أريدُ . . . ولا أريد

المقاله تحت باب  نصوص شعرية
في 
08/09/2007 06:00 AM
GMT



فَتَّشْتُ في قاموسِ ذاكرتي . .

نَخَلْتُ الأبجديةَ . . .

غُصْتُ في كتبِ البلاغةِ والبيانِ . . .

بحثتُ في دُرَرِ الكلامِ . . .

فما رجعتُ بغيرِ يأسي من طريفي والتليدْ !

ماذا أُسَمّي هندْ؟

هندٌ ضحكةٌ عذراءُ ما مرَّتْ على شفةٍ . . .

وقافيةٌ مُخَضَّبَةٌ بدمعِ الوجدِ . . .

أغنيةٌ تُرتِّلُها الحمامةُ . . .

وردةٌ كانت بمفردِها الحديقةَ . . .

صولجانُ العشقِ في الزمنِ الجديدْ

وأنا الشهيدُ الحيُّ . . .

سادنُها

وحارسُ بابِ حجرتِها العنيدْ

وأنا طريدُ الجنةِ المحكومُ بالعَطَشِ المؤبَّدِ

والمكوثِ وراءَ سورِ الوصلِ

أحمل صخرةَ الحرمانِ في الوادي السعيدْ

وأنا أريدُ . . . .

ولا أُريدْ

موتاً يليقُ بدمعِ هندٍ . . .

أنْ أخُرَّ مُضَرَّجاً بالوجدِ

بين هديلِ مبسمِها

ووردِ فمٍ وجيدْ

هندٌ زفيرُ الياسمينَ . . .

شهيقُ جنّاتٍ . .

بخورُ صباحِ عيدْ

ويمامةٌ ضوئيَّةٌ

حَطَّتْ على شبّاكِ قافيتي

فَزَغْرَدَتِ السطورُ

وفاضَ دمعُ الشعرِ من مُقَلِ القصيدْ

وأنا أريدُ . . . .

ولا أُريدْ

بحراً " خليليّاً "

يليقُ بِلَهْوِ أشرعةِ الحريرِ الأسودِ الغَجَريِّ . . .

بحراً هادئاً يهفو لزورقِها . .

أريدُ . . . ولا أريدْ

جُرْحاً يليقُ بدفءِ راحتها . .

تُمَسِّدني فأشفى . .

ثمَّ أجرحني

فتمسح بالوشاحِ دمي

فأَرْحَقُ عطرَ بيدرِها النهيدْ

وأنا أريدُ . . . .

ولا أُريدْ

عشقاً أُجَنُّ بهِ . . فَتَعْقِلُني . .

ضَياعاً في حقولِ المَنِّ والسلوى

يُريحُ بها حقيبة عمرِهِ

الصبُّ الشريدْ

ماذا أُسّميها؟

الخرافَةُ؟

مرةً ضحكتْ

فأمطرتِ السماءُ الفُلَّ والنعناعَ

صارَ الشوكُ ورداً . . .

عدتُ طفلاً

تَسْتحثُّ خطايَ أسرابُ العصافيرِ . .

الفراشاتُ . .

المدينةُ كلها ركضتْ معي . .

حتى الرصيفُ الصخرُ شاركنا النشيدْ

وأنا أريدُ . . . .

ولا أُريدْ

جرحاً أموتُ به . .

لأُولدَ في هواها من جديدْ !

ماذا أُسِّميها؟

الحقيقةُ؟

عاتَبَتْني مرةً

فاغْتاظت الأنهارُ من حقلي . .

وخاصَمَ ليلتي القنديلُ . . .

أصْحَرَتِ البساتينُ . .

استحالَ العشبُ في عينيَّ دَغْلاً . .

نَكَّسَتْ أغصانَها الأشجارُ . .

واكتهل الندى . .

فأنا أريدُ . . ولا أريدْ

عَطَشاً يجِفُّ دمي بهِ

لِتَزِقَّ لي نَسَغاً

فَيَلْبَسُ حُلَّةَ النبضِ الوريدْ

وأنا أريدُ . .

ولا أريدْ

كوخاً على سَعَةِ الهوى

لا كنزَ "ٌقارونٍ"

ولا أملاكَ " هرون الرشيدْ"