حيّة الأحّد

المقاله تحت باب  نصوص شعرية
في 
18/01/2013 06:00 AM
GMT



حسناً أيها الأحد.. ها أنت تعود على طاولة أيامي مرة أخرى..
كم أحّداً يمكن أن نحصي به أعمارنا؟
لِمَ يتأخر الحب حتى الأحد؟
ولِمَ تذكّرني برجل كفاه خلف ظهره يروح ويجيء طوال الأحد؟

عن الأحد حدثتني الحياة أنه يوم بلا حبيب وعنه حدثتني الغيمة أنه بلا مطر وعنه أيضاً تتحدث العصافير لا شجر يأوي يوم الأحد
وحين يسهو الأحد يذهب الى مرقص بدلاً عن خطوة الأجراس
اليوم العاشر في الاسبوع الاحد
اليوم العاثر في الاسبوع الاحد
اليوم الذي يرسم مقعدكِ في مقهى فارغاً الأحد
يوم ثمل يعانق يوماً ثملاً ينجبان أحداً حزيناً

الأحد نافذة موصدة على لا أحد

في كيس مع مطر ابريل وشريط طالبة وعشر رسائل قديمة وقبلة أعتق من نبيذ صديقي ايريك ستروم ونهار نسيته على الحدود ومحاولة نسيان كيف يركل ضابط شرطة كريه، ويمام يراودني على أحلامي وابتسامة هي كل ما استطعت سرقته من امراة في مقعد باص بين بغداد وكربلاء... واشتباك فحولتي برائحة نهديها... في كيس مكتنز بسعادة الخسائر أعود للنوم والعزلة.


خطوتي المقبلة ردهة الأسى بدلاً عن برية روحكِ
... أشمّ حريقاً في قاع نهركِ

لا أرى بحركِ لأني أعرف شواطئكِ ولا تدركين... أتمَ رحيلي
الطائرات الورقية تهبط اضطرارياً أيضاً... تسقط حتى
تحلقين في بئر روحكِ... يا للمفارقة أهوي في سمائكِ
أعزل ووحيد تماماً... أعزل ألا من حشد روحي ينادم روحي
الرجل المخدوع جرح يمشي... المرأة المخدوعة ليل يتلوى

الردهة الرابعة... طوارئ الحب... الرحيل إلى آخر النهر...
بردان يا ليتني تغطيت بروحكِ لا بأعشابها...
كنت أريد نحن... دائماً نحن وأهتف في الربيع، كنت أريد، تسقط أنا وانتِ تعيش نحن، كنت أريد

أشد من المرايا... سطح الحب ناعم... أشد من الألم الناعم أيضاً
ارتطام غيمة بحائط... ينهدم الحائط تصير الغيمة غباراً
من حلوى الطفل إلى ردهة الحب
صوتي للبيع... لاستخدامات - يجهش بالبكاء فقط من شدة آلام هذا العالم -

كلما انعطفت حياتي أتوهم سرتكِ

أهزله ما ينتهي بالتفاتة صغيرة... الحب والحذر

ذاهب إليكِ بعدة هروبي منكِ

مرةً رميت حبي في النهر... مرات كثيرة رأيت النهر في فراشي يئن
قال الناطور: روحي غزالة... قالت الكف الصغيرة: أخدشك..
حتى الكف الصغيرة تخدش روح الغزالة
ذات صباح غيمة تاهت عن سربها ونزلت معي إلى المقهى

حسبي أني شجر يتسكع فيه الماء وتنام ابنة الغيم في أوراقي ومنكسر من ريح حميمة

حتى أبدي سأحب كيف أحببتكِ وأكره كيف أحببتكِ
قبيل شفاهكِ انزلقت أيامي في العدم

لا يخيف الغصن سوى ظله...
الخائف يخاف من نفسه
لا خائف بالحب

يخاف العبد في الحب من كل شيء إلا حبيبه
إلى حب بلا خشية إلى الحياة بالحذر كاملاً
يحني الخوف رأسه خجلاً من العاشق
صوته؟ كل هذي الوسائد في صوته ومازال الخوف بارداً في روحكِ؟
الخوف من الخائف خوف فقط، الخوف من العاشق غفلة فقط
الباب يتسع لكل حبيب يخشى حبيبه... البحر يتسع أكثر
كيف يُقبل من يخشاه، القلب الوحيد؟
حينما لا يستطيع المحبّ مغادرة خوفه من حبيبته يموت الحب

حاصل ضرب الحرب في الحب يدٌ تلوّح بوردة غصنها مكسور

لست مطمئناً للطمأنينة...

لا تطرد فراشة من جنة الوهم لن تعود
معي أتسكّع وأدلّ روحي إلى الحريق

أعدتِ لي قميصي... ليس فوقه قبلاتكِ هو خرقة

كلما شاهدت راقصاً بارعاً أزحتُ الغطاء عن أعمارنا يأكلها سخام الحروب... أعرف لماذا لا نعرف كيف نحبّ.

حفيد الحرب... حب تُلقى القبلاتِ من نوافذه إلى الشوارع
أجمل افلام الحرب تلك التي بلا قنابل او طائرات... أجملها تلك التي بالحب

حزين مثل حبة عنب سقطت للتو عن عنقودها...
يافع مثل خطأ يتدلى من مزلاج ولا يفتح الباب
وأنا أحبك ِ أيضاً غير أني انهدم
هل رأيتم حباً يحوّل الرجل إلى مقعد فارغ ومكسور؟
بدراهم النوم يشتري العاشق غفوته
حين لا أراكِ.. يعني أني انعطفت عن الشارع.
يزرع الظلُ ظله ويستظل بالشجرة.. انقلاب الربيع.
ليس تحت الشجرة سوى ظل قبلتنا
ليس فوق الشجرة سوى عطر قبلتنا وعصفور يقولها كل صباح

مِن تنفس موجة بين نهديكِ يبدأ البحر
لكأنني ريشة وجدتي غيمة وجدي طائر... لكأنهم حصى يلوّثون معنى الوصول
يعضون الحنطة بأسنان التاريخ

ذئب يتلصص على أنوثة ثعلبة
(فإذا هي حيّة تسعى) وترقص