البصراويّون |
المقاله تحت باب نصوص شعرية لا ميناء يُطلّ على الصحراءِ - وليس البحر - سوى هذا الميناء ! * * * أيتها السماء ! لسنا محتاجين ملائكةً ، تنزل ثانيةً .. هذي الأرضْ ؛ شبعت جوعاً ودماً يكفي ... إنّا نحتاج الى مطرٍ منكم .. لا غير ! * * * بالأمس تمنيت الموتَ : دخلت الى مقهاي ، ولم يعرفني أحدٌ .. وأنا. لم أعرف أحداً ، في مقهاي أُكرّر : في مقهايْ ! صرنا غرباء جميعاً ، والغربةُ موتٌ .. حيٌّ ! كلٌّ مِنّا في قبرٍ ، لا قبرَ لإثنينْ ! ولذا . أوصيت بأن أُدفن – ميتاً أو حيّاً – في مقبرة الحسنِ البصريّ وليس ( هناكَ ) ... فنحن البصريين نخاف الغربةَ حتى بعد الموت ! في حُلم من أحلامي ، خيّرني ربّي أن أمسح عن الوجود واحدةً مِن اثنتين : هولندا. أو .. قطر ! وحتى من دون أن أرمشَ متردداً ، أبقيت هولندا ؛ لأنها قدمت الى عيون البشر ثلاث متعٍ ملوّنة لا تفنى : رامبرانت . فان كوخ. وستار كاووش. العراقي .. ثم إنها لم ترسل إلينا ، بالبريد المسجّل ، أيّ ارهابيّ هولنديّ ! * * * لا تبكي يا أمَّ المغدور فلسنا أحياءَ بما يكفي حتى نرثي الأموات ! * * * تعبي لا يصلح للشغلِ أنا . أرباحي فادحةٌ ، مثلُ خساراتي ! يا ربّي ! كم كنّا – منذ طفولتنا – نحن الشعراءَ نؤجّل قبحَ الكون ! * * * ما صِمتُ سوى ساعات طولَ حياتي .. لم أكمل أبداً صوم اليوم ؛ لأنّي لا أتحمل ذلّ الجوعِ ولو من أجل الجنة ! .. وأنا . لا أتحمّل ذلَّ الأكل ( هناكْ) ! أعني . أن تأكل مجّاناً ، تحت الأعينِ .. مثل الأسرى ! * * * وأنا لا أخشى مِن قاضٍ ، فأنا محكمتي : استيقظ في نصف النوم ، لأبكي أخطاءَ نهاري ! * * * وأنا معروف ، في البصرة ، منذ صباي ؛ أنا . كنت الأنحف والانحلَ ، بين الفتيانْ والبصرة ، منذ الجاحظ ، فيها الاثنانِ : نخيلٌ و .. نحيلٌ . للآن ! * * * يا رشدي العامل . يا يوسف الصائغ . يا مصطفى عبد الله . يا حسين الحسيني. يا كزار حنتوش . يا مهدي محمد علي . يا عبد اللطيف الراشد . يا منذر الجبوري . يا فهد الأسدي. يا سليم السامرائي . يا يعرب طلال . يا يعرب السعيدي . يا شيركوبيكس . يا قاسم علوان . يا محمود عبد الوهاب . يا جبار صبري العطية . يا سيف الدين الجرّاح . يا رعد مطشر . يا حميد مجيد مال الله . يا فؤاد سالم . يا عبد اللطيف بندر أوغلو . يا عبد الستار ناصر . يا طارق الشبلي . يا عبد الستار العاني . يا مجيد العلي. يا محمود النمر . يا أحمد المظفر . يا حسين عبد اللطيف. لماذا أنقصتم عددنا أَمام هؤلاء ونحن أقلّية أصلاً ؟! 9/10/2014 |