء العراق ولجميع رؤوس الهرم السياسي .....؟
لمصلحة من هذا الطوفان الهائل من المشاكل ؟ لمصلحة من هذا التشظي ؟ لمصلحة من هذا التناقض ؟ لمصلحة من هذا التناحر ؟ لمصلحة من هذا التسويف والمماطلة ؟ لمصلحة من هذا التخطيط والتدبير ؟ لمصلحة من هذا التقاتل والابادة ؟ لمصلحة من هذا الاتكاء والاحتضان ؟ لمصلحة من هذا التزويق والتزيغ والتزييف ؟ لمصلحة من هذا التعظيم والتصغير ؟ |