هـنـرك نوربراند |
المقاله تحت باب مقالات و حوارات شاعـر دانماركي معروف من مواليد 1945 يعتـبـر واحدا من أكبر الشعراء في الدنمارك يقيم منذ السبعينات متنقلا بين تركيا واليونان وبلدان اخرى . من أعمـاله : ارتعاش اليد في نوفمبر ، مدينة صناعة الكمان ،مرآة الماء ،بيت الرب قصيدة غنائية الى الأخطبوط ، وله مختارات من شعره اختارها بنفسه صدرت عام 2000 وعليها اعتمدنا في ترجمة هذه القصائد فازالشاعر عام2000 بأكبر جائزة أدبية تمنح في اسكندنافيا تجاوز مجموع كتبه الصادرة حتى الآن العشرين كتابا . الأطفال
يجب ألا ّ يلعب الأطفال تحت البدر وإلا ّ كبروا سريعا وعلى غير المعتاد فإنهم سرعان ما تزدحم بهم الدروب المغلقة ، والسقوف والمستنقعات والمقابر وسيجدون ما يطالون به ( الحديد الخردة ) والهراوات ( الـنـبـابـيـت ) فضلا عن أشياء لا نكاد نتخيلها فقد أضفى علينا تقدم السن شيئا ً من البراءة إن إلــه الأطفال لهو مجرد غـول وإنه ليتطلب في حد ذاته ، زرعاً تحت أشد الطقوس بؤساً
يجب ألا ّ يلعب الأطفال تحت البدر وأن يوضعوا في أسـرّتــهم مـبكـرا في غرف كبيرة معتمة بأثاث مغطى يبدو للناظر كأنما على وشك الوثوب وحيث القاذورات عالقة كما لو أن الأطفال في الواقع كانوا شيوخاً وقد عادوا إلى طفولتهم في الهـذيان * * إبـحـار
بعـد الحـب .... اضطـجـعـنـا جنباَ إلى جنب و في الوقـت ذاته بيننا مسافة كمركبين شراعيين يلـتذا ن بمساريهما في المياه المعتمة منفصلين حـد ّ أن هيكلي المركبين على وشك الإنفتاح نقاءً ومسرات وهما يتباريان خارجين والزرقة تحت الشراع كنسائم ليل مفعمة بالشذا وضوء القمر دون أن يحاول أي منهما الرجوع ودون أن تتغير المسافة بينهما قيد أنملة
ولكن هناك ليالي ، حيث ينسابان كيختين فاخرين مزدانين بالأنوا ر جنباً إلى جنب برفـّـاسين يخبطان تحت سماء غريبة مرصعة بالنجوم بلا أي را كب أوركسترا كمانات تعزف على شرف الأمواج المضيئة
والبحر مـزدحـم بالمراكب المـتـهـالكة كما اغـرورقنا ساعـيـيـن إلى أن يدرك بعضنا بعضا * * * حياة
تـشـعـل عـود ثـقـاب فيـذهلك ضـوؤه عما جئت تبحث في العتمة عنه فلا تجده قبل أن ينطفىء بين أصابعك وتلسعـك النار فتنسى ما قـد جئت من أجله * * * * أنت شذبت وردة
شذبتَ وردة وأنا نائم ووضعتها في كأس على منضدة جنب سريري فوق رسالة وداع
أنا رميت الوردة في زورق وتركته ينساق مع الـتـيـار حتى اختفى تحت شجرة صفصاف عند استدارة النهر
الزورق أخذ الوردة التيار أخذ الزورق النهر أخذ الجسر حيث تنزه النسوة عند الأصيل والنهـر من الشمس أحمـر أخذك الجسر
شديد الخضرة كان الزورق عـتيقـاً ، مـغـرورقاً ، منـخوراً اسمه ( أمـالـيا 11 )
وهـكذا انتهيت إلى أن أسكن الآن وحيداً في حجرة وردية ، في طبيعة زرقاء وأشـتاق بالقدر ذاته إلى ما يوجد خلف هاتيك الجبال المـكللة بالضباب وإلى من يتخفى وهو في دواخلي بين الكلمات في مكتوبك
أن تبقى هـو أن تعرف أن ترحل هو أن تعاني الأول لا رغبة لي فيه والثاني ما عدت أقوى عليه * * * * * تهـّور
من الصعب أن تباغت القمر فسلسلة الأبواب المحددة ، الواجب اجتيازها كيما تراه من الجهة الأخرى لايمكن رؤيتها تقريباً وخطورة ُ أن تتهور فجأة تخرج عن السلـّم حيث الريح تزيل اللثـّة عن الأسنان *** *** أحـيانا
أحياناً تغـمرنا أشياء قليلة بالحبور بلا سبب
الجردل الصفيحي المنتفخ في مطر الربيع تحت شجرة الكرزالمزهـرة قبيل اعتدال الطقس
أو زجاجات النبيذ الأحمر تلك التي رميناها من الشباك ونحن سكارى في آخر ليلة بعد ....
وأحيانا تغمرنا تلك الأشياء ذاتها بالتعاسة للسبب ذاته ******* حديقة الفردوس
لسنين وسنين رفضت الأعتقاد بوجود مفاهيم على شاكلة : مفك البراغي ، الأشباح ، الدخل الأجتماعي ، وحديقة الفردوس، خارج اللغة
في عامي السابع عشر تعلمت كيف استخدم مفك البراغي في عامي الثاني والعشرين رأيت شبحا ً للمرة الأولى وحصلت على دخل اجتماعي
لهذا كتبت هذه ( القصيدة ) تحت عنوان ( حديقة الفردوس ) ******** حلم تبتي 1
رأيت طفلا جالساً على ضفة بحيرة
واعتقدت أنه كان لي وأردت ان أذهب إليه
ولما استدار إلى الخلف وحرك رأسه
فقد أراد أن يقول : لا تستخدمني مرة أخرى في أحلامك
إنك ميت ولا يحق لك أن تـقـتـل نفسك ثانية بالظهور ها هنا ********* 1 تبتي نسبة إلى بلاد التبت
صورة نجمة
عـند منتصف الليل في منامي غزاني النمل وحملني عبر الجبا ل والسهول التي خلفها صوب جبال جديدة
عند الفجر صحوت كصورة نجمة في بئر الذي شرب من مائها البارد من يدين خاذلتين
بيت الرب ( مقاطع من عمل طويل )
هناك 999 درجة ً صعـودا ً الى بيت الرب ( الأحجار المعترضة غير محسوبة ) وقد سميت كل درجة على نوع بعينه من أنواع المعاناة لو فكرت بالدرجات فلن تقوى على الأرتقاء إلى الأعالي ولو ارتقيتها وأنت تحمل طفلاً بين ذراعيك وتفكرت بما حولك فلن تحس بالدرجات ولن تعبأ بما حولك
** كرمانة يانعة لعطشان كان حبنا في بيت الرب : قشرة ملساء صلبة
مترعة بعصير حلو أحمر لا يمكن شربه من غير أن تعصر لبابه المر *** كل الدروب تؤدي إلى بيت الرب ولكن ليس بالطريقة ذاتها لو ذهبت باتجاه الجنوب ستنتهي في الشمال ولو ذهبت باتجاه الشرق ستنتهي في الغـرب ولو ذهبت صُـعـُداً ستنتهي نـُزُلا ً ولو ذهبت نـزلاً ستنتهي صعداً ********** صرخة
كان بوسعي أن اصرخ لولا السماء كان يمكن أن أمضي لولا الأرض كان يمكن أن أقول كل شيء لولا البحـر
السماء ملبدة بالغيوم الأرض جرداء ، جافة، وغبراء البحر لا شيء مقارنة بالمسافة ، بيني وبينك ********** شوكة
مثل شوكة أعيش في هذا العالم أعيش وأموت البعض ينزف بسببي ، البعض يبكي هناك من يلجأ داخلاً وهناك من يلجأ خارجاً هناك من أحكم بابه ، وثان قشرة دماغه كل ما أنا أهل له ، فأمنحه إلى العالم هو هذا القول الأسود الذي أدمنته قلباً وقالباً فأنا أملأ العالم حقيقة بالكلام الأسود أنا في الواقع كنهر تصحر ويملأ مجراه بأزبال ونايلون لقد حشوت نفسي في الواقع شراهة بكل شيء وأفرغتها من جديد إنني أحيا حقيقة في هذا العالم هكذا نتشابه ، أنا والعالم نحن كلانا متساويان بعدم اهتمامنا ولكنني لا أغير العالم ، إنه يغيرني كل ثانية لا أحب العالم ولا العالم يحبني ولكن العالم أفضل مني في أن لا يحب حين أموت أغدو جزءاً من هذا العالم لكن حتى ذلك الحين ، أقف مضادة : مثل شوكة أعيش في هذا العالم الذي ينزف ويبكي بلا انقطاع لظل الوردة فوق الجدار المضاء بذلت أنا حياتي ومَن في العالم لا يعرف أنني فعلت ذلك |