أغتراب الثقافة وثقافة الاغتراب |
المقاله تحت باب مقالات و حوارات قد تكون نتيجة طبيعية للبعض بسبب الظروف المتعاقبة التي مر بها... المثقف... والمبدع... والكاتب... والمخرج السينمائي... والرؤائي والمسرحي... والقاص... والفنان العربي والعراقي بشكل خاص........ نرى الكثير من انفي الذكر منذ مطلع السبعينات تقريبا غادر او اضطر البعض منهم على ترك الوطن والسفر الى خارجه والى اوربا تحديدا والذي نسميهم بالمغتربين وعلى سبيل المثال ليس الحصر المخرج السينمائي ( قاسم حول) الذي كان فلمه الاخير التسجيلي بعنوان ( الاهوار) وفلم اخر روائي بعنوان( بيوت في ذلك الزقاق) ونتجة للغتراب والبعد الذي اخذ فاصلة زمنينة طويلة تقريبا حدودها ثلاث عقود فكان للابداع العربي العراقي بشكل خاص غياب واضح بسبب البعد والابتعاد الذي مر بها المثقف والمبدع عن بيئته واهلها و وطنه وناسه وكذلك غياب واضح للمتلقي بسبب المعاناة والماساة ومشاغل الهموم والحياة فكانت الفاصلة واضحة على الاثنين معا ....... فكان الاستاذ المخرج قاسم حول مجبر على أن يخرج وينتج لمتلقي اخر فلنسميه الغربي او الشرقي المغترب ونرى هذا واضحا عندما تناول الاخ الاستاذ ( قاسم ) بعض مواضيعه بروح عراقية سومرية ولكن ثيابها ورؤئها اوربية النسيج والخيال وحتى من ناحية ( التكنيك السينمائي) نراه ابتعد كثيرا عن الايقاع العربي البطي المعروف والمالوف عندنا وهذا ماشهادنه عبر فلم يسلط الضوء على المغتربين العراقيين حيث كان(( ايقاع التنبو)) واضحا وساخبا مما اثار في نفسي تسال هل ان ماكان مالوفا للايقاع العراق بهدوئه كان خطا وانتبه الاستاذ قاسم لهذا الخطا وراح يعالجه عبر افلامه الاخيرة وهناك حالة معروفة في السينما تسمى المونتاج المتوازي والزوايا الحادة وهي حالة غير مالوفه في السينما العراقية وتراها موجودة اليوم عند افلام الاخ حول .......... وانا اذكر ان نشائت موجة طليعيه جديدة في فرنسا عام 1983 وقادة هذه الموجه من الشباب في فرنسا تسمى الموجة الطليعيه الجديدة من مظاهرها في السينما او الفلم هي حالة قطع الحوار في الشخصيات بشكل مفاجي ومن ثم الانتقال الى مشهد ثاني هذه الموجه تسمى بعنصر استفزاز الجمهور او المشاهد هذا من ناحية ومن ناحية الصوره نلاحظ كثافة الضوء والاناره تسلط على شخصيات اخرى قد تكون ثانويه وتكرس عملية الغاء للشخصيات الرئيسية وكانما يريد ان يعطي نوع من الاهتمام للمجاميع وكانها هي المسيطرة على المكان او هي القائد الحقيقي للمكان...... الجانب الاخر القفز فوق المكان مثل الفلم الذي اخرجه يوسف شاهين فلم( نابليون بونابرت) حيث نشاهد الانتقال من حقبة تاريخية الى اخرى من دون تسلسل تاريخي نمطي او تدرج مهني معروف اضافة لذلك شحة الرويا البصرية في الفلم او الافلام من هذا النوع........و هناك جانبان الجانب الاول التكرار الممل للمشهد والجانب الثاني الانتقال السريع من مشهد لاخر وهذي النقلتين او الملاحظتين تضيع على المشاهد الكلاسيكي العوام البسيط فرصة الانتصار لرؤية المخرج..... ويشعر المشاهد العادي بان المخاطب غيره فلا يجد من فائدة او تمتع للمتابعه او الاستمرار في المشاهدة ............ وهنا نرى اكثر المشاهدين الكلاسيكين اخذ ينتقلون من هذه الافلام الهندية و الى الافلام الامريكية بشكل خاص واكثروذلك لانها تتناول الرؤيا الانسانية التي يجدون فيها لذة خاصة نسميهامن خلال طريقة السرد للفلم او الحكايه حيث ان المنتجين في هوليولد يحرصون على ان يجد المشاهد نفسه في الفلم.... ويشعر كان المنتج... وان المخرج تناول قصته او بعضها وهنا ياخذ المشاهد وقته في التعرف على الحكاية اولا فضلا عن التعاطف مع شخصيات الممثلين ........واخذ نموذج اخر هو الطاهر بن جلون الروائي الجزائري المغترب.... ان اكثر كتاباته ورؤاياته نرى فيها ان الجو الفرنسي هو الطاغي والمسيطر على الرجل ولهذا نرى ان من تاثر به من شعبة يجبر على نقل اثار الطاهر الادبيه المكتوبة بالفرنسية الى العربية ليتسنى له وللعرب الاخرين فهمها ودرك ابعادها لانه يفتقد مفردات الادب الفرنسي ولا يعي المطلوب في كتاب او قصة او روايات الطاهر الا اذا حولها الجزائري او العربي للعربية هذا نوع المتمثل بشخصية الطاهر نسميه التعالي المتعمد على اللغة العربية وبيئتها وحضارتها وتاريخها...... وكانهم اي الطاهر وقاسم حول وامثالهم يردون ان يقولوا ان اللغة العربية وموسيقى ايقاعها لاتواكب العصر او الزمان او المكان وحتى نرى بعضهم يانف من نقل البيئة العربية البسيطة او تناول هموم العرب والعربي وينسى او يتناسي الطاهر ابن جلون وامثاله انه لولا الغة العربية وبيئتها وناسها لما سمع لهم صوت ولما عرفوا بهذه النجومية....... واستغرب عندما يصدر عدم الوفاء من اشخاص مثقفين ملمين امثال جلون وان كنا قد جعلنا لقاسم حول مبررا على انه غادر الارض العربية مبكرا هذا لايعني نعطيه كل الحق في ابتعاده المطلق عن خطاب القوم بلغة الام واقصد من الام هي مفردات العمل وليس النطق ؟؟ والغريب اننا نلاحظ هوليود انتجت خمس افلام عن السندباد و وضفت في هذه الافلام اخر التقنيات السينمائية وكان ممثلي هوليود يتبارون للفوز في تمثيل شخصية السندباد وعلي بابا اذن اليس من المخجل يتناولون رواياتنا الغربين ونحن اولى بها بالتناول لانه تراثنا ؟؟؟؟؟؟؟ ومن شدة تاثير رؤاية السندباد والف ليلة وليلة على الغربين اتذكر حدث تاريخي معروف هو ان فريقا رياضيا امريكيا زار بغداد في بداية السبعينات وجلبوا معهم الخيام وكان القوم يتصورون انهم جاءوا الى بغداد التي في الف ليلة وليلة انظر الى وقع الرواية وتاثيرها عليهم والمفاجئة الثانية انهم شاهدوا الناس في بغداد يرتدون السروال الاوربي البنطلون والقبعة وكان يتصور ان ملابس اهل بغداد هي ملابس العصر العباسي من خلال رواية السندباد وعلي بابا وكم هو كان واضحا على تاثرهم في هذه الشخصية ......... واننا اليوم نسمع من اغلب الجنود الاوربين ولامريكين بشكل خاص كلمة علي بابا وانهم حفضوا الاسم على ظهر غيب من شدة حبهم وتاثرهم بالرواية ........ وكما ينقل لي المطرب المعروف المرحوم جبار عكار وكان عازفا على الربابة حيث يقول في عام 1984 كنت اعزف في وسط شارع( الشانزلزيه في باريس) وطبعا كان عزفه على الربابة يقول ان المواطنين الفرنسين كونوا حلقة كبيرة حوله وعرض عليه احد المتجمهرين مبلغ ستين الف دولار في ذلك الزمان على ان يشتري منه الربابة وقال من شدة اعتزازي لم ابيعها لانها ارث لبيئتي وناسي ........... وهنا يوجد نموذج اخر على نقيض تام مع بعض الرؤائين العرب المغتربين هذا النموذج هو الكاتب الكبير نجيب محفوظ والذي استطاع بتمرس وحنكة من نقل البيئة العربية المصرية بكل شخوصها وجوانبها اليومية وبجميع ابعادها سلبا او ايجابا الى المثقف او القارى او المشاهد الاوربي من دون انفة او استعلا او تكبر او غرور وهذا مانجده من خلال رواية زقاق المدق) او( سعيد مهران )او خان الخليلي او( اولاد حارتنا) و و و حتى اصبح الفرد الاوربي تواق لرؤية هذه الاماكن والسفر اليها ومشاهدتها عن كثب ولايفوتني ان اذكر الشاعر العربي العراقي الكبير (( بدر شاكر السياب ))الذي ذكر نهر جيكور في اكثر من قصيدة شعرية ......... حتى اصبح رمزا كبيرا اي النهر يتتوق لرؤيته كبار مثقفو اوربا وابسط مثال على ذلك هو الكاتب الاوربي الكبير( البرتومرافيا )الذي زار البصرة الفيحاء في الثمانينات حيث قال كلمته المشهورة جئت للعراق لكي ارى نهر جيكور الذي كتب عنه السياب وفوجا البرتومرافيا عندما رى نهر جيكور عبارة عن ساقية صغيرة تتخلل احد بساتين العشار ( فبهت الرجل) لاحظ ........ وقال كان كل تصوري انه نهر عملاق يشبه نهر المسسبي في اميركا . ربما يتبادر في ذهن القاري انني ماذا اريد قوله من خلال ماتقدم ؛ الذي اريد قوله هو ماقاله المخرج المصري صلاح ابو سيف المخرج المعروف لفلم حمام الملاطين ..... انني اريد ان اصل الى العالمية والنجومية من خلال البيئة المصرية العربية البسيطة وهذا ماطمح له كذلك مصطفى العقاد ومقولته خير شاهد على ذلك حيث قال يخطي المثقف العربي السينمائي والرواءي بان وصوله للعالمية عبر هوليود والذي ينبغي على السينمائي المغترب او الكاتب او الشاعر او الموسيقي او المسرحي او الفنان التمثيلي ان يجعل مفردات حضارته وبيئته الطاغية على اعماله ويثبت للاخرين من خلال اعماله واثاره على انه يعتز بهذه اللغة وهذه البيئة المعطاء واستغرب كيف يفوتهم ان الاوربي الغربي لايقول ان ماعندكم هي بضاعتنا ورديتموها الينا ولافخر لكم وانما الفخر لنا ولو لا نحن لما انتم ماعليه من يضن بانه الوصول للعالمية ربما يتبادر في ذهن القاري انني ماذا اريد قوله من خلال ماتقدم الذي اريد قوله هو ماقاله المخرج المصري صلاح ابو سيف المخرج المعروف لفلم حمام الملاطين ..... انني اريد ان اصل الى العالمية والنجومية من خلال البيئة المصرية البسيطة والذي اريد قوله للاستاذ المخرج قاسم حول وللكاتب جلون واللباقين من السينمائين والمسرحين والموسيقين ومن هم في ركبهم انهم مخطئون لو تصوروا ان الوصول للنجومية من خلال الغرب او هوليود وان بيئتكم ولغتم غنية وجامعة لكل اللوان الفن والفنون وان لها سحر خاص لايفقهه الا من سال على خديه نداه |