 
	
		
| من ديوان : قصائد تلتفت الى امام | 
| 
 المقاله تحت باب    نصوص شعرية بوِسعي بوِسعي ، أن أغيّرَ مسيرَ الحياة ، عَلَناً أبدأُ بجَني الليل ، و أجمعُ النجوم . أقصُّ جناحَي الريح ، أمنعُها من الطيَران ، أصطحبُها الى البيت .. كي ترويَ لي قصةَ همومِها . بوِسعي ، بمساعدة الصراخ ، أن أضعَ مباديءَ قواعدِ لغةِ الصمت . باستشارة الأشواكِ و الأدغال أن أضعَ قانوناً لكيفية اشتعال النيرانِ و إطفائها . بوِسعي ، بقبضتينِ من الظلال ، أن أجعلَ عجينةَ المعنى أكثر نعومةً ، عندها أطبخها على وميضٍ هاديء . 
 بوِسعي ، أن أكتبَ نوطةَ سقسةِ العصافير، أن أحدِّدَ الدروبَ التي سلكها الدُخان حين يصعدُ الى السماء . أنحتَ من الضبابِ هيكلاً للحبيبة . 
 أهبُ قلبي أهبُ قلبي لشجرةٍ تكنسُ ظِلَّها ، تنصحُ الريحَ ألاّ تمتطيَ فرَسَها و تعدوَ خلفَ الليل . عليها أن تُشاورَ السهولَ و الهِضاب ، كي لا تتساقطَ الفراشات ، كي لا تذهلَ الغِلالُ و تهولُ وَجَلاً . 
 أهبُ قلبي لمطرٍ يحكُّ رأسَ الأرض خلالَ الفصولِ الأربعة . يُلقِّنُ الأشجارَ دروسَ الرياضيات ، و العُشبَ قواعدَ اللغة . و يعرفُ أن يمشِّطَ شَعرَ السماءِ جيداً . 
 أهِبُ قلبي لنهرٍ لا ينقلُ غضبَ النبع و مكرَ الغيوم ، يجمعُ الشتلاتِ المُعارِضة ، يوزّعُ عليها الخريرَ و يُردِّدُ لها أغنيةَ الغابة . 
 أهِبُ قلبي لنغمةٍ لا تصدأ . تنتشرُ في منعطفاتِ السفوحِ و الوديان ، تُستَقبَلُ دائماً .. في السهولِ و الهِضاب . 
 أهِبُ قلبي لأمرأةٍ لها برنامجٌ لعَصْرِ الوميض و تعليقِ الأغاني على حبلِ الغسيل ، تعملُ دائماً لإذابةِ نزوةِ الوَحدة . تطبخُ التعايشَ الجسديَّ ثلاثَ وجباتٍ في اليوم ، تعرفُ كيفَ تغسلُ الندى ، و تغربلُ السقسقة ، تستطيعُ ليلاً ، بصفعة الضحِك ، أن تطاردَ شبحَ الإنفصال ، تطردُ الثرثرةَ من البيت ، و تحسُّ بالفارقِ بين .. النظرةِ الخشنة و الهمسةِ المَلساء . 
 الرباعيةُ الأولى : الموادُ الأربع كُنْ حذِراً لا تدَعْ تلكَ الريحَ تنحني فتقطعُ عنّا الدَرب . 
 كُنْ حذِراً لا تَدَعْ ذلكَ الماءَ ينام ،  فيحلمُ أحلاماً عفِنة . كُنْ حَذِراً لا تَدّعْ تلكَ النارَ تُشوى أكثرَ فتتفحَّم و يتعذَّرُ تناولُها . 
 كُنْ حَذِراً لا تَدَعْ ذلكَ الترابَ يشتَمُّ الرائحة فيختلُّ توازنُ الأرض . 
 كُنْ حَذِراً لا تدعْ تلكَ القصيدةَ .. تعطس ، فتنتشر أوبئةٌ لغوية . 
 الرباعيةُ الثانية : الفصولُ الأربعة لو كنتُ أعرفُ ، في هذا الربيع ، أنَّ ملحمةَ الإخضرار لا تُكتب ، لأمرتُ ... بحَلِّ المجلسِ الأعلى للأمطار . 
 لو كنتُ أعرفُ ، في هذا الصيف ، أنَّ مساحةَ الحرارةِ لا تُقاس ، لأحِلتُ .. مديرَ أشعةِ الشمسِ على القضاء . 
 لو كنتُ أعرفُ ، في هذا الخريف ، أن دُخانَ التساقُطِ لا يغطّي الغابة ، لأحِلتُ بُستانيَّ الذبول .. على التقاعد . 
 لو كنتُ أعرفُ ، في هذا الشتاء ، أنَّ مخطوطةَ الثلجِ لا تُطبَع ، لأغلقتُ .. دارَ الغيمةِ للطباعةِ و النشر . 
 لو كنتُ أعرفُ ، في هذا الفصل ، أنَّ الشعرَ لا يُجهَّزُ مع حصةِ المواد التموينية ، لوزَّعتُ سلاحَ البلاغةِ المحشوَّةِ بالكلماتِ النارية ِ على الشعراء ... و هاجمنا وَزارَ التجارة . |