إعلامنا بين الإرهاب ..... و الاستبداد |
المقاله تحت باب مقالات و حوارات (( مقدمة ))
لو لم يكن الإعلام لما كانت الدول .
إن أهمية الإعلام والصحافة كأهمية الدماء التي تراق في جبهات القتال ضد الإرهاب الزنيم .
على امتداد التغير ومنذ زوال صدام والى حين كتابة رسالتي هذه ترون ونرى تدفق الدم الإعلامي والصحفي .. معبدا طريق الإنسانية ليحررها من أغلال الوثنية ومخالب الإرهاب , ويحذرها من المسؤول الفاسد , ويجنبها المدير السارق , ويطالب بحقوقها المضيعة , ويرفع مستواها , ويغذي مشاعرها , ويفتح أفاق عقلها ويبصرها بمواقع قدمها ,ويعرفها عن كل شان , ذلك لان أهمية الكلمة التي يكتبها أو يقولها الإعلامي أو الصحفي أو الكاتب تنبع من أهمية الدور الذي تلعبه في حياة الإنسان , إذن لم ولن .. يهب الإعلامي و الصحفي يوما سلاحا .. ولم يأبه بكيد ومكر مهما تفرعن وطغى .. وإذا يعتقد الإرهاب , أو المسؤول الدكتاتوري أن استخدام القتل والسجن أو الإقصاء يوقف مسيرة القلم واللسان ويثني الإعلام الشجاع والصحافة الحرة عن أهدافها والإعلام عن أمانته فذلك هو المكر الإرهابي بعينه ولن يكون ذلك المكر بأفضل من بيت العنكبوت وهنا وضعفا وعجزا .
(( واليكم الرسالة ))
لماذا لم تستطيع أكثر جرائدنا وصحفنا وفضائياتنا التي مر على اصدرارها أو تأسيسها أو بثها أكثر من أربعة أعوام أو ما يقارب الأعوام .. على كسب الشارع والمتلقي من العوام والمثقف خاصة ؟ لأنها لم تكن مهنية موحدة ؟ قد يسألني احد لماذا لم تكن موحدة ؟ لان كل واحد من محرريها ومقدم برامجها يقول ( أنا ) وهذا هو .. هوى النفس , وحب الشهرة , والأنانية نعم الأنانية ليس بسيطة وتحتاج ترويض ودراية من اجل الخلاص أو التخلص منها .
إن كتابنا الأحرار الذين رفضوا ( صدام ) كمنهج دكتاتوري , سيظلون يرفضون كل دكتاتورية أخرى , مهما كان لونها وشكلها وثوبها ومنهجها , وان تلبست بثوب الإخلاص والتفاني والمهنية وتجلببت بجلباب العراق الجديد . إذ ليست الدكتاتورية الإعلامية سواء المقرية والمرئية والمسموعة شخصا حتى يمكن عزله أو قتله والقضاء عليه والتخلص منه للأبد . إنما هي ثقافة ومنهج وفهم معين , نراه يتجلى وينكشف تارة عبر الصحافة وجرائدها وتارة عبر الفضائية وبرامجها وتارة بالسياسة وتارة بالاجتماع , وأخرى إداريا , أو اقتصاديا , ونجدها ( أي الدكتاتورية ) أكثر تجليا وفي أحيان كثيرة بالممارسات العملية ومن خلال متابعتنا لعمل ونهج المتصدين لمؤسساتنا الإعلامية والصحفية نجد ما ذكر لا غبار عليه . واليكم مثال بسيط على تلك الأنانية والدكتاتورية والمثال استدلالي وليس قياس .
فمسؤول الصفحة الثقافية في الجريدة الفلانية يعتبر الصفحة ملك له ولأهله ولأقاربه ولمعارفه وأصدقائه ولبعض عشيقاته كما هو ملاحظ وان ما يدخل مزاجه ينشره بشرط أن يكون المتن ركيك لكي لا يسلط على كاتبه الضوء بعبارة أدق يجب على الناشر أن يكون اقل مستوى لغة ومتنا ومطلبا وإيضاحا من مسؤول الصفحة وذلك لكي يبقى محرر ومسؤول الصفحة هو سيد الكتاب وأفصحهم لغة ولسانا , وكذلك الحال مع مدراء البرامج السياسية والثقافية في فضائياتنا .. وبمراجعة بسيطة سوف تصلون لما وصلت إلية من التشخيص . او لعلكم شخصتم ما ذكرته قبلي بكثير من الوقت والزمان .
ولذلك أرى من الواجب المهني علي ككاتب وصحفي واعلامي أمارس مهنتي قبل أن يتولد بعض محررين جرائدنا وصحفنا ومدراء فضائياتنا ومدراء أقسامها , ولا بد من القتال المهني المشروع والشريف ضد هذه الصفات الناخرة ومنهجها المرفوض وليس القتال هنا ضد شخص بعينه قد يكون منبوذا اجتماعيا وتاريخيا إنما ضد منهج الدكتاتورية الإعلامية والصحفية .
وحالة أخرى هي أكثر خطورة من الأولى .. !! هي ظهور بوادر الطغيان والدكتاتورية على بعض المتصدين في الساحة الإعلامية العراقية واخذوا يتنازعون على ( جلد الدب ) قبل اصطياده , فكيف بهم أذا قدر لهم حظهم التعيس أن يصلوا إلى مقعد أو منصب ( وزير الإعلام السابق .. الصحاف ) إنهم والله بكسر الأخر سيكونون البديل له في ممارساته التعسفية والاقصائية , وحتما يسجنون أبناء القلم الشريف بعد أن يحصروهم في زاوية لم يصلها الضوء , أو يشردوهم وأنا على يقين يفعلون كل ما فعله الصحاف وأمثاله , لان الأنانية وحب الذات وحب الكرسي وحب النساء وحب الدنيا وحب الفخفخة والتعالي وحب السفر والاسفاروالمفطح والأخضر الأمريكي , وابن عمه الكندي , رأس كل خطيئة , وهذه الصفات أجدها تكبر يوما بعد أخر وتتضخم في بعض نفوس مدرانا الإعلاميين ومدراء فضائياتنا الغير مهنيين . وان هذا التضخم سيجرف كل قيم الإعلام والصحافة ومبادئها وقوانينها وأخلاقياتها نعم سيجرفها من النفوس إن كان فيها شي مما مر ذكره .
كم غيور وطني يدعي نصرت الإعلام بسيف وقلم
وإذا ما حققت أغراضه وضع الإعلام والصحافة تحت القدم
ملاحظة .. إن في صدري صرخة لم يحن وقتها !!
|