ذروني أرص الملح بالجرح |
المقاله تحت باب مقالات و حوارات يا ضيعة المرآة حين أصبحت معروضة في سوق عميان ...!! كثير تعدادهم أولائك الذين يغطيهم الركام وهم يمتلكون إرثا ضخما وإمكانيات هائلة من الفهم العامر والاقتدار الملفت للنظر ويتسلحون بالأسلوب الشيق الجذاب وبالأفكار النيرة المتجددة .. حقا بؤساء أولائك الذين أوصدت بوجوههم الأبواب والشبابيك لأنهم لا يمتلكون جواز سفر للحق والحقيقة . وليس عندهم جوقة من الطبالين وزبانية يعاضدونهم ويساندوهم في مسارهم الطويل. وما أتعس الإنسان المتوقد , الإنسان الملتصق بالصدق , الإنسان الذي يغير ويثور ولكنه يفترش بساط الضياع المقصود . فهذا الإنسان المحاصر من قبل الحاقدين والحاسدين والمغرضين والمصفقين والانتهازيين و الجهلاء .. كيف يشق طريقه في غابة من لهب .. !! هذا الإنسان الذي ضاع في صحارى الإهمال والنسيان لأنه لا يجيد النفاق الرخيص ولا يحمل المباخر في مواكب أصحاب القرار هذا الإنسان الحقيقي الذي ينام على وسائد الألم والمرارة لان ليس هناك من يفتح له البوابة ولن يضي له شمعة فانه مهجور في كهف النسيان والضياع لا لشي إلا لأنه يجاهر بأفكاره الكاشفة وبأراءه الجريئة وبأطروحاته الثائرة في زمن لا مكان فيه لرواد الكشف والمكاشفة . فطوبى لمن يضي مصباحا في قبو ونفق مظلم وطويل ولن يحصد سوى الندامة والمرارة والبؤس والفقر والإملاق والأعداء والجوع والحرمان والكبت والنزف فهذا الإنسان المجروح الكبد والقلب عاش مقتبل عمره في الحسرات والآهات والأنات في وطنه الجريح الذي كان يئن ويتحمل الفواجع ويكابد المنغصات ويئن تحت سياط أجور وأتعس طاغية لا نظير له في التاريخ هو المجرم المتمرغ في مستنقع الأجرام والانتقام . اجل أن ذلك الإنسان الذي اكتوى بجحيم الضغط والمحاصرة من أسوء نظام وأتعس أزلام وأقزام .. ما كان منه ألا آن يفر بجسده المتعب المثقل بالجراحات وعقيدته ومبادئه إلى بلد الغربة ليكمل مشوار العطاء فالإنسان قد يكون بهروبه أشجع وانفع ممن يضل في وطنه تمزقه أنياب ومخالب القهر والإبادة والاستبداد .. اجل آن ذلك الإنسان البأس المعذب ضل يعاني ويقاسي الجوع والتشرد والحرمان والخوف والاضطراب ما يقارب ربع قرن في بلد لا يعرف فيه قريبا ولا صديقا أنما يعرف قيمة نفسه ومعانات شعبه وكان يقلقه ويرهقه الواقع المتفجر المتطور والمكبل والمقيد بأغلال الموت الزوئام والحصار والانتقام ..أفيلام هارب من حتفه ... ؟؟ أيلام من يبتغي مواصلة الكفاح والنضال من اجل أن يرى وطنه الحبيب في يوم ما يزهو في الحرية والديمقراطية والسلام...؟؟ فهذا الشاب الإنسان الملثم بالكبرياء والمتجذر بحب الوطن المهان من جلاديه .... فالهروب إلى الضفاف الأخرى من اجل زرع شتلات المستقبل لا بد أن يكحل عينيه برؤية وطنه الجديد الذي يرفل بحلل الزهور والنهوض . وشاءت الاقتدار آن تنجلي الغمة عن الأمة فالظلم لا يدوم ولابد للظالمين أن يستقروا في وحل الخسة وتركلهم إقدام المناضلين الأحرار والمكافحين الإشراف وأولاد الشهداء وغيرهم ممن شربوا من ضرع ظلمه وباسه وطغيانه فلا بد لليل أن ينجلي ولابد للقيد آن ينكسر . وأخيرا قد سقط الصنم وبقي ذلك الشاب الإنسان متمسكا بعروة التضحية والإيثار وتحمل أكثر من المتصور من المضايقات والمعانات والمأساة والجوع والحرمان ولكن رايته لم تسقط في بيداء الهزيمة والتملق والمحاباة فضل يقارع ويقاوم بالقلم بالكلمة المقاتلة بالفكر الثاقب بالشجاعة التي لا تعرف معنا للانخذال ومقتنع تماما بان لابد من الليل من أخر ولابد للفجر أن يشرق بنوره وبهائه فأين فرعون وأين هامان وأين يزيد والحجاج والمتوكل أين طغاة الأرض إنهم أمسوا تحت وطأة نعال الشعوب فهذا هو حكم الواقع والتوقع وهذه هي نهاية كل طاغ تجبر فالكفر قد يدوم ولكن الظلم لا لن يدوم اجل أن هذا الإنسان مشبع بالقيم الروحية والتاريخ الجهادي النظيف وقد رفد إسلامه وعراقه بأكثر من شهيد قدمهم قرابين لمسيرة الحركة الإسلامية وكذلك ما زالت أثار سياط البعث على كتفيه حيث أصبحت بصمة نضالية لا غبار عليها وبالرغم من كل ما تقدم من جراحات وشجون وسجون وإيثار ومحرومية وجوع وغربة وحرمان وفقر وفاقة وإملاق نراه يحمل نفسا مترعة بالإيمان والإصرار فاستمر يزغرد للمستقبل المشرق وعاد هذا الإنسان الى وطنه مع تباشير التغير يحمل بين جوانحه الآمال السرمدية والأحلام الوردية وهو يرى عراقا بلا صدام عراقا يسبح تحت شلالات الديمقراطية والحرية والسلام . ولكن الفرحة لن تدوم إذ أن العقارب والثعالب والكلاب السائبة أخذت تتحرك بكل حقد وضراوة وكشرت عن أنيابها وأخذت تبث سمومها وأراجيفها وتثير عواصف عاتية كي تطفي هذا الضوء البهي ولكي تعيد العجلة إلى الوراء فحدث الذي حدث وما يزال يتفاقم ويتصاعد ويتزايد الدمار والتدمير والإرهاب والترهيب فكل شي في هذا البلد المنكود اخذ يتهدم ويتلاشى تحت معاول الحاقدين المسعورين والأعداء المقيتين والانتهازيين النفعين الذين يفكرون بتخمة بطونهم وجيوبهم على حساب هذا الشعب المقهور الذي ضل طيلة التمرحل التاريخي يتوسد ذراع الفواجع والتعاسة والشقاء والتصفيات والحرمان . ومن المؤلم حقا أن يحس ذلك الإنسان المشرد بان الوطن يكابد معاناة تفت الضلوع وتقرح العيون وتدمي القلوب وتمزق الأوصال من الأشرار الذين يريدون لهذا الوطن أن يضل أسير رغباتهم وأهوائهم ويبقى تحت كوابيسهم المظلمة متجاهلين حقيقة سافرة وساطعة بأنه كلما يزداد القتل والدمار والتدمير يزداد الشعب رسوخا وإصرارا وكلما يزداد البغاة والمغرضون حقدا وأجرما يزداد أبناء الوطن الغيور حبا لوطنهم وتضحية من اجله ويجب أن يعلم الإرهاب والإرهابيون والظلم والظالمون والفساد والمفسدون بان العراقيين الغيارى لم ولن يخشون الموت والقتل وتقطع الأوصال والأوداج وذلك لأنهم يعشقون الشهادة وإنهم جميعا مشروع للاستشهاد ويتسابقون بكل جرأة وإقدام في ميادين التضحية وإنهم يحملون السلاح بيد ويبنون باليد الأخرى ....!!!!! وليعلم الجميع أن الشعب لن يستكين ولن ينام على ضيم ويفضح ويعري كل الوصوليين والنفعين وعشاق الكراسي الذين تبوءوا ارفع المناصب وتقلدوا أسمى الرتب ونسوا أو تناسوا هذا الشعب الذي كان يعلق عليهم أروع وأسمى الآمال ولكن رحيق المادة وبريق المناصب أعمى عيونهم وصم أذانهم عن الذين رافقوهم في مدن الغربة وشاطروهم الهموم والغيوم في أتعس الأيام المرة المريرة ما هكذا ينسى الأخ أخيه والصديق صديقه عندما يتبوأ المكان الذي كان يحلم فيه والبعض منهم نسى وتناسى تلك الأيام العصيبة والقاسية التي كنا نتجاذب أطراف الحديث ونتبادل التمنيات بأنه أذا قيض الله لنا أن نحكم فماذا سنعمل وسنبني ونعمر ونخلق مجتمعا جديدا وعلاقات إنسانية رائعة وجديدة و و و و و ...!! ولكن كانت هذه العهود والوعود هشيما قد راح مع الريح العاصف ..!! أبهذه السرعة تتبدل النفوس ....؟ فهل الأيام غيرت السجايا وهل المادة خشنت طباعكم الرقاق ......؟ أم الطبع يغلب على التطبيع وما أشبه الليل بالبارحة ويطاق تقلب الأيام فينا وأما أن نذل فلا يطاق .. فنحن إخوانكم القدامى كيف يتسنى لكم نسياننا واشحات وجوهكم عنا فان الذي يدوم الوفاء والإخاء والنقاء المبني على مبادي الولاء آما الغرور والاستعلاء والتكبر والمناصب والحقائب فأنها لا لن تدوم ولو دامت لما وصلت أليكم فهون عليكم ولا تنسوا أنفسكم وانتم تسبحون في الدينار والدولار ومصالحكم الذاتية ومنافعكم الشخصية وطوبى ومرحى لكل صديق يذكر في طريق الصعود صديقه . وترحا وتعسا لكل من يركب رأس النزوة والمغالاة والإطماع ,والتكبر والغرور..!! وان الواقع المعاش والرصد الدقيق كشف لنا بان ( بعضكم وليس الكل ) – لاحظ – يحبون أنفسهم ومصالحهم أكثر مما يحبون هذا الشعب الذي هو يمثل ويبلور كل المكونات التي لم يستفيد منها ألا المقربون لهم والمسبحون بأسمائهم وان قسم منكم استأثر بالمناصب الكبيرة له ولرواده الذين يحملون وسائل الدعاية له أما الاصلاء الذين لا يتبجحون أما الثوريون الذين لا يلهثون وراء بريق الجاه أو المال أما الذين يلتصقون بالحق والحقيقة ويمطون اللثام عن الواقع المأزوم أما الذين عندهم حرف ( الشين ) من كلمة شعب يعادل ويزيد عن كنوز كسرى وقيصر أما الذين يظلون يتألمون لآلام الشعب ويفرحون لفرحه فأنهم في القعر يظلون لان العملة الرديئة تطرد العملة الجيدة من السوق أما الذين شعارهم لتحرق روما ولتأكل السنة النيران الآخرين ما دمنا في أمان عائشين وفي دبي ولندن خالدين وبعيدا عن المفخخات عائشين وفي أموال العراق متنعمين أقول لهؤلاء سيأتيكم اليوم الموعود الذي أتى إلى من سبقكم . أيها المسؤول فرفقا رفقا بإخوة دروب الغربة والتضحية والكفاح وعلينا جميعا ولزاما مؤكدا بان لا نتنكر لؤلئك الخالدين المخلدين والذين هم اشرف وأسمى واصدق منا الشهداء الاصلاء الذين استمرءوا الشهادة من اجلنا نحن الذين ننعم بثمرة تضحياتهم صفقة و وقاحة نسينا عوائلهم المعذبة وأطفالهم المحرومين فمدوا لهم يدا يا أصحاب القرار فأنكم بتضحياتهم تبوأتم أمكنتكم الرفيعة العالية وهم قد تركوا أسرهم أمانة عندكم لو كنتم حقا أمناء على الأمانة وأي أمانة أقدس من أمانة الشهداء فالمجد والثناء والبقاء والإطراء لكل من يجند نفسه من اجل الشهداء وعوائلهم من اجل وطنه وشعبه وأمته والمستقبل كشاف وكل آت قريب والعار والشنار والصخام لكل دعي ومدعي بما ليس فيه من الأصالة والفضيلة والتفاني من اجل المحرومين والفقراء والبؤساء الذين لم يحصدوا من كل ماحدث وحدث وسيحدث غير الريح . والخلود الأبدي والمستقبل المتألق والمجد المؤصل المؤثل والذكرى التي لن تموت لكل من يشعل شمعة ويزرع زهرة في طريق العراق الجديد ولكل من يفنى ويتفانى من اجل استقلال وكرامة وحرية هذا الشعب الذي عذب بأكثر وأكثر مما يعذب به أي شعب في العالم فلك الله ياشعب الوطن واتقوا الله بهذا الوطن الجريح النازف .. وألان تيبست الكلمات في فمي وجف لساني وقد لاح الصباح فلتتوقف شهرزاد عن الكلام المباح وأخشى أن يكون العتاب يخرب الصحاب والى الملتقى على بساط الصراحة والمصارحة فإنها رأس مال الإنسانية المعذبة . ملاحظة أن ما طرحته في مقالي هذا لن اقصد به ألا ما يرضي الله والطيبين ولم يدر في خلدي تشخيص أي شخص أو فئة أو حزب إنما اعني كل عنصر لا يمت لهذا الوطن وشعبه بالولاء والوفاء والله من وراء القصد |