المقاله تحت باب مقالات و حوارات في
01/02/2007 06:00 AM GMT
المثل يقول (( الكذب يحب ارتداء الملابس ولكن الحقيقة تحب ان تمشي عارية )) ولهذا سأتكلم اليوم بدون تنميق او مجاملات لان الحقيقة ( عارية ) اصلا . ويبدو ان هذا المفهوم يصيب عقول الكثير من (الادباء) بالخجل عندما يكتشفون انهم يعيشون اعمار غيرهم بعد ان استهلك زمنهم ودخلوا مرحلة العزل الصحي!!! خصوصا إذا ما رأيت كيف انهم نصبوا سيطرات ونقط تفتيش على الدروب المؤدية الى المنصة او الى أي ركن او رئة اعلامية يتنفس منها من هم اكثر منهم حيوية وعطاءا , لا اعرف سر هذه العقدة فلقد دخلت الى عالم الادب وهي موجودة , النزاعات بين هؤلاء و شريحة الشباب المثقف , لماذا يرفضون فكرة ان هذه الموهبة تمنح للناس بدون تحفظات مسبقة او بدون استشارة احد منهم ؟ ! ان ملتقى ( الشياب ) الثاني الذي حصل في البصرة والذي انتهى في يوم الخميس الموافق 11/ 1/2007 وكنت ممن حضر بعض جلساته يثير للحاضرين وللذين يتابعون اخبار الادب في العراق ايضا سؤالا عاما موحدا وغريبا وهو (( هل ان العراق بلد كهول وشيبة فقط والبصرة هل فرغت من شاب واحد يعشق الشعر والثقافة ويتورط بممارستهما ؟؟)) نعم ربما تستغرب كما استغربت انا ايضا , لقد كان ملتقى السياب الذي مات ( شابا) وهو يقول ( احبيني وما من عادتي نكران ماضيّ الذي كانا ) هو مجموعة من الكراسي لرجال تجاوزا العشرين قرنا وهم يراوحون بمكانهم ولم يحقق اغلبهم نجاحا حتى مع نفسه , ربما يقول البعض الان ولم هذا الاعتراض وما دخل كبر الاعمار بالكم الابداعي والعطاء والخبرة و و و , واقول ان هذا الكلام صحيح ولكن اين هو الكم الابداعي هذا فمن تحدث بغير فنه اتى بالعجائب اليس من الاحرى ان يتنحى من لم يجد في جعبته شيئا مفيدا يضيفه الى الناس ان الزمن اخ للادب لاينتظر منة احد عليه ولكن هؤلاء اصروا ان يمنوا عليه بحضورهم الثقيل ووجوهم المملوؤة عقدا في كل مرة يتوقف ليكتب شيئا عن ادب العراق والبصرة . تصوروا ان الناس في جلستي الشعر اللتين بدأ الملتقى بواحدة منهما وانتهى بالاخرى كانوا يظنون ان الذي على المنصة يقرأ بيانا او اعلانا ما وليس شعرا !!! والذي يبدوا ان عمليات التهجير القسري والذي تتحدث عنه وسائل الاعلام والاصطفافات الداخلية في الكتل النيابية والقذارات السياسية مدت اصابعها لتصل الى المجال الادبي ايضا , عندما يمسك ( دكتور ) ما باعناق الحضور ويحكم على فلان بـ لا وفلان بـ نعم ويحضر فلان ويغيّب الاخر في ابي غريبه الثقافي ليتحول الى ( دكتاتور ) منمق ومهندم فسبحان مدكتر الاحوال !! ان عملية التغييب المتعمد والتهجير القسري الذي مارسته اللجنة المنظمة لملتقى السياب الثاني كما فعلت في نظيره الاول بحق مبدعي البصرة الشباب بلغ من السادية والشوفينية مبلغا عظيما , تصوروا ان البصرة ام السياب وابيه لم يدع فيهات ولا شاعرا شابا واحدا مع العلم ان الجهة المنظمة للمهرجان هي جامعة البصرة أي من لديها الثقل الشبابي كله !!! فإذا وضعت امامك هذا الخبر فماذا تقول كلي تحلل وتستقرئ السبب ؟ لا اعتقد ان هناك مثقفا واحدا يعتقد ان البصرة من الممكن لها ان تخلو ولو لجزء من الثانية من الشعر فهي المدينة الوحيدة في العالم التي تزرع شاعرا او شاعرة في كل بيت , نعم كل بيت , ان هذا امتيازها في عالم الشعر بين كل مدن الدنيا ولم تفعل الادارات المتلاحقة على اتحاد ادباء البصرة شيئا لهؤلاء الشباب غير بيع الكلام والعنتريات التي ما قتلت ذبابة وبلغ حد سيطرة الديناصورات فيه الى مراحل متقدمة فلا بأس ان كان ترتيب شاعر ( شاب ) بالرقم 4 في قائمة من يعتلي المنصة ويتفاجئ ان دوره اصبح 29 لان بعض الديناصورات المتعفنة تناحرت قبله على المقدمة , هذا غير الكره الغير مبرر لهم ... لماذا اليس من الاحرى ان يراعو وان يُفهموا , لقد سمعت من التبويق الاعلامي على المنصة كمقدمة لقيام احد الشعراء الشباب من غير البصرة شيئا تصور الناس معه ان الذي سيقوم ان قال لهم ناموا ينامون وان قال اضحكوا يضكون لقد صار مهما لدرجة تعادل طعام الناس ؟؟ ولكنه طبعا لم يكن كذلك انا هنا لا اريد ان اقيم احدا ولكن اود ان اقول لم هذا الاهتمام هناك والاهمال الفض هنا ؟ ؟ وانظر ايضا الى ازدواجية الديناصورات هذه فهم بما يتعلق بالنشاط الادبي غير مهتمين بالمرة بالظهور والكلام امام أي مصدر اعلامي على الجانب التنظيري والكل يعيش عقدة التباعد واللافهم وعدم التواصل مع الناس وهذه المشكلة قد تغلبوا عليها طبعا باختراع اسلوب ان الناس ( مطايا ) ونحن ( لا نرعاهم ) ولا نراعيهم , المهم ان هؤلاء على الجانب النظري يفضلون العزلة ولكن ضع كامرتك وراقبهم في الملتقيات والمهرجانات وانظر كيف سيتحولون الى ملاكمين سريين للصعود وقراءة طلاسمهم على المنصة التي تكاد تتقيأ عليهم. ان هذه الديناصورات ليست موجودة فقط في البصرة ولكنها منتشرة في العراق كله ولكن وضعها في مدينة شط العرب مستفحل جدا يا مثقفي العراق والعالم , لقد وصلت درجة احتقان الشباب المبدع في البصرة حدا انفجاريا وليس هناك سوى صرخات توجه لكم ولا يوجد منفذ اعلامي واحد هنا الا سيطر عليه هؤلاء , يبدو انهم لايريدون للزمن ان يمشي ولا ان يتقبلوا فكرة ان الصغار يكبرون والكبار يشيخون وهكذا تمشي الدنيا فهل يكون القياس في العالم الادبي هكذا ؟ ما زلت اتكلم باليوتوبيا والثيمة والدوغمة والبراغماتية والتفكيكية والبنيوية و و و من هذه النفاخات فانني مثقف ؟؟ هل ان المثقف حافظ طلاسم يرددها كما يفعل الببغاء ؟ ؟ او لابد ان اصبغ شعري باللون الرمادي او الابيض حتى اكون من عداد المثقفين ؟؟ يا سادتي ان الذي اتكلم عنه لبس من نسج خيالي انا من البصرة وابنها وما قلته هو ما عشته وعايشته , كل الدعوات والمهرجانات واللقاءات والايفادات موزعة بين حفنة الديناصورات هذه التي مابرحت تأكل من ارض الله منذ اكثر من 100 مليون عام ولا احد من المسؤولين يسمع او على الاقل يقول لهم اين شبابكم؟ ان أي مجتمع بلا شباب هو مجتمع يلفظ انفاسه الاخيرة كما ان حل معاناة الشاب المبدع البصري يا مثقفي العراق وتغييبه المتعمد هو من مسؤوليتكم لان العراق مدين بشكل خاص الى البصرة الى كل شبر فيها وكل نخلة وكل بيت شعر وكل من يتنفس عليها وبها ان هذه الصرخة موجهة لكم جميعا باسمهم جميعا فماذا تراكم فاعلين ؟ ؟ ؟ العراق – البصرة
masar.riyad@gmail.com masar_1980@yahoo.com
|