المقاله تحت باب قضايا في
12/04/2013 06:00 AM GMT
عن (نقاش)
باقتراب ساعة التصويت تزداد أعداد الصور والبوسترات في شوارع البصرة بسرعة جنونية، بينما تتفوق حملة محافظ البصرة خلف عبد الصمد ورئيس مجلس محافظتها صباح البزوني على باقي الحملات وهما من " دولة القانون". جولة صباحية في أية باص يجوب شوارع البصرة يكشف عن العرض الباذخ للحملات الانتخابية للمرشحين وترسم في ذهن الناس صوراً كوميدية بعضها يرتسم بشكل ابتسامة بسيطة وأخرى تتطور الى نقاش ونكات بين الحاضرين، فتبدو الجولة وكأنها في باص الأحلام. المرشحون علّقوا صورهم في مواقع مرتفعة خشية تمزيقها أو العبث بها لكن علاء حسين الذي يعمل في شبكة إعلام مفوضية الانتخابات في البصرة قال إن "المفوضية لم ترصد إتلافا متعمداً للصور والملصقات كما لم ترصد تجاوزات". بالمقابل تتذزاب الصغيرة من استيلاء احزاب البصرة الكبيرة على مواقع استراتيجية وتعليق صور مرشحيها عليها. ويقول عباس الجوراني عضو اللجنة المحلية للحزب الشيوعي في البصرة إن "مفوضية البصرة نبّهت في ندواتها على عدم استغلال المجسرات للحملات الدعائية لكن هذه المواقع محجوزة اليوم للقوى الكبيرة". وتحتدم المنافسة في البصرة بين 26 ائتلافا وكياناً منفرداً وأكثر من 655 مرشحا يتنافسون على 35 مقعدا بضمنها مقعد واحد للأقليات. قائمة دولة القانون تأخرت في بدء حملتها الانتخابية في البصرة لكن صور وملصقات مرشحيها ملأت الشارع لاحقاً، الشائعات البصرية التي تداولها الأهالي ذكرت أن تأخر الحملة جاء بسبب خلاف بين المحافظ ورئيس مجلس المحافظة حول تصّدر القائمة. غانم عبد الأمير عضو مجلس المحافظة ومرشح في كتلة دولة القانون قال إن ترتيب القائمة يتحكم به تسلسل المرشحين في المحافظات الأخرى وتسلسل البصرة في انتخابات مجالس المحافظات السابقة. ومع غياب قانون ينظم عمل الأحزاب ويحدد سقف الصرف الدعائي تبرز الهوة كبيرة في حجم الحملات الدعائية بين القوائم الكبيرة النافذة والقوائم الصغيرة ذات الإمكانات المالية المحدودة. ربما لهذا السبب ضم تحالف القوى الليبرالية والمدنية 11 مكونا بضمنها الشيوعيين في تحالف البصرة المدني الذي ضمّ شخصيات من أصحاب المال والأعمال وأخرى من جماعة رجل الدين حسين الصرخي المناوئ لنفوذ إيران، علق أحد المارة عند رؤيته لها "هل هم شيوعيون أم مقاولون أم رجال دين"؟ . صور بعض المرشحين ظهرت وكأن مرة في حياتهم ولم ينشر اي مرشح صورة بملابس أخرى فبدى المرشحين وكأنهم تماثيل صامتة وسط زحمة الشوارع. أما صور المرشحات فبدت وكأنها ورود لتلك القوائم، إذ اثارت بعض صورهن تعليقات الرجال السائرين في الشوارع" سننتخب أجملهن، على الأقل سنضمن وجود نساء جميلات في الحكومة" علّق أحدهم ساخراً. سلوى عيسى إحدى المرشحات مع قائمة المواطن التي يقودها المجلس الأعلى الإسلامي علقت صورها على الطرق الخارجية لمدينة البصرة وكتبت عليها "رغم ذكورية المجتمع إلا أن الناس تشعر بخيبة أمل من عمل مجالس المحافظات بقيادة الرجال لذا نستشف توجهاً لانتخاب مرشحات يمتزن بالكفاءة". هذه العبارة عبّرت عن حدس نسائي ربما يصيب فتتمكن امرأة من انتزاع منصب محافظ البصرة من زملائها الرجال. بعض القوائم مثل التيار الصدري حرصت على وضع التحصيل العلمي للمرشح أسفل صورته لتبعد الاتهامات باختيار مرشحين غير أكفّاء، أما قائمة رئيس الوزراء العراقي نوري المالكي فحرصت على نشر صوره مبتساً أو منشغلاً بوضع أساس أحد الأبنية إلى جانب صور مرشحي القائمة. "الشيخية" قائمة جديدة ظهرت في البصرة وهي تضم ناشطين تجاريين ، عقيل الخالدي عضو مجلس المحافظة والعضو الحالي في البرلمان العراقي عن محافظة البصرة قائمة "العدالة والوحدة". ولأن الشائعات تنتقل بسرعة بين أهالي البصرة أشيع في المدينة أيضا عن إلزام الكتل الكبيرة لمرشحيها بتعهدات ضمنية بعد الفوز بدفع جزء من رواتبهم كأعضاء مجلس محافظة أو نواب وتخصيص نسبة 80% من التعيينات في دوائر الدولة لصالح كتلهم. موعد التصويت اقترب والسباق في الوصول الى الناخب البصري مازال مستمراً بين الكتل، أما البصريون فلا يهتمون كثيرا بتلك الشعارات والصور التي رافقت الحملات فهم يدركون أن معظمها سيتبخر بعد فوز المرشحين.
|