مجرمون واغبياء بلا حدود |
المقاله تحت باب في السياسة "ولاتهنوا في ابتغاء القوم ان تكونوا تالمون فانهم يالمون كما تالمون وترجون من الله مالايرجون وكان الله عليما حكيما" سورة 4 النساء الاية 104. " ان يمسسكم قرح فقد مس القوم قرح مثله وتلك الايام نداولها بين الناس وليعلم الله الذين امنوا ويتخذ منكم شهداء والله لايحب الظالمين" سورة 3 ال عمران الاية 140. متى يغيب العقل يحل الجهل، ومتى غادر العقل تساوى الحيوان والمجرم وكانا على حد سواء بل كان الحيوان افضل " ام تحسب ان اكثرهم يسمعون ا ويعقلون ان هم الا كالانعام بل هم اضل سبيلا " سورة 25 الفرقان الاية 44 "، " ولقد ذرانا لجهنم كثيرا من الجن والانس لهم قلوب لايفقهون بها ولهم اعين لايبصرون بها ولهم اذان لايسمعون بها اولئك كالانعام بل هم اضل اولئك هم الغافلون " سورة 7 الاعراف الاية 179. فالمشهور بين الفقهاء ان العقل هو الميزان في تحديد المعروف من المنكر بين البشر وبناء على ذلك تكون الحدود الشرعية للتمييز بين ماهو معقول او غير معقول وبتعبير اخر بين ماهو مقبول او غير مقبول. وبالنظر الى مايجري على ارض العراق نجد ان هنالك كثيرا مما هو غير معقول بسبب غياب العقل وغلبة قانون الغاب حيث يقتل الانسان بدم بارد والعجيب ان كل ذلك يتم باسم الدين" افرايت من اتخذ الهه هواه واضله الله على علم وختم على سمعه وقلبه وجعل على بصره فمن يهديه من بعد الله افلا تذكرون " سورة 45 الجاثية الاية 23.
ان ما يجري يوميا من القتل وسفك الدماء هو تكريس للجرائم التاريخية منذ القدم ولا يمكن ان نفسر قتل قابيل لاخيه هابيل الا نتيجة لغياب العقل رغم معرفتة بسوء عمله وسوء عاقبته بعدما ذكره اخيه " لئن بسطت الي يدك لتقتلني ماانا باسط يدي اليك لاقتلك اني اخاف الله رب العالمين" سورة 5 المائدة الاية 28 وهو على قرب من حقيقة كونه مخلوق محاسب والا لما اختلف تعامل اخيه معه واعلامه بانه سيبوء بالاثم وان عاقبته النار... وهكذا يفعل التكفيريون ويفعل الصداميون، فالتكفيري والصدامي وجهان لحقيقة واحدة وهي الاتحاد بين هذا الوجه وذاك الوجه وكما يعبر عنه انهما وجهان لعملة واحدة... فهما متفقان على القتل وسفك الدماء البريئة، ومتفقان على تخريب كلما هو جميل، ويسعيان بصورة مشتركة الى الافساد في الارض واهلاك الحرث والنسل. ومن المشكل اظهار حقيقتيهما وسط هذا الضباب الاعلامي الجاهلي وهما يمارسان عملية تمزيق المجتمع العراقي وحرق وجوده، فكل يوم قتلى وجرحى ومعوقين، وتهجير وتشريد، وخوف ودمار، وكل ذلك يتم بلارحمة، ونسوا بانهم في القريب سيلاقوا ربهم الذي خلق وسيحاسبهم على كل فعلة فعلوها " نسوا الله فانساهم انفسهم"، " قالوا نحن مصلحون الا انهم هم المفسدون ولكن لايشعرون". ان من اخطر الامور ان يصاب الانسان بعشق المذهب ليكون ذلك وبالا على صاحبه وخصوصا عندما يقع اسيرا لما هو مكتوب في اساطير الروايات التي دونت بعد عقود او قرون من وفاة الرسول(ص) وبعدما لعبت الاهواء وسياسات الحكام دورا خطيرا في اختلاق الروايات وترويجها واصدار الفتاوى والاحكام التي اسست للحروب والنزاعات ومسخت عقول الناس واملت عليهم كل ماهو سئ باكذوبة الحديث عن الرسول(ص) فاصبح حديث فقيه السلطان حديث رسول الله. ان القتل والدمار اليومي الذي يجري في ارض العراق هو بسبب تلك الكتب الهزيلة لوعاظ السلاطين و الكذبة من اصحاب الفتاوى الهزيلة الذين دمروا سمعة الاسلام بالدعوة الى العنف .. تلك الدعوات المغرورة " ينادونهم الم نكن معكم قالوا بلى ولكنكم فتنتم انفسكم وتربصتم وارتبتم وغركم الاماني حتى جاء امر الله وغركم بالله الغرور" سورة 57 الحديد الاية 14 واصبح من اللزوم بمكان تطهير الارض من غرور هؤلاء الجهال الذين ملؤا الارض فسادا ودمارا بعد ان طغى عدوانهم على كل ارض داخل الدول الاسلامية او غير الدول الاسلامية. ومن العجيب رغم صرخات الانسانية المستضعفة ونداءات الامم المتحدة ودعوة الدول الى ضرورة استئصال الفكر المتطرف الداعي الى العنف الا اننا نلمس تغاضيا واضحا لدى الدول الحاضنة للارهاب، تلك الدول التي لاتستحي ان تستمر بتغذيتها لهذه الجماعات التي تنشر الخوف والرعب كل ساعة في نفوس الناس. وللاسف الشديد اصبح الحكام اليوم بلا دين وباسم الدين يقتلون ويسرقون ويعتدون ويتعاونون على الاثم والعدوان" وتعاونوا على البر والتقوى ولاتتعاونوا على الاثم والعدوان واتقوا الله ان الله شديد العقاب" سورة 5 المائدة الاية 2 . لقد داب الصداميون على خلق اهرامات متعددة من المجرمين وذلك بتاسيس جملة من المؤسسات التي كانت تمارس القتل والارهاب والتهجير والتعذيب مما يغضب السماء وقد اعد النظام الصدامي لما بعد السقوط بالتحالف مع الوهابيين التكفيريين وبشكل منظم، واعتمد على تكوين فرق الارهاب والقتل، ووظف المال والسلاح بالتعاون والتنسيق مع بعض الدول الاقليمية التي لايلائمها الا ثوب الصداميين والتكفيريين وكان ماكان من الاتفاق على تدمير العراق وقتل اهله وابادتهم وتهجيرهم ليسمح للمجرمين التفرد بالسلطة فيما لو اصبحوا اكثرية في ديمقراطية حاكمة مختلقة في الوقت الذي نسوا الله وحكمه واحكامه ومانزل بحق الظالمين" وكم اهلكنا قبلهم من قرن هم احسن اثاثا ورئيا" سورة 19 مريم الاية 74 . ان على الشعب العراقي ان ينتبه للمؤمرة المحاكمة ضده ، وان عليه ان يجمع شتاته قبل فوات الاوان، وان ينتظم من اجل السيطرة على الموقف، والامساك بزمام الامور قبل ان يفلت من يدهم هدفا سهلا للاستعباد من جديد ،فالمجرمون عند غدرهم والشعوب عند التنظيم، ولابد للشعب ان ينظم صفوفه ويسترجع الحياة التي حرم منها ويستعيد ارادته. " اذا الشعب يوما اراد الحياة فلابد ان يستجيب القدر... ولابد لليل ان ينجلي ولابد للقيد ان ينكسر... ومن لم يعانقه شوق الحياة تبخر في جوها واندثر... ومن لايحب صعود الجبال يعش ابدا بين الحفر " من قصيدة للشاعر التونسي ابو القاسم الشابي. ولابد ان نشير الى ان مايحيط العراقيين من ظلم وشقاء هو بسبب الضعف الذي ينتاب العملية السياسية التي لم تحقق استقلال للارادة الجماهيرية ولا للسيادة فكان ماكان من عبث العابثين وكيد الكائدين... لقد وقع البعض في فخ المتصيدين الذين زرعوا الشكوك في النخبة وزرعوا الارهاب في قلوب الناس وفتحوا الاطماع امام الضعفاء... ولن تشرق الشمس في ظلام الليل" ان الله لايغير مابقوم حتى يغيروا مابانفسهم" سورة 13 الرعد الاية 11. |