إلى أفروديت .. قبل أن يكتمل المساء

المقاله تحت باب  نصوص شعرية
في 
07/09/2007 06:00 AM
GMT



من فكرةِ الغيم كنا نغزلُ المطرا
كنا نفتشُ عن ظلٍ لضحكتنا
مبعثراً كان مخموراً بأغنيةٍ
كانت لنا قريةٌ أنفاسها ورقٌ
ومثلما أدمع الفيروز كان لنا
فأين ياقاربَ النسيان سرتَ بنا
لولا تمهلت فالكأسُ التي بيدي
والشاهدان شحوبي وارتعاشُ يدي
فربما أنكر الأنسان أجمَعَهُ
أرجوك لاتبتعد.. قرّبْ خُطاك ففي
وخل بيني وبيني كي أنازلني
من عرّش الآسُ في ميناءِ أعينه
فهو الذي بذرَ النعناعَ في شفتيْ
عتباكَ.. من يجتني العناب إن كبرا
ومن سيبتكرُ الشطآن في نَهَرٍ
بالله ياقاربَ النسيان كيف بمن
من أين يهربُ؟ من أي الدروبِ وقد
وأنكرتهُ غصون طالما افتُرِعت
فيالهُ موجعاً، حتى أناملهُ
فما تصيّدَ إلا لهفةً عبثتْ
وحين دارتْ به الأفلاكُ دورتها
تأبطَ الحلمَ المخضر جانبهُ

 

وننفضُ الدمعَ عن أحداقنا لنرى
خلف النهار وكان الوقتُ منكسرا
تلعثم الشوقُ في أوتارها فسرى
في دفتر الماء تطفو حولهنَ قُرى
حلمٌ إذا الشمس ناغتْ ظلهُ اعتذرا
وكيفَ جرّحتَ صدرَ البحر فانهمرا؟
ماوشّلتْ خمرها أو لونها اعتكرا
فلا تلم مُدنفاً بالعشق إن هذرا
ووحد الله في نهدين قد كفرا
قلبي غزالٌ من الأشواقِ قدْ نفرا
وأذبح العمر قرباناً لمن هجرا
ومن لعشبِ التشهي في دماهُ عُرى
وحين ساءلتهُ عن غرسه نَكَرا
ومن سيلجمُ موج الروح إن هَدَرا؟
تعثر الماءُ في جرفيهِ فانكسرا
قد حشّدوا في سماه الدمع والكدرا
تشعبَ الموتُ في عينيه وانشطرا
من راحتيهِ وصاغتْ ظلها صورا
خانتهُ حين رمى سنّارة الشُعَرا
بها الهواجس حين اشابكت زُمَرا
وأنبتَ الغيمُ في أعتابهِ المطرا
وسارَ من خلفهِ العشاقُ والفُقَرا