حول محاكمة الفريق سلطان هاشم - من جيسوب الى بتريوس !! - و من اوسيولا الى سلطان !!

المقاله تحت باب  في السياسة
في 
11/09/2007 06:00 AM
GMT



قبل البدء بالحديث لا بد من توضيح العنوان , اكتفيت بالمحاكمة دون الحكم لأنها إن كانت باطلة , و هي باطلة طبعا , فلا يبقى مبرر لمناقشة الحكم الصادر عنها فسلطان بكل المعايير أسير حرب و محاكمته و الحكم عليه عملية اغتيال بامتياز, خصوصا اذا علمنا فحوى الرسالة التي وجهها الجنرال بتريوس قائد العدوان الذي سلم سلطان نفسه اليه بناء على تعهده؛ و جيسوب هو الجنرال ت . س . جيسوب T.S. Jesup من قادة جيش الولايات المتحدة في القرن الثامن عشر ؛ أما أوسيولا Osceola فهو من قادة قبيلة السيمينولي التي كانت تملك الأرض التي اعتدى عليها الأوربيون في اميركا الشمالية و استمروا في حملة التطهير التي يحسنونها , و لم تكن الولايات المتحدة قد ابتكرت تعبير الأرهاب بعد , و إن كانت تمارسه بمنتهى الكفاءة و السعة بحيث قضى مؤسسوها على حضارة سكان البلاد الأصليين و على وجودهم في أبشع حرب إبادة شهدها تاريخ البشرية. و استمر تاريخها يزخر بسلسلة طويلة من عمليات الغدر و الخديعة و الوعود الكاذبة و المعاهدات التي ترمى في المهملات.

فعندما عقد زعيم السيمينولي الشاب أوسيولا أخيرا مؤتمرا تحت علم الهدنة , و كان مطلوبا القبض عليه لاستمراره في الدفاع عن اراضي قبيلته و وجودها, أرسل الجنرال جيسوب أحد الضباط الى المكان المعين على بعد 12 كم. من سانت أوغستين . رتب هذا تطويق المكان بقوة كافية بينما كان المؤتمر منعقدا , و قامت القوة عند إعطائها الإشارة بإلقاء القبض على أوسيولا و أتباعه . استعمل الجنرال جيسوب هذه الوسيلة عدة مرات ضد السيمينولي – كانت في مرة منها مع مساعدة غير مقصودة من وفد سلام حسن النية من التشيروكي ( من قبائل سكان اميركا الأصليين )– و كتب زعيم التشيروكي جون روس , و قد صدمته العملية , الى وزير الحرب : " إنني هنا أحتج بكل أسى على هذا الخرق الذي ليس له سابقة لأكثر القواعد قدسية . . . التي تنص على التعامل بكل الإحترام المناسب مع الذين يتقدمون تحت علم الهدنة ." و توفي أوسيولا في سجن عسكري بعد اعتقاله بثلاثة أشهر , و لكن الحرب استمرت .

ما أشبه غدر بتريوس بغدر صنوه جيسوب , و سيلحق هذا الغدر بسلسلة اعمال الغدر التي بنيت عليها الولايات المتحدة طيلة تاريخها الملطخ , و الناس تموت طال بها العمر او قصر, أبطالا كانوا او جبناء , لكن العار يبقى يلاحق خونة الشرف و خونة الضمير .

David Petraeus, SHAME ON YOU !!!

SHAME ON U.S. MILITARY HONOUR, ( If there is anything like that! )