سكان بغداد يتذمرون من التشويه البصري لمدينتهم جراء حملة الانتخابات المحلية

المقاله تحت باب  قضايا
في 
10/03/2013 06:00 AM
GMT



بين عشية وضحاها ازدحمت شوارع وأحياء بغداد وبقية مدن العراق بآلاف اللافتات والملصقات والصور بألوان فاقعة وأحجام متفاوتة يغطي بعضها واجهات عمارات إيذانا ببدء الحملات الدعائية لانتخابات مجالس المحافظات، المقرر إجراؤها في 20 أبريل (نيسان) المقبل، التي وصفها بعض سكان العاصمة في تصريحات لـ«الشرق الأوسط» بـ«الضجيج والتشويه البصري المتعمد لمعالم بغداد»، ساخرين من شعاراتها ووعودها المكررة في ظل غياب الخدمات وانتشار البطالة والفساد المالي والإداري في البلاد.
ويقول المواطن أحمد القيسي (34 عاما) «معظم الوجوه المرشحة لا نعرف عنها شيئا، بعضهم حاولوا التعريف عن أنفسهم بوضع صورة لرئيس كتلة معروفة قربهم، وآخرون حاولوا التعريف بأنفسهم بإطلاق وعود وشعارات مللنا منها، ولم يحققوا لنا منها شيئا في الدورات الماضية».

وانتشرت اللافتات والملصقات الدعائية بشكل مكثف في شوارع بغداد وأحيائها، وعلى جدران المباني وأعمدة الكهرباء واللوحات المرورية، مسجلة علامة فارقة لم ترق للكثيرين خاصة أن بغداد تستعد لاستقبال حدث عربي وعالمي مهم خلال الأيام القادمة بانطلاق فعاليات مشروع بغداد عاصمة للثقافة العربية. ويقول الطالب والناشط السياسي أحمد البغدادي «اكتظاظ بغداد بالصور بشكل عشوائي شوه منظر المدينة التي نسعى من أجل أن تكون الأجمل في عيون الزوار». واعتبر أن «توقيت بدء الحملات الانتخابية كان خطأ كبيرا بتزامنها مع انطلاق مشروع بغداد عاصمة الثقافة العربية، فالزائر سيصاب بالتشويش والفوضى الدعائية الحاصلة بلا ترتيب أو ذوق في اختيار الألوان والأحجام وأساليب عرضها.

ويقول المصمم الصحافي فلاح الخطاط «ما نشاهده من ملصقات انتخابية هو تشويه بصري كبير، قبل أن يكون تشويها لجمالية بغداد، باستخدام ألوان وخطوط لا تمت بصلة للإعلان الحقيقي أو الفني، وكذلك طريقة عرض الملصقات العشوائية وسذاجة العبارات المستخدمة فيها لكسب تعاطف الناخبين». وعزا ذلك إلى وجود «شركات تجارية أهلية غير متخصصة أثرت في عملية صناعة الملصقات والحملات الانتخابية، نظرا لأن العراق يفتقر إلى وجود شركات إعلان متخصصة في هذا المجال».

وتتسم الحملات الانتخابية هذا العام بطابع السخرية ومحاولة كسب تعاطف الناخبين، بطرق كثيرة، تبادلها شباب عبر مواقع التواصل الاجتماعي، ومن بينها أن أحد المرشحين وظف زوجته بوصفها عضوا في مجلس النواب، في دعايته الانتخابية للوصول إلى المعقد المحلي، ومرشح آخر حاول التعريف عن نفسه بوضع اسمه وكنيته المحلية وكتب في أسفل لافتته «أبو أحمد أبو القاعة»، دون الإشارة إلى ماهية النشاط الذي تقوم به قاعته، فيما عمدت مرشحة إلى الترويج عن نفسها بوصفها زوجة «فلان الفلاني» مكتفية بصورته دون صورتها، لأنها «عورة» في نظرها على ما يبدو.

الباحث الأكاديمي والاجتماعي أمجد الطائي عزا عشوائية اللافتات وسذاجتها إلى «ابتعاد المرشح عن الناس، وعدم درايته بطبيعة المجتمع العراقي الذي لم يعد يصدق وعودا وشعارات لم يذق منها إلا المزيد من التراجع والإهمال في الخدمات والمشاريع».