الزمن العلقم |
المقاله تحت باب نصوص شعرية لَكَ وَحدَكَ أمِلكُ أن أُرخِصَ نَفسي لَكَ وَحدَكَ أحني رأسي لِجَلالِكَ وَحدَكْ أرفَعُ مَخموراً كأسي مُترَعَةً بِدَمي هذا قَلمي مُمتَلئٌ بكَ حَدَّ الإرهاقْ مَختومٌ باسمِكَ حتى تُرفَعَ هذي الأوراقْ يا هذا السَّاكِنُ في أحداقي يا ذا المَلَكوتْ أنتَ الحَيُّ الباقي باسمِكَ نَبدأْ واسمُكَ آخِرُ ما نَنطِقُ حينَ نَموت باسمِ العراق أُكَسِّرُ الأختامَ عن صَوتي المُدَمَّى بي ما أنُوءُ بِهِ وقد سَمَّيتُ حتى الغَيب لكنَّ الذي بي لا يُسَمَّى غاضِبٌ أنتَ؟ مِن أينَ لي بالغَضَبْ؟ خائِفٌ؟ أيَّ شيءٍ تراني أخافْ؟ قد وَرَدتُ الأسى مِن جَميعِ الضِّفافْ وَشَربتُ من الموتِ حتى نَضَبْ مُوجَعٌ؟؟ مِن جميعِ العَرَبْ لكنَّني سَأظلُّ أزرعُ كلَّ أسئِلَتي مَرايا لِتَرَي وجوهَكِ يا سَبايا عَلَّ الجباهَ تَنِزُّ مِن خَجَلٍ فَتَغتَسِلُ الخَطايا أهلي ضَحايا أولادُ أولادي ضَحايا وَجَميعُ مَن يَلِدونَ حتى آخِر الدُّنيا ضَحايا وأنا أُهَدِّدُ قاتليهِم أنَّ قَومي يَسمَعونْ فَيَسيلُ طوفانُ المَنَايا ثمَّ التَفَتُّ، رأيتُ قومي يَسمَعونَ وَيَضحَكون..! أيُّها الحُزن إنَّ المروءَةَ تَمنَعُ أن نَتَلَفَّتَ في ساعَةِ الموت لكنَّهُ أسَفٌ لا نُقاومُهُ عُمرَنا لم نَمُنَّ على أَحَدٍ أو نَحَمِّلْهُ وِزْرَ كَرامَتِنا واللهِ، لو إحدى يَدَيَّ تَعَثَّرَتْ بِثيابِها، والموتُ يَقتَحِمُ المَدى لَقَطَعتُها بيَدي وقلتُ لأُختِها الآنَ وَحدَكِ تُقبِلينَ على الرَّدى! أيُّها الزَّمنُ المُرُّ يا أيُّها الزَّمَنُ العَلقَمُ المُرُّ إنَّا احتَمَلناكَ حتى غَدا مُرتَقى الصَّبرِ مُنزَلقاً كلَّ فَجرٍ نُفَتِّحُ أعينُنَا فَنَرى كلَّ أنهارِكَ اختَلَفَتْ كلُّ نَهرٍ يُطَمئِنُ مَجراهُ طولَ النَّهار فإنْ خَيَّمَ اللَّيلُ تَسمَعْ دَبيبَ خُطا الماء وهوَ يُبارِحُ مَوقِعَهُ يا زَمانَ اللُّصوص يا زَمانَ الوجوهِ المُريبَةِ والأعيُنِ الزِّئبَقِ اللا تَقَرُّ مَحاجِرُها إنَّ أرضَ المُرَبِّينَ تُصبحُ أرضَ المُرابين والنَّاسْ تَشرَبُ مِن حَوضٍ مَهدومْ تأكلُ مِن شَجَرٍ مَسمومْ وَتلابَسَتِ الأصواتُ فَما تَعرفُ صَوتَ الظالِم مِن صَوتِ المَظلومْ شُبهَةٌ في الأصابعْ شُبهَةٌ في الشِّفاهْ شُبهَةٌ في العيونْ والذينَ تُحاصَرُهُم نَظَراتُ الخَناجرِ تَلمَعُ مِن فُرْجَةِ الفَمِ وهوَ يُضاحِكُهُم يَعلَمونْ أنَّهُم أُوثِقُوا بِشَرايينِهِم أنَّهُم حُوصِروا بالدِّماءِ التي أُوهِموا أنَّها دَمُهُم أنَّهُم بِمَقاتِلِهِم مُوثَقونْ أينَ تَرحَلُ زَنبَقةُ الأرضِ مَحمولَةً مِن تُرابِ فلسطين فوقَ البَواخِر؟ كلُّ البلادِ الغَريبَةِ مُوحِشَة حينَ تَدخلُها لاجِئاً ما الذي سوفَ تُصبِحُ يا وَطني؟ مُلصَقاً لِلدِّعايَةِ فوقَ زُجاجِ الحَوانيتِ؟ ثَرثَرةً في المَقاهي؟ مَعرَضاً يَقِفُ العابرونَ بِساحَتِهِ لحظَةً رُبَّما لاتِّقاءِ المطَرْ؟! أفَتَحملُ نَفسَكَ يا وطني كلَّما ضاقَت الأرضُ تَبحَثُ عن مَلجأٍ؟ مَن يُلَملِمُ في مَهجَر وَطناً؟! يا بلادي التي.. كيفَ أحملُ شمسَ شتاتِكِ بغدادُ نَحوَ المَهاجِرْ؟ إنَّ طَلْعَ النَّخيلِ لهُ مَوسِمٌ للِطفولَة مِن أينَ أبدؤهُ؟؟ أيُّها الحامِلونَ غُبارَ حَقائِبكِم هل حَمَلتُم بها وَطناً؟! إنَّ كلَّ المَحَطَّاتِ حُزنٌ تُلَوِّحُ فيهِ المَناديلُ والقاطِراتُ تَصَفِّرُ راحِلةً.. وَطني.. أيُّها الفَرحُ اللا يُسافِرُ يا أيُّها الوَجَعُ اللا يُسافِرُ قد تَكسرُ الضِّلعَ لكنَّ حُبَّكَ يُمسِكُهُ أن يُمَزِّقَ لي رئتي ولهذا أموتُ لأجلِكْ! أيُّها الحامِلونَ بَنادِقَكم في سطوحِ البَواخِرِ إنَّ المُحيطاتِ تَخشَعُ أجمَعُها إذ يَمُرُّ خَيالٌ لِساقيَةٍ في فلسطين يَملؤهُ عَبَقُ البرتُقالِ وَتَرجيعُ زَيتونةٍ تَتأرجَحُ فيها العصافير.. هل يَقتُلُ النَّاسُ أوطانَهُم؟؟ مَن يُحاكِمُ هذا الطَّعينَ الذي دَمُهُ فاضَ حتى طغى؟ مَن يَلومُ الذي يَتَلَفَّتُ في لحظة الزَّلزَلهْ فَيَرى نَفسَهُ وَحدَهُ في دُجى المَوتِ لا عَونَ لَهْ؟ مَن يَقولُ لهُ لا تُكابِرْ عندَما تَتَجَرَّدُ وَحدَك لِلمُستَحيلْ قاتِلاً أو قَتيلْ؟ تَتَحَمَّلُ وِزْرَ ثَباتِكَ وَحدَكْ؟ لِيَقُمْ هَولُ كلِّ القياماتِ بَعدَكْ فالمَراكِبُ تَعلَمُ أنَّ حمولَتَها عَلقَمٌ أنَّ مُتَّكأً لِلجَريمةِ هَيَّأهُ أهلُنا أنَّ كلَّ المِدى شُحِذَتْ والأكُفُّ التي لَوَّحَتْ لِلمَراكِبِ قد لا تُلَوِّحُ ثانيَةً لَكأنِّي أُبصِرُ تَلَّ الزَّعتَرِ يَبكي ألمَحُ صَبرا تَقطَعُ كلَّ جَدائِلِها وَتَصيحْ أسمَعُ صَوتَ الرِّيحْ يا أطفالَ فلسطينْ إنَّ سكاكينَ عُمومَتِكم آتيَةٌ مُدُّوا الأعناقَ بِصَمتٍ فَقلوبُ الأعمامِ رِقاقٌ إنْ يَصرَخْ أحَدٌ منكم تَبْكِ..! الوَيلُ لكُم يا آكِلي أثداء أُمَّهاتِكُم يا وائِدي بَناتِكُم لأنَّهُنَّ لا يَعرِضْنَ ثَديَهُنَّ لِلدَّخيلْ مِن بَعدِ ألفِ جيلْ تُنشَرُ مِن قبورِها العِظامْ وَتُسألُ الرَّمامْ مِنْ بَعدِ ألفِ جيلْ يَستَنطِقُ الآتونَ حتى حَجَرَ المَقابِرْ ويَومَها تُسألُ حتى الضِّحكَةُ اللئيمَهْ مَن فَمُها؟! سيَدفَعُ الأولادُ عنكم ديَةَ الجَريمَه سيَدفَعُ الأولادُ عنكم ديَةَ الجَريمَهْ |